أردوغان المتناقض والرهان على ذاكرة السمكة.. لماذا يهاجم الرئيس التركي «الربيع العربي»؟
الثلاثاء، 15 يناير 2019 11:00 ص
بعد أن ظل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان نحو ثمانِ سنوات يدعم ما يسمى بـ «الربيع العربي» لصعود حلفائه من الحركات الدينية، تغير موقفه تماما ليعتبره في أحدث تصريحاته شتاء قارسا سيضر بلاده.
الموقف التركي الجديد ظهر خلال كلمة أردوغان أثناء التعريف بمرشحى حزب العدالة والتنمية للانتخابات المحلية المقررة مارس المقبل، فى ولاية قوجة إيلى، قائلا، إن «الذين حاولوا نقل الربيع العربي إلى بلدنا ودفننا في شتاء حالك، يتجرعون الآن مرارة تلك الكأس».
وفق مراقبون تدفع ذاكرة السمك أردوغان النفعي إلى تناسى جرائمه الموثقة، في حمل لواء الإرهاب من أجل تمكين الإخوان، بعدما سخر إمكانيات بلاده لدعم ما أطلق عليه «ربيع الإسلاميين» قبل أن يعترف بكونه «شتاءً حالكًا»، إذ شعر أن لهيب الثورة يقترب من عرشه المهتز في أنقرة.
أردوغان يدرك حالة الغضب الشعبي بسبب فشله في مواجهة الأزمة الاقتصادية، وأن بلاده ليست بعيدة عن موجة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها شوارع أوروبا مؤخرا، فأراد استباق الأحداث والتحذير من التظاهر ناسيا دعمه السابق لما يعرف بالربيع العربي، قائلا: «لاهؤلاء سيندمون لاعتقادهم أن العبث من خلال التنظيمات الإرهابية هو نوع من السياسة».
زعم أردوغان، أنه «لو كانت تركيا اليوم كما العهود السابقة لتشكّل الحزام الإرهابي في سورية، ولتمزق العراق، ولما بقي أي أثر من قضايانا الثابتة كفلسطين والبوسنة» حسب قوله.
سلطان الإرهاب
حديث الرئيس التركي الأخير يكشف إلى أي مدى يتلاعب بالكلمات ويغير مواقفه، إذ تجاهل دور تركيا المخرب في منع عودة الاستقرار في العراق وسورية، وأياديه الملطخة بدماء الشعوب العربية عبر تمويل عناصر الإرهاب مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة بحجة القضاء على الأكراد، والسماح بتسلل الجهاديين من حدوده، فضلا عن تحالفه الوثيق والمعلن مع إسرائيل.
تجاهل الرئيس التركى دعمه جماعة الإخوان الإرهابية لتخريب مصر وليبيا وتونس بعد الربيع العربي عام 2011، وكيف سعى وروج لتمكين أذرع التنظيم الدولي للسيطرة على الحكم في تلك البلدان.