بعد انخفاضات 2018.. هل تحقق أسواق النفط مكاسب خلال الفترة المقبلة؟
الثلاثاء، 15 يناير 2019 02:00 م
لازال التوتر مسيطر على سوق النفط العالمي، خاصة بعد حالات التخبط المتتالية التي شهدتها أسواق النفط خلال الفترات الماضية، وإعلان «أوبك» خفض إنتاجها، مع تضرر الأسواق من مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، إلا أن تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أكدت أن النفط مازال قوياً وأنه لا يتوقع تأثيراً من توترات التجارة الأمريكية الصينية وأن الاقتصاد العالمي قوى بما يكفي لافتاً إلى أن العوامل الأساسية للطلب على النفط قوية، الأامر الذي طرح استفهاماً حول كيفية تكوين أسعار النفط خلال الفترات المقبلة، فهل ستشهد ارتفاعات أم انخفاضات؟
الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، قال إنه منذ بداية عام 2019 بدأت أسعار النفط في الارتفاع مرة أخرى بحجم زيادة في الأسعار وصل إلى حوالي 7 % وذلك بعد موجة الانخفاضات التي شهدتها أسعار النفط خلال النصف الثاني من عام 2018.
وأشار الدكتور جمال القليوبي، إلى وجود مجموعه من العوامل التي أدت إلى الارتفاعات الغير المتوقعة ومنها العواصف الثلجية التي ضربت جزء من الولايات وتوقف جزء كبير من الحفارات عن العمل وبالتالي تأخر دخول كثير من الآبار وتجهيزاتها للإنتاج توقف جزء كبير جدا من حقول فارس1 نظرا لتهالك البنية التحية والتي كانت تحتاج إلي إعادة صيانة وأيضا ظروف المناخ في بعض الأرصفة البحرية في بحر العرب.
وأضاف أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أنه من ضمن العوامل أيضا التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط توقف جزء من عمل آبار حقل شرارة في ليبيا وصعوبة عمليات الصيانة وتجهيزات الآبار مما أدى إلي توقف جزء من الإنتاج، بالإضافة إلى اتفاق منظمة الأوبك بخفض الإنتاج ابتداء من شهر يناير الجاري من يناير بخفض الإنتاج مليون برميل مما أدى إلي تقليل المعروض وبالتالي بدأت سعر برميل النفط في الارتفاع.
وتابع الدكتور جمال القليوبي، أن احد العوامل الأساسية التي أدت أيضا إلى ارتفاع أسعار النفط هو سعي الصين لزيادة حجم ما تستورده من النفط إلى الضعفين، وذلك بزيادة صفقاتها من منظمة الأوبك وخاصة ما يخص الجزء الروسي والجزء المتعلق بالمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى ما تستهدفه فنزويلا من زيادة الاستيراد من 4.5 مليون برميل إلى 6 مليون برميل، مستهدفة زيادة قدرها مليون ونصف برميل وبالتالي العوامل أدت إلى زيادة الطلب على المعروض من النفط.
وذكر أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أن الاتفاق على الالتزام بحالة الهدوء بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لمدة 3 شهور دون أي تصريحات تعكر صفو العلاقات التجارية بين البلدين بموجب هذا الاتفاق الذي يعطى للصين استقبال شحنات من الزيت الخام الأمريكي، وكذلك صفقات الغاز الأمريكي إلى السوق الصيني، وتلتزم الصين أيضا باستيراد كافة المنتجات الزراعية وخاصة فول الصويا والذرة الشامية والتي تمثل أهم المحاصيل التصديرية الأمريكية و التي يستقبلها السوق الصيني والتي كانت قد توقف، فترة كبيرة بسبب الصراع التجاري بين البلدين.