تلفزيون أردوغان يلاحق خصمه بالدعاوى القضائية.. «TRT» شاشة الرجل الواحد؟
الثلاثاء، 15 يناير 2019 01:00 م
لا داعي لمناقشة أمر مسلم به، قناة (TRT) شاشة الرجل الواحد، ابحثوا عن ترددها واستمعوا بأنفسكم.. هكذا وصف نائب حزب الشعب الجمهوري والمشرح السابق للرئاسة محرم إينجه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية.
وقال موقع أرتي جرتشيك إن، (TRT) رفعت دعوى للحصول على تعويض بقيمة 100 ألف ليرة ضد المرشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام رجب إردوغان، زاعمة أنه أهان المؤسسة.
لائحة الدعوى التي تقدمت بها المؤسسة قالت إن إينجه نشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر في 22 نوفمبر الماضي، تغريدة منتقدا عدم إذاعتها اجتماع حزب الشعب الجمهوري في أنقرة وإسطنبول وإزمير، متهما إياها بشاشة الرجل الواحد، ما اعتبرته «تشويه سمعتها».
الكاتبة في صحيفة حرييت أوزجي إيريكار قالت إن محامي المؤسسة رفع الدعوى في المحكمة الجنائية الابتدائية في إسطنبول.
مؤسسة أردوغان
اللافت أن حزب العدالة والتنمية يستغل كل المؤسسات لتحقيق مصالحه، فشبكة الـ (TRT)، التي تحصل على أموالها من الشعب التركي، حيث يسهم دافعو الضرائب في تمويل 85% من رأسمالها، تحولت إلى بوق يروج أطماع أردوغان في دول الجوار، فضلا عن استهداف المعارضة والتنكيل برموزها ليل نهار، فيما كانت توصف منذ تأسيسها عام 1964 بأنها «كيان مستقل».
المؤسسة تمتلك 14 محطة تلفزيونية و5 محطات إذاعية عامة و5 إقليمية و3 دولية، فضلا عن عدة مواقع إلكترونية، أحدها يصدر بـ 40 لغة فضلا عن التركية، وفور فوز إردوغان في الانتخابات الأخيرة قرر نقل تبعيتها بالكامل إلى رئاسة الجمهورية في 24 يوليو الماضي.
المعارضون لا يجدون مساحة للتعبير عن آرائهم في (TRT)، وتتعمد تشويههم وإخفاء الحقيقة عن الشعب وتجاهل أزماته الطاحنة، فيما تواصل ترويج إنجازات إردوغان المزعومة.
وكانت صحيفة «زمان» التابعة للمعارضة التركية، قد نقلت عن المرشح الرئاسي التركي السابق، انتقاده لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي طالب فيها الأتراك على بيع مدخراتهم من العملات الأجنبية للبنوك من أجل دعم الاقتصاد الوطني، حيث أدان محرم إنجيه، دعوة المواطنين التركيين الذين يعتمدون في معيشتهم على المساعدات لبيع الدولارات للبنوك، بينما من حققوا الثراء في عهد أردوغان ينعمون به خارج البلاد.
وتابع المرشح الرئاسي التركي السابق، انتقاده لسياسات أردوغان قائلا: لا يمكن لبرنامج تنفيذي أن يكون مبعث أمل بالنسبة لتركيا إن لم يكن هناك رقيب عليه، مهما كان محتواه، ولكن ذلك يعكس الفرضيات البعيدة عن الواقع للحكام، فتركيا في مواجهة أزمة اقتصادية خطيرة لها أسباب معلومة، كما أن طريقة حلها معلومة، وطريقة الحل هي القضاء على الأسباب الحقيقية للأزمة ولكن الحكام ينصحون المواطنين بتحويل الدولارات التي يعتقدون أنها موجودة تحت الوسائد.
وتابع المرشح الرئاسي التركي السابق، أن هذا لا يعني إلا أن الذين يديرون البلاد، لا يعلمون شيئا عن الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، فأغلبية المواطنين في هذا البلد إما هم يعانون من الدخل المنخفض، أو لهم مرتبات ثابتة، والسواد الأعظم منهم يديرون عيشهم بالمساعدات ولذلك فإن حصولهم على الدولارات وتخزينها تحت الوسائد يعتبر معجزة بالنسبة لهم، وإذا كان المواطنون قد نجحوا في تحقيق القليل من التوفير، فإنهم يرجحون العملات الأجنبية والذهب الذي يعتقدون أنه سيكون حلًا لمواجهة التضخم.