لماذا أعرب "رئيس مجمع ليبيا" عن خيبة أمله من إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن؟
السبت، 19 يناير 2019 03:00 م
أبدى رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة ، السفير السابق عارف النايض خيبة أمله من الإحاطة التي قدمها المبعوث غسان سلامة قائلا بأنها لم توضح شيء وأن أهم ما ورد فيها بيّن بأنه يعول فقط على المؤتمر الجامع دون إيضاح ماهيته، وقد جعله ركيزة للفترة القادمة دون تبيان طبيعته.
وتسائل "النايض" فى تصريحات تليفزيونية عما إذا كان هذا المؤتمر سيكون مجرد ملتقى أم منتدى، كما تسائل عمن سيكون من بين أعضائه وعن المعايير التى ستُستخدم وكيف ستضمن بأن يكون هذا الجسم ممثلاً للشعب الليبى.
وتسائل أيضاً عن موقع مجلس النواب الليبى كونه جسماً منتخباً وكيف ستكون العلاقة بينه وبين المؤتمر الجامع، وأيضاً نتائج هذا المؤتمر فهل ستكون ملزمة أم مجرد مقترحات ، مضيفا "كان بودنا أن تكون الإحاطة لتوضح طبيعة هذه الامور، أيضاً غابت عنها الإشادة بما يقوم به الجيش في الجنوب ، اليوم كانت هناك أخبار تثلج صدر كل ليبي حر محب لوطنه بضرب أكبر غرفة عمليات في الجنوب تحوي قيادات لتنظيمي القاعدة وداعش بيد من حديد من قبل الجيش الليبي الأبي ، وهي ضربة قاسمة للإرهاب ولم نجد أي إشادة بشأنها من سلامة بل تحذير فقط من التعرض للمدنيين ، وكأن الجيش يعرضهم للخطر مع أنه حذرهم وأعطاهم خطوط تحركاته ورحبت به القبائل في بيانات متتالية ، أحيي هذه القبائل التى دعمت الجيش لتحقيق هذا الانجاز اليوم".
وإعتبر النايض إهمال غسان سلامة للحديث عن هذه المسألة عندما تحدث عن الجنوب الليبى أمراً مستغرباً بينما ضرب الإرهاب والقضاء عليه فى هذه المنطقة والتخلص من العصابات الأجنبية التى أصبحت تحتل جزء كبير منها من أهم الأهداف وقد غابت عن الإحاطة.
وتابع: "هناك مسألة مهمة ، بدى من الإحاطة وكأن الامور تسير قدماً في طرابلس بشكل سلس وأن وقف إطلاق النار صامد ، للأسف ونحن نتحدث هناك إطلاق نار كثيف وهناك بشر يسقطون ضحايا لهذا الاقتتال بين الاخ وأخيه، الأمور ليست على ما يرام ، بل بلعكس هناك أزمة حقيقية وقتال سببه قرارات غريبة من قبل وزير الداخلية فتحي باشاغا الذي إشاد به سلامة ، ومن بين هذه هذه القرارات تسليم المطار لمجموعة دون إبلاغ باقي المجموعات ، الدولة لا تقوم بضرب مجموعة مسلحة بأخرى ، نحن أمام ليبي يقتل ليبي ".
وتوجه النايض بالتحية للقبائل الليبية التى قال بأنها إنطلقت لأماكن الإشتباكات منذ ساعات ظهر الجمعة في محاولة لوقف هدر الدم الليبي وقال : " أحيي هؤلاء المشائخ والأعيان الأجلاء الذين يخاطرون بحياتهم لوقف نزيف الدم وأرجو من الطرفين في ترهونة وطرابلس ضبط النفس وإختيار الصلح لأن هذا القتال لا يفيد أحد إلا أعداء الوطن ".
وتابع : " المبعوث الاممي قام بتمجيد كل ما قامت به البعثة بشأن الإصلاحات الإقتصادية، وإن كان هناك فائض من هذه المكوس والضرائب المفروضة على بيع العملة الصعبة والتي يُقال بأنها بلغت 13 مليار ، فأين ذهبت هذه الأموال وما هي آليات صرفها ؟ وهل تُركت ليتصرف بها رئيس الرئاسي كما يشاء؟ وكيف تم مخالفة القانون في هذه الترتيبات ؟ هذه الأموال لم يصدر فيها قانون من الجسم التشريعي أصلاً " .
وأكد النايض بأن إعتراف المجتمع الدولي بمجلس نواب منتخب ثم الإعتراف بجسم غير معترف به ، هو سبب بالإنقسام في ليبيا وأضاف : "المجتمع الدولي عندما يسمح للمصرف المركزي بالتصرف في الاموال دون حسيب أو رقيب يتحمل المسؤولية ، وعندما يسمح لجسم يسميه المجلس الرئاسي بإنفاق الاموال الليبية دون حسيب أو رقيب أو ميزانية يتحمل المسؤولية كذلك ، ولكن أيضاً نحن كليبيين نتحمل جزءً منها ".
وكشف النايض عن وجود ماوصفها بـ " بشائر خير" فى مقبل الأيام ، وقال : " أنا مستبشر بها منذ الأمس واليوم الذى قبله كان هناك إجتماعات غاية في الأهمية بمدينة بني وليد بين كل القبائل الليبية ، لقد إجتمعوا وشكلوا لجنة وأصدروا مسودة ميثاق وطني وهم الآن يعدون العدة لدعوة كل القبائل لإجتماع سيكون الأكبر من نوعه ، الليبيون قادرون على حسم أمورهم وقادرون على إصلاح ذات البين ، هم شعب واعٍ ولن تنطلي عليهم أساليب إطالة المراحل الانتقالية التي لن تنطلي على أحد ".
وأعرب النايض عن إنزعاجه وإنزعاج شخصيات كثيرة ، ممن قال بأنه تواصل معهم لإستباق سلامة لنتائج المؤتمر الجامع الذي يدعوا له سلامة ويعول عليه ، وقال : "لقد خرج المبعوث في وسائل إعلام وحدد معالم خطة جديدة يبدوا أنها تتمحور حول مزيد من المماطلة حول الانتخابات الرئاسية والإكتفاء بإنتخابات برلمانية تُفصل حسب ما يريدون ، يقولون أنه من الممكن أن تجري مع حلول صيف 2019 ويعلم الله متى سيكون هناك إنتخابات رئاسية ، بينما الشعب الليبي ومنذ سنة 2011 محروم من حق أصيل وهو إختيار القيادة والإدارة التى تقود البلاد حتى أن جميع المحاولات لايجاد إنتخابات رئاسية أُفشلت في فترة المؤتمر العام والبرلمان ، البرلمان أصدر القرار رقم 5 سنة 2014 وأقر بأنه لابد من إتخابات رئاسية مباشرة هذا القرار للأسف وضع في الادراج ولم يفعل حتى اليوم إنما أُخذت صلاحيات الرئيس وأُعطيت للبرلمان ".
وأشار إلى أن بعض النواب وبعد فشل جميع محاولات التفاوض بينهم ومجلس الدولة بدأوا يتفطنون لإسترجاع ماوصفه بالحق الأصيل للمواطن وهو إختيار قيادته ، مؤكداً وجود تناقض جوهري في هذه المسألة.
وجدد النايض تساؤله قائلاً: " لماذا يخشون الإنتخابات الرئاسية ؟ فلتترشح جميع قيادات الأحزاب المؤدلجة وغيرها من الأحزاب ، فليترشح كل من يرى في نفسه أنه كفؤ لإدارة هذه البلاد ونعطي الشعب حق إختيار الإدارة المثلى لها ، أما أن تؤجل الإنتخابات ويتم المماطلة بشأنها ويسوقون للتوافق ، فإذا كنّا متوافقين ما كنا إحتجنا للإنتخابات أصلاً ".
وشدد رئيس مجمع ليبيا ،على أن إتفاق الصخيرات لم يطبق بحذافيره ، بل أن تطبيقه يجري بإنتقائية وهو الأمر الذي قال بأن قوة حماية طرابلس أشارت له البارحة عندما أعلنت بأنها تحت الشرعية ولكن تحت شرعية المجلس الرئاسي مكتملاً بأعضائه التسعة ، وأضاف : "
وختم حديثه قائلاً : " ثمان سنوات بدون إنتخابات رئاسية لماذا؟ لا بد أن نسأل أنفسنا ، عندما يخرج سلامة ويقول لابد من إنتخابات برلمانية ، علينا السؤال ، كيف ستحل البرلمانية الأزمات إن كان المؤتمر العام والبرلمان الحالي لم يحلان المشكلة .