رحلة عذاب الطفلة سلمى: بدأت بـ «حبة».. وانتهت بالتشويه (صور)
الخميس، 17 يناير 2019 02:00 م
لم تتوقع أن تلك الـ «حبة» الصغيرة التي ظهرت بجوار أنفها ستغير ستقلب حياتها رأسا على عقب، وتحولها إلى طفلة مشوهة تكون محط سخرية جيرانها وزملائها بالقرية.
«سلمى» تلميذة بالصف الثالث الابتدائي، من أبناء منطقة ساحل طهطا بشمال محافظة سوهاج، بتعاني الألم الجسدي والنفسي معا، فنظرات الشفقة من المحيطين، وسخرية بعضهم جعلتها تيش أشد لحظات القهر، بدأت رحلة العذاب عقب ظهور «حبة» صغيرة بجوار أنفها دخلت على إثرها المستشفى لإزالتها، وتم إجراء عملية ترقيع لها بعد استئصال جزء من أذنها ولكن سرعان ما سقطت الرقعة وتغير كل شيء وبدأت تظهر عليها علامات وأشياء أخرى حولتها من طفلة عادية إلى طفلة مشوهة.
تمر الساعات على الطفلة وأسرتها كالدهر فلا شيء يمكنهم تقديمه لها سوى الدعاء، والالتزام بما هو موصوف لها من أدوية، وأنين الأم دمعا وهي ترى حال ابنتها يسوء يوما بعد يوم، داعيه الله أن يشفيها، وتطلب مساعدتها على إنهاء معاناة طفلتها.
تسرد الطفلة سلمى أحمد إبراهيم حكايتها فتقول: «أنا تلميذة بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة ساحل طهطا الابتدائية، أنا عندى حساسية ضد الشمس وكل ما اتحرك في الشمس الحاجات اللي في وجهي بتزيد، والبداية كانت بوجود حبة بجوار الأنف وعملت 5 عمليات حتى هذه اللحظة ولم يحدث لي أي تقدم».
وتضيف: «أنا بروح المدرسة ومنتظمة وفى المدرسة زملائى بيعيروني ويقولوا يا محروقة.. يا سودة... يا أم وش محروق، ويضحكوا عليا، نفسى أتعالج ويبقى وجهي أبيض زيهم.. وكمان مفيش حد بيرضى يقعد جنبى فى الفصل، وأنا عايزة أتعلم وعايزة أتعالج ده حقى زى أى طفل فى المدرسة».
وتتابع شيماء محمد محمود، والدة سلمى: «المرض الذي أصاب سلمى ظهر عندها بعد عامين فقط من ولادتها، وده كان عندما ظهرت لها حباية بجوار الأنف، وتمت إزالة فتحة من الأنف وتم عمل رقعة لها وهذه الرقعة سقطت فور خروجنا من المستشفى، وتم استئصال جزء من الأذن لعمل الرقعة ثم عملية أخرى وأخرى حتى وصل عدد العمليات التى تم إجراؤها حتى هذه اللحظة 5 عمليات، ولكن دون جدوى ودون نتيجة حتى الآن، والأطباء طلبوا منى عدم التعرض للشمس نهائيا، لكن هى كطفلة وحُبها الحركة حاولت أمنها لكن لم أستطع، حاولت أن أبسها نقاب رفضت ذلك وكان ردها أنا طفلة».
وأشارت إلى أن آخر مكان ذهبت إليه بها كان أحد العيادات الخاصة، والطبيب بعد توقيع الكشف قال إن هذا الشيء عبارة عن أورام سرطانية موجودة بجلد سلمى وعلاجها ليس لدىّ، وعدت أجر خيبة الأمل مثلما حدث معي قبل ذلك.
وناشدت والدة الطفلة الدكتور أحمد الأنصاري محافظ سوهاج، ووزيرة الصحة ووزير التربية والتعليم بسرعة التدخل لعلاج الطفلة، حفاظا على حياتها وحالتها النفسية التى تسوء يوما بعد يوم، ومضيفة: «أنا لا أحتاج إلى مساعدات مادية ولكن أحتاج إلى طبيب متخصص أو مركز طبى مرت عليه مثل تلك الحالة، ويقدم العلاج لابنتى، فنحن نعيش فى ظروف نفسية لا يعلمها إلا الله، فقد أصبحت أخبئ سلمى من الجيران والأقارب لأنهم يشمئزون منها، ونظراتهم أصبحت تجرحها، خاصة أنها بدأت تكبر وتعقل الأمور وتفهم ما يدور حولها حتى نظرات الأهل لها».
أما زوجة خالها فقالت: «سلمى زكية جدا جدا وتحب التعليم ومتفوقة، ولكن ما حدث لها من مرض جعلها حساسة جدا لأي نظرة ولأي كلمة تصدر من الآخرين، وحلمها أن تعود طفلة عادية مثل باقي الأطفال والكلمة، التي ترددها دائما نفسي أبقى بيضاء مثل باقي العيال».