هروب جماعي للمستثمرين الأتراك.. تفاصيل رحلات الفرار من جحيم أردوغان إلى أمريكا
الثلاثاء، 15 يناير 2019 02:00 ص
موجة هروب جماعى شهدتها تركيا التى توصف بأرض الخوف، من قبل المستثمرين نحو الولايات المتحدة ودول أوروبية والحصول على جنسية البلدان التي فروا إليها حتى يضمنوا بقائهم آمنين بعيدا عن عصا السلطان المجنون رجب طيب أردوغان.
عدد من المستثمرين في الوقت الحالي يخشون من الإعلان عن رحيلهم من تركيا بغرض الاستثمار خوفًا من الملاحقة الأمنية التي قد تطالهم، ويكتبون في الأوراق الرسمية أنهم ذاهبون بغرض السياحة.
نظام إردوغان لم يكتف بملاحقة رجال الأعمال وتخريب استثمارات عدد منهم في الداخل، روج إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاد من تدبير "أطراف خارجية".
وكان قدر فر نحو 250 ألف تركي إلى الخارج بعد مسرحية الانقلاب، بينهم 12 ألف مستثمر اشتروا أملاكا وعقارات في البلدان التي نزحوا إليها، بينما يبدو أن عودتهم لن تكون قريبة في ظل بقاء إردوغان رئيسا للبلاد؛ خاصة أن بعضهم حصل على جنسيات دول المهجر.
جريدة "gazete duvar" التركية كشفت في تحقيق لها الأسباب التي دفعت رجال الأعمال الأتراك لمغادرة تركيا صوب الولايات المتحدة، استنادا إلى تقرير موسع أعدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مطلع الشهر الجاري.
أكد التقرير زيادة عدد المستثمرين الأتراك الفارين من جحيم إردوغان نحو دول أمريكا وأوروبا خلال الفترة الأخيرة بـ"شكل خطير"، فيما يشبه "الهجرة الجماعية"، مؤكدا أن 12 ألفا، تتجاوز ثرواتهم المليون دولار، ويقدرون بنحو 12% من أثرياء البلاد، بدأوا نقل أموالهم إلى الخارج، في الفترة بين عامي 2016 و2017، تحديدا بعد استغلال إردوغان مسرحية الانقلاب في إطلاق حملة اعتقالات واسعة طالت الجميع.
قالت "gazete duvar": إن رجال الأعمال الأتراك فروا إلى واشنطن وحصلوا على تأشيرة "المهاجر المستثمر" المعروفة اختصارا بـ EB-5، هربا من "المستقبل الغامض في تركيا والأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد".
قال جاهد أكبولوت، محامي متخصص في شؤون الهجرة والتجارة في نيويورك، أن عدد الأتراك الذين حصلوا على تأشيرة الاستثمار في الولايات المتحدة زاد بشكل كبير خلال 2018 عن الأعوام السابقة.
وتابع لإذاعة "صوت أمريكا"، أن من حولوا أموالهم من تركيا لاستثمارها والبقاء مستقبلا في المدن الأمريكية وتربية أبنائهم فيها شهد طفرة في الشهور الأخيرة، موضحا أن الأتراك يفضلون الـ EB-5. لكي تستفيد عائلاتهم من مزايا الإقامة.
الهجرة الجماعية بين المستثمرين تعود أسبابها إلى حالة الهلع من من الحالة السياسية المأزومة التي تسببت فيها الحكومة بقيادة إردوغان، فضلا عن جحيم الأوضاع الاقتصادية وفقدان الليرة نحو 40 % من قيمتها، ووصول التضخم إلى نحو 25 %، وإفلاس كبرى الشركات التركية ومطاردة البنوك لسداد ديونها.