ليبيا × 24 ساعة.. الجيش الليبي vs الجماعات الإرهابية
الجمعة، 18 يناير 2019 10:00 ص
قرر الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بدء عملية تطهير شاملة ضد الجماعات المسلحة الإرهابية فى الجنوب الليبي منذ الثلاثاء الماضى، وقد دفع الجيش الليبي تعزيزات عسكرية إلى الجنوب الغربي.
وقد أظهرت لقطات مصورة، نشرها الجيش الليبي ، خروج آليات عسكرية من قاعدة عسكرية شرقي البلاد، متجهة إلى الجنوب للمشاركة بالمعارك ضد الإرهاب.
العملية العسكرية قد أعلن عنها رسميا المتحدث باسم الجيش، العميد أحمد المسماري، الذى كشف أن القوات المشاركة في المعركة تمكنت من التقدم في مناطق عدة في الجنوب من قاعدة جوية على بعد 650 كيلومتر من العاصمة الليبية طرابلس، وقد أكد أن الهدف هو ضمان الأمن للسكان في جنوب غرب البلاد وحمايتهم من الإرهابيين، سواء كانوا من تنظيم داعش أو القاعدة، والعصابات الاجرامية.
وحتى أمس أعلن جيش ليبيا الوطني أنه يتطلع لتأمين المنشآت النفطية، ومواجهة تدفق المهاجرين المتجهين شمالا نحو شواطئ المتوسط، بالإضافة إلى دحر الجماعات المتشددة، كما دعا الجيش الجماعات المسلحة في المنطقة المستهدفة، والذين هم بمعظمهم مقاتلين قبليين، إلى الانسحاب من المنشآت المدنية والعسكرية.
العملية العسكرية في جنوب ليبيا تعد تطورا كبيرا طال انتظاره في هذه المنطقة الشاسعة، حيث من المتوقع أن تحقق استعادة الجيش عددا من الأهداف العسكرية والاستراتيجية في اتجاه تحرير كافة الأراضي الليبية كافة، فالحدود التي تمتد على طول 4389 كيلومترا وتتقاسمها ليبيا من الجنوب مع السودان وتشاد والنيجر، أضحت هاجسا أمنيا ومعبرا مفتوحا للجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية، لتشكل عائقا أمام استعادة الأمن وتوجيه التنمية في مناطق الجنوب.
أهمية الجنوب الليبي
للجنوب الليبي أهمية استراتيجية كبرى في المعركة التي يخوضها الجيش الليبي من أجل استعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد، فعبر أطرافه المترامية تجد الجماعات الإرهابية مساحة كبيرة للتمركز والاختباء، وأيضا قواعد انطلاق لشن عملياتها ضد المدن الليبية، فيسهم الجنوب الليبي بنحو نصف إنتاج ليبيا من النفط بمقدار نصف مليون برميل يوميا، بينما يشكل انتشار الجماعات المسلحة تحديا أمام التنمية الاقتصادية في هذه المناطق.
ومن المقرر أن يعتمد الجيش على وحدات خاصة استفادت كثيرا من معركة تحرير درنة في يونيو الماضي، وأصبحت لديها خبرة في القيام بعمليات واسعة، بحسب المسماري، الذي أكد أن العملية العسكرية تستهدف عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الذين وجدوا ملاذا في صحراء الجنوب الليبي، بالإضافة إلى الجماعات الأجنبية المسلحة مثل الحركات المتمردة القادمة من تشاد وبعض العصابات الإجرامية العابرة للحدود من دول مجاورة.
وقال المسماري إن الجيش سيلاحق أيضا العناصر الإرهابية الهاربة من بنغازي ودرنة وسرت إلى الجنوب، الذين استفادوا من هشاشة الأمن والموانع الجغرافية الطبيعية، موضحا أن السيطرة على الحدود الجنوبية ستقطع طريق الإمدادات لكافة الجماعات الإرهابية والعصابات في هذه المنطقة.
الأهداف الكاملة للعملية
وتستهدف العسكرية الجماعات المتحالفة والمنبثقة عن داعش والقاعدة، ومنها أنصار الشريعة وكتائب بوسليم ومجلس شورى درنة وكتائب بنغازي، كما ستركز العملية أيضا على جماعات التمرد التشادية التي أقامت لها قواعد عديدة في سبها وحولها، وفي المناطق الحدودية، واستفاد من وجودها المهربون والعصابات الإجرامية أيضا، وتشمل هذه الجماعات "الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة" في تشاد، و"جبهة الوفاق من أجل التغيير" في تشاد، والمجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية، وتجمع القوى من أجل التغيير في تشاد.