العزلة تحاصر طهران.. أزمة بين ألمانيا وإيران: والسبب جاسوس
الخميس، 17 يناير 2019 12:00 ص
يبدوا أن الرهان على أوروبا لم يعد منطقيا لدى دوائر صنع القرار فى إيران، فما بين ضغوط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على القارة العجوز لتمرير سيناريو العقوبات على طهران، وتعثر الآلية المالية الأوروبية SPV مع طهران والتراخى الملحوظ فى الدعم الأوروبى للاتفاق النووى على مدار الأشهر القليلة الماضية، ظهرت على السطح أزمة جديدة ربما تكون القشة التى تقسم ظهر البعير، ألا وهى اتهام إيران بالتجسس على ألمانيا، الشريك الذى كان الأكثر تأثيراً فى القارة العجوز.
وفجرت اليوم ألمانيا قنبلة فى وجه إيران، بعد أن كشفت عن عنصر يقوم بالتجسس داخل الجيش الألمانى لصالح طهران، وهو ألماني من أصل أفغاني أوقفته السلطات للاشتباه فى أنه كان يتجسس لحساب إيران أثناء عمله كمستشار ثقافى ولغوى للجيش الألمانى.
وقالت النيابة الفيدرالية في بيان، إن الرجل البالغ من العمر 50 عاما واسمه عبد الحميد س. "كان مقيِّماً لغوياً ومستشاراً للمسائل الثقافية لدى القوات المسلحة الألمانية، ويعتقد أنه بهذه الصفة نقل معلومات إلى جهاز استخبارات إيرانى".
وقال مكتب المدعي العام الاتحادى فى بيان، إن الرجل الذى يحمل الجنسيتين الألمانية والأفغانية اعتقل اليوم فى ولاية راينلاند غربى ألمانيا، وأكدت وزارة الدفاع الألمانية هذه المزاعم لكنها رفضت إعطاء أي تفاصيل أخرى.
وأفاد موقع "شبيجل أونلاين" الإخباري الألمانى أن المشتبه به تجسس على الجيش لسنوات، وكان يتمتع بإمكانية الوصول إلى مواد سرية للغاية، بما فى ذلك بعثة القوات الألمانية فى أفغانستان، وسيمثل المتهم أمام قاضٍ في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
ويأتى الإعلان عن الجاسوس الألمانى بعد أسبوع من عقوبات فرضها الاتحاد الأوربي وأيدها وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على إيرانيين اثنين وجهاز المخابرات الإيرانى، بعد اتهامهما بالتخطيط لتفجير قنبلة فى فرنسا، وقال وزير الخارجية الدنماركى أندرسن سامويلسن، إن الاتحاد الأوروبى أقر عقوبات على جهاز المخابرات الإيرانى لتخطيطه لاغتيالات فى أوروبا.
التغيير التدريجى فى تعاطى الأوروبيين مع طهران لاسيما شركاء طهران فى الصفقة النووية المبرم فى 2015 والتى ماتزال تتمسك بها (فرنسا بريطانيا روسيا الصين +ألمانيا)، يثير تساؤل حول رهان طهران ومدى قدرة صمود الاتفاق النووي الذى اصبح على المحك، مع تعثر آلية SPV المالية التى وعدها بها الاتحاد الأوروبى طهران لمواصلة التجارة معها، ويرى مراقبون أن الإجراءات الأوروبية أظهرت أن طهران بدأت تخسر الرهان على شركائها الأوروبيين تلك البلدان الموقعة على الصفقة النووية، والتى عوّلت عليها فى التصدى لمحاولات الإدارة الأمريكية للقضاء على الاتفاق النووى، الأمر الذى دفع وزير الخارجية الإيرانى بالتأكيد على أن "بلاده لن ننتظر أوروبا".
من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان استمرار بقاء ايران بالاتفاق النووي رهن بدور وأداء الاطراف المفاوضة الاخرى بهذا الاتفاق الدولي.وقال قاسمي وحول احتمال انسحاب ايران من الاتفاق النووي، قال قاسمى أمس الاثنين، "التزمنا حتى الآن بالاتفاق النووي، ونفذنا جميع التعهدات بشكل جيد وبدقة، واثبتنا للمجتمع الدولي ان إيران ملتزمة بتعهداتها، وان ما سيحدث في المستقبل وماهية القرارات التي سنتخذها رهن بمستقبل ودور وأداء الاطراف المفاوضة الاخرى، في وجوب الوفاء بالتزاماتها".