طوارئ بالزراعة لمواجهة موجات الصقيع والعواصف الترابية والجراد (فيديو)

في خطوات استباقية، بعد تحذيرات من أُثار أخطار وأضرار التقلبات فى الطقس وموجات الصقيع والرياح الشديدة والعواصف الترابية، على الزراعة المصرية فى الأراضى القديمة والجديدة المستصلحة صحراوياً، رفعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي حالة الطوارئ لمواجهة آثار العاصفة الترابية التى هبّت على مصر أمس، كما اتخذت الوزارة عدة إجراءات لحماية البلاد من أخطار موجات وأسراب الجراد المتوقعة وتكاثرها وأثرها المُدمّر على الزراعات.

فِرق مكافحة الجراد

وفى هذا الصدد، قال الدكتور ممدوح السباعي، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، إنه تم تكليف لجان الإدارة العامة للجراد بإجراء عمليات المسح الميدانية بمشاركة 13 قاعدة رئيسية و42 قاعدة فرعية، نتيجة لتغير الظروف البيئية للوقاية من للجراد.

وأكد السباعي أن المعتاد عقب تغير الظروف الجوية هو المتابعة الميدانية المباشرة لتطور الظروف البيئية المرتبطة بتكاثر الجراد الصحراوي، ومتابعة عمل فرق المسح التى تقوم برصد نشاط الجراد الصحراوي والظروف البيئية، ومدي انتشارها بشكل ملائم لتغطية الحدود الجنوبية للبلاد تحسباً لدخول أي حشرات انفرادية أو مجموعات جراد من السودان، وكذلك متابعة حالة قواعد الجراد الحدودية من حيث توافر آلات المكافحة وجاهزيتها للعمل والتحقق من عدم وجود عقبات تواجه حُسن سير عمليات رصد الجراد.

وأضاف السباعي أن سقوط الأمطار الغزيرة لها القدرة على أحداث طفرة هائلة في تزايد أعداد الجراد، حيث يوفر المطر تربة رطبة لوضع البيض في حين تساعد الأمطار على نمو النباتات كغذاء ومأوى للجراد، وأن الآثار التى يمكن أن تترتب على تفشي الجراد قد تصبح مدمرة للمحاصيل الزراعية وبالتالي تهدد الأمن الغذائي وسُبل المعيشة الريفية.

وتابع السباعى قائلاً: إن درجات الحرارة تؤثرة على نمو الجراد ويمكن أن يُقصّر ارتفاع درجة الحرارة من فترات الحضانة والنضج ويؤدي إلى زيادة عدد أجيال الجراد في السنة الواحدة، مشيرًا أن هذه الأجراءات جاءت بناء على تعليمات الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبالتنسيق مع الدكتور عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بالوزارة.

الزراعات المحمية

توصيات الوزارة لحماية الزراعات

وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، قد أصدرت مجموعة من النصائح للمزراعين، وكذلك  الإجراءات التي يجب اتباعها خلال الظروف المناخية الحالية، منها تفعيل غرفة عمليات إدارة الأزمات لمواجهة سوء الأحوال الجوية والعاصفة الترابية وموجة الصقيع، وتلقى شكاوى المزارعين وحلها، مع غلق حدائق الحيوان الإقليمية وحديقة الجيزة حفاظاً على المواطنين والحيوانات، وكذلك عقد ندوات وتسيير قوافل إرشادية وحملات مرورية لتوعية المزارعين بمخاطر التغيرات المناخية، مع تقديم جميع التوصيات الفنية والإرشادية لحماية المحاصيل الزراعية الشتوية.

كما تم حث المزارعين على اتباع التوصيات والإرشادات الفنية بالرى ليلاً، والاستعانة بما يصدر عن المعمل المركزي للمناخ من تقارير للتنبؤ (قصير المدى) بحالة الطقس والأمطار والتقلبات الجوية، للاستفادة منها في توعية المزارعين لوضع الخطط وإعداد السياسات وتحديد الاستخدامات المائية المستقبلية بصورة علمية دقيقة ومدروسة.

آثار العواصف الترابية 

الحرارة الكامنة

ومن أهم التوصيات التى حثّت عليها وزارة الزراعة لحماية الحاصلات الزراعية وخاصة الصحراوية، أنه في حالة توقع حدوث الصقيع ضرورة رش سليكات البوتاسيوم أو كبريت ميكرونى مع الري من الساعة 4 فجرًا حتى7 صباحاً، ويفضل أن تكون المياه من الآبار مباشرة وليس من الخزانات.

وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الوسائل لأن الحرارة الكامنة التى يطلقها الماء أثناء تجمده تؤخر تشكل الصقيع، وقد بينت التجارب أنه يمكن الحصول على ارتفاع فى الحرارة حوالى 4 درجات مئوية، وأن مكافحة الصقيع بهذه الطريقة يحتاج فيها الفدان بالساعة 3.8 م3 ماء عندما تكون درجة حرارة الماء 10 درجات مئوية، بالإضافة إلى الوقاية بواسطة المراوح ويُكافح الصقيع بواسطة مراوح كبيرة يكون قطرها ما بين 2.5-4 م تدور بسرعة 900-1300 د/ساعة والقوة اللازمة والضرورية للفدان الواحد هى 15-30 حصان.

كذلك التوقف التام ونهائيا عن التسميد بسبب توقف النبات عن الامتصاص بسبب ضرر السيتوبلازم فى الخلايا، وخاصة في الشعيرات الجذرية وتعطل عمليات البناء الضوئي بشكل مؤقت حتي يتم بناؤها مرة أخري نتيجة انفجار هذه الخلايا بسبب تجمد العصارة بها، الأمر الذي يستغرق عدة أيام وينطبق على (القرعيات تحت الانفاق والصوب) أو أسبوع فى مثل الطماطم والباذنجان والفول أو 10 أيام للمانجو والليمون والموز وباقي الاشجار.

كما نوهت التوصيات إلى الري لمدد قصيرة ويعني من 10 – 15 دقيقة (بالتنقيط) وعدم زيادة المياه تحت أى بند حتي لا يحدث أعفان جذور بسبب سريان العصارة فى حده الأدني وبالتالي المياه سيكون سحبها من النباتات أو الأشجار ضعيف، كما يقتصر التسميد على نظام "المنقوع"وهو ما يعني عمل منقوع سوبر الفوسفات (3 كجم) + منقوع سلفات البوتاسيوم (3 كجم) بالطريقة المعروفة (النقع والتقليب لكل منها على حدا لمدة يوم كامل ثم ترك المنقوع يترشح وتاني يوم الصبح نأخد الرايق ونضخه فى شبكة الري، مع الاهتمام في هذه الفترة بمنشطات الجذور وعلى رأسها "السيتوكينينات" مع الحقن ببعض مبيدات أعفان الجذور مثل المون كت واليونيفوم أو أي ازوكسي ستروبين، وأيضا إضافة البوتاسيوم فوسفيت بالتبادل مع الكالسيوم فوسفيت أو الكالسيوم بورون لمساعدة النبات علي إعادة وبناء خلايا جديدة للأوراق التي لم تتأثر بشكل كبير، وعند ظهور بعد الأفرع الجديدة وإحياء القمم النامية مرة أخرى يتم البدء فى التدخل بعد الأسمدة الخفيفة مثل 19/9/19 لدفع النبات لبناء نفسه مرة أخري).

موجات الصقيع تدمر الزراعات

الصوبات الزراعية والأنفاق البلاستيكية

وأشارت التوصيات إلى أن الصوبات الزراعية والأنفاق البلاستيكية ذات الاتجاه الجنوبي الشمالي ستكون أقل تأثرًا من اتجاه شرقي غربي، ويراعي ذلك صباحًا في أحكام الشدادات وجوانب الصوب والأنفاق، كما أن السرعة العالية للرياح المحملة بالأتربة والرمال ستزيد قيمة البحر نتح جدا وبالتالي يراعي أن تكون جميع الزراعات مروية قدر الإمكان، أمّا المحاصيل مثل البطاطس الشتوية والبصل والفول والخرشوف والباذنجان والطماطم والبسلة فسوف يحدث تجريح في الأوراق والسيقان، والذي سيصبح مناسبا لمهاجمة فطريات اختيارية التطفل مثل اللطعة الأرجوانية والندوة المبكرة والبياض الزغبي وغيرها.

وفى هذه الحالة لابد من إجراء رشة وقائية بمركبات النحاس علي يوم الجمعة والسبت القادمين وهو أمر هام جدا علي الزراعات المذكورة، وتابعت الوزارة فى توصياتها أنه بالنسبة للزراعات التي قد تكون تضررت من موجة الصقيع خلال 9 و 10 يناير يكتفي بإجراء رية سريعة صباحا لحين اتباع برنامج التغذية المناسب،أما مزارع الإنتاج الحيواني والداجني فيجب الاعتناء بالتدفئة وغلق الفتحات جيدا،وتقديم المياه للشرب والتي لا تقل عن 14 درجة مئوية، أما مزارع الإنتاج السمكي وخاصة الأمهات في مرحلة التفريخ تحت الصوب في الأحواض الأسمنتية أو الطينية، فيجب الاعتناء بتغيير المياه السطحية فقط حتي لا تنخفض حرارتها والاعتناء بحمامات المضادات الحيوية.