بعد ترويجها للإرهاب والتطرف.. هل تروج الجزيرة للكُفر؟.. خبير سعودي يجيب (فيديو)
الجمعة، 18 يناير 2019 08:00 م
اعتدنا منها استضافة الإرهابيين والمتطرفين والترويج لهم وأفكارهم بما يخدم توجهات القائمين عليها في ضرب أمن واستقرار المنطقة. ولكن الجديد أنه في وقت باكر من صباح اليوم لاحظ المتابعين العرب ولاسيما الخليجيين عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ إعلان تنويهي عن فقرة جديد سيتم بثها عبر قناة الجزيرة، من خلال مقطع فيديو يعكس ماهيتها، وهو ما أصاب المتابعين بحالة من الاستغراب والتعجب لسياسات الجزيرة الإعلامية وما وصلت إليه.
الفقرة التي نوهت عنها «الجزيرة» من خلال مقطع فيديو تظهر به فتاة يحاورها المُعلق، متباهية بكونها كافرة، منتقدة آيات من كتاب الله سبحانه وتعالى (القرآن الكريم)، مبررة ذلك بأنها والإرهابي في مرتبة واحدة وأنه لا يجب الاعتداء على أحد بسبب تصنيفه كشخص كافر.
قريباً.. على شاشة #الجزيرة pic.twitter.com/9gCKdd7AIo
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 18, 2019
وتوالت تعليقات المغردين الغاضبة، والتي أشارت جميعها إلى أن قناة الجزيرة على مدار تاريخها تنتهج سياسة إعلامية مغايرة عن المهنية وما يتوافق مع القيم والأسس العربية والشرقية. كما وصفها البعض بـ«شاشة الفتنة والمرتزقة»، مع الإشارة إلى أنها تعمل بإدارة مجموعة من المرتزقة والخونة لأوطانهم، على حد تعبيرهم. فيما رأى آخرون أن ما وصلت إليه «الجزيرة» يُعد تطورًا طبيعيًا لسياساتها السابقة الداعمة للإرهاب والمتطرفين.
يقول أستاذ الإعلام السياسي، بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف: «قناة الإرهاب قناة الفتنة أعني قناة الجزيرة تدعم الإرهاب وتعتنق فكر التحريض على القتل بصور مختلفة بدءًا بدعمهم الجماعات الإرهابية المجرمة دوليًا وتنصيبها نفسها متحدثًا رسميًا عنها وتحولها لمنبر إعلامي يبرر لها جرائمها، والآن نرى الإعلان الذي عرضته هذه القناة، الذي يعرض حديثًا بين مسلم " وكافرة" ويصور المسلم بأنه يقتل الكافر!!».
الدكتور عبدالله العساف
واستنكر خلال تصريحاته لـ«صوت الأمة»، ما جاء بالجزيرة، قائلًا: «هل كل كافر الآن حلال الدم؛ فالجواب بكل تأكيد لا ليس كل كافر حلال الدم والمال، بل الكفار قسمان، القسم الأول معصوم الدم والمال يحرم الاعتداء عليه، وهم المعاهَدون، الذين بين المسلمين وبينهم عهد على ترك القتال مدة معينة، كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم كفار مكة على ترك القتال عشر سنوات، في صلح الحديبية، والذمي، وهو الكافر الذي يعيش في بلاد المسلمين، وقد عقد معه عقد الذمة، والمستأمِن، وهو الكافر الذي دخل بلاد المسلمين بأمان، كالتاجر الذي دخل من أجل تجارته أو لغير ذلك من الأسباب، وإعطاء التأشيرة للشخص لدخول البلد، يعتبر تأمينًا له، وتعهدًا بالدفاع عنه وعدم ظلمه، أما القسم الثاني من الكفار فوهم الذين يحاربون المسلمين، فليس بيننا وبينهم عهد ولا ذمة ولا أمان، فهذا هو الذي يقال عنه: إنه مباح الدم والمال».
وأضاف «العساف» أن «من يقاتل الإنسان ويحاربه من الطبيعي أن يبادله بنفس الفعل، ولكن قناة الجزيرة أرادت بهذا البرنامج الترويج للقتل وتشجيع العنف من ناحية، ومن ناحية أخرى الإساءة إلى الملكة العربية السعودية بصفتها الدولة الإسلامية وخادمة الحرمين الشريفين؛ يُنسَب إليها البعض زورًا وبهتانًا وتحقيقًا لأجندات أصبحت مكشوفة تُهم التحريض على قتل الكفار ولو أرادوا الحق لتبين لهم المنهج الحقيقي للإسلام الذي تؤمن به السعودية ويدين به جميع المسلمين، لكن هذا البرنامج سوف يعتمد على فتاوى لعلماء الإسلام كأحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب بعد اجتزاءها وتجريدها من معناها وتكييفها لتخدم أجندت النظام القطري وقناة الإرهاب في تشويه صورة السعودية ومحاولة إثارة الرأي العالمي عليها ووصفها بالوهابية التي ليست سوى فزاعة تستخدم من قبل أعداء المملكة، ووجدت من يسوق لها في وسائل الإعلام وخصوصًا الغربية، وبأنه ليس هناك مذهب وهابي تتبعه المملكة ولو كان الأمر كذلك لوضعته المملكة في دستورها المكتوب الذي ينص في مادته الأولى على أن الإسلام هو دين الدولة وبدون تحديد لمذهب بعينه، كما فعلت إيران مثلًا بالنص على المذهب الإثني عشري.. ولكن الوهابية مصطلح تم ربطه بالسعودية حكومة وشعبًا وأصبح يرد كثيرًا ويتكرر من قبل الكثير من صناع السياسة الأمريكية والغربية وعبر وسائل إعلامهم، إما بجهل منهم، وإما لأهداف خاصة لا تخفى، فالإعلام الغربي يدرك جيداً أن الجيل الجديد من عناصر تنظيم داعش المولودين في أوروبا، تطرفوا حتى قبل أن يصبحوا إسلاميين بسبب العزلة والتهميش، ومع ذلك يتجاهل هذه الحقيقة».
وتابع: «قناة الفتنة تبحث عن الإثارة والتحريض وإيجاد مبررات للمنظمات الإرهابية لكي تستمر في إرهابها وربما وهو الأخطر أنها ترسل رسائل خفية لهذه الجماعات الإرهابية التي ترتبط معها بحبل سري بتنفيذ جرائم القتل بحق الكفار، ولذا لا نستغرب بعد عرض هذا البرنامج أن نسمع ونرى حوادث متعددة راح ضحيتها الإسلام والمسلمين قبل من وقع عليه الاعتداء، ومرة أخرى أؤكد اعتقادي بأن الهدف هو حملة جديدة على السعودية».