في الذكرى الأولى لاحتلال عفرين.. أردوغان ينهب 150 مليون دولار من شجر الزيتون
الأحد، 20 يناير 2019 10:00 م
أطلقت تركيا في 20 يناير 2018 العملية العسكرية «غصن الزيتون»، لاحتلال مدينة عفرين الواقعة في اقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية، بالتعاون مع مقاتلي المعارضة السورية، وكانت «أشجار الزيتون» هي أكبر ضحايا سيطرة تركيا والجماعات المسلحة الموالية لها على المنطقة التي تنتج سهولها الخصبة، أحد أفضل أنواع «زيت الزيتون» في سوريا والعالم، حيث يمثل 70% من دخل أبناء هذه المنطقة ذات الغالبية السكانية الكردية.
تضم أراضي مدينة عفرين أكثر من 18 مليون شجرة زيتون خصبة، استولت عليها الجماعات السورية المسلحة الموالية لتركيا، وتحولت إلى مصدر دخل لتلك الجماعات ولتركيا منذ احتلالها للمنطقة قبل عام، بعدما استولت هذه الجماعات على جزء كبير من محصول الزيتون تحت تهديد السلاح وباعته للتجار الأتراك، فقد بلغ حجم الانتاج هذا العام 270 الف طن، ما يمثل 30 % من انتاج سوريا، وبلغت القيمة السوقية لهذا الانتاج، ما يفوق الـ 150 مليون دولار، لم يحصل المزارعون سوى على ثلث هذا المبلغ، وفي نفس الوقت منعتهم من التصرف بما تبقا في محصولهم أو إخراج الزيت من المنطقة، مما ترتب عليه تدهور الأسعار وبلغ سعر «صفيحة الزيت 16 لتر» 14 الف ليرة في عفرين، أي ما يعادل 30 دولار، بينما في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة بشار الأسد، تتجاوز السعر إلى الضعف.
العملية العسكرية غصن الزيتون فى عفررين
اتهم رئيس حزب الشعوب الديمقراطية التركي، حكومة بلاده في نوفمبر2018 بنهب محصول زيت الزيتون في عفرين.، وردا عليه أعترف وزير الزراعة التركي خلال جلسات للبرلمان حول موازنة 2019 باستيلاء الحكومة التركية على محصول الزيتون في عفرين وبيعه، وقال: «إننا في الحكومة نريد وضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى، حتى نمنع هذه الموارد من الوقوع في يد حزب العمال الكردستاني».
وكشفت وسائل إعلام دولية، عن استيلاء تركيا على زيتون عفرين، وهو ما نشرته صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، نقلا عن النائب في البرلمان السويسري برنارد جوهل، تصريحا بأن تركيا سرقت زيت الزيتون من سوريا، وتبيعه في الأسواق الأوروبية على أنه من إنتاج تركي، فالمدينة الواقعة تحت الاحتلال التركي تتعرض كروم الزيتون فيها للتدمير من قبل قوات الجيش التركي والمليشيات الموالية له، والزيت الذي سرقوه يتم بيعه إلى إسبانيا حتى الأن»، الأمر الذي أكدته وسائل الإعلام الإسبانية، حيث ذكرت صحيفة «بابليكو»، أن حكومة أردوغان استخدمت عدداً من الشركات الوسيطة، لتصدير الزيت الذي يتم الاستيلاء عليه من الفلاحين في عفرين إلى إسبانيا، حيث يتم خلط الزيت المنهوب بالزيت التركي قبل تصديره بأسماء وهمية.
اهالى عفرين يجنون محصول الزيتون
يعمل التجار الأتراك الذين يشترون إنتاج الزيت من فلاحي عفرين، تحت إشراف الجماعات المسلحة المنتشرة هناك، كما تتم عملية الشراء بنصف السعر السائد خارج المدينة، ثم يقوموا بنقل الزيت إلى تركيا مباشرة، بينما يتم إدخال قسم من هذا الزيت إلى المناطق الأخرى في سوريا عبر المعابر الحدودية مع تركيا، التسطير عليها فصائل المعارضة، علاوة على فرض الإدارات التي شكلتها تركيا في عفرين وبلداتها، اقتطاع نسبة من 10 إلى 20% من محصول الفلاحين من الزيت، مقابل السماح لهم بقطف محصول حقولهم التي يملكونها.
يبلغ حجم زيت الزيتون الذي استولت عليه تركيا وقامت بتهريبه خلال عاما واحدا من احتلالها لمدينة عفرين، 50 الف طن، تقدر قيمته بحوالي 70 مليون يورو، وتخصص 25% هذا المبلغ كحصة للجماعات المسلحة المتمركزة في مدينة عفرين.، التي لم تكتفي بنهب زيت الزيتون الخام، بل دمرت حقول الزيتون أيضا، حيث قطعوا أعداداً كبيرة من أشجار الزيتون وحولوها إلى حطب يباع داخل تركيا بهدف الكسب المادي، وهي جريمة تعادل إزهاق الأرواح لأن قطع هذه الأشجار يوقف مصدر رزق أصحابه مما يهدد حياتهم، كما أدت عمليات تهريب زيت الزيتون والزيتون داخل تركيا، إلى تراجع الأسعار في السوق التركية، من 15 ليرة تركية إلى 5 ليرة، حيث يبيعه التجار الأتراك للمحال التجارية بأسعار ذهيدة للغاية.
تركيا تقتلع اشجار الزيتون فى عفرين
وضع كل فصيل من الجماعات المسلحة في عفرين، يده على سهول الزيتون في المنطقة التي يسيطر عليها، ومن ثم أحصوا الممتلكات والأشجار المملوكة للمنتمين إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، وبحلول موسم الحصاد، استئجرت الفصائل عمال لجني الزيتون من هذه الأراضي، وقاموا بعصره أيضاً في العصارات التي استولوا عليها هي الأخرى وأصبحت خاضعة لسيطرتهم بوضع اليد، ثم بيعها في السوق لصالح الفصيل، علاوة على فرض تلك الفصائل ما تشاء من إتاوات على المزارعين بقوة السلاح، وفي أحيان كثيرة سرقة محصول الفلاحين حتى بعد تحصيل الإتاوة.