مؤامرة برلمانية تحاك ضد تيريزا ماي.. هل تعطل البريكست البريطاني؟
الإثنين، 14 يناير 2019 02:00 ص
لا تزال تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية تفقد الثقة في البرلمان لتمرير صفقتها الخاصة بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يثير شكوك كثيرة في الفترة الأخيرة، بشأن نجاحها في اقناع الساسة وأعضاء الحكومة بالصفقة، وهو ما رصدته وألقت الضوء عليه عدد من الصحف البريطانية.
في هذا الإطار، أكدت صحيفة «تايمز» البريطانية، تلقى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى تحذيرا بأن حكومتها ستفقد قدرتها على الحكم بعدما كشف "داوننج ستريت" عن مؤامرة مدوية من قبل كبار أعضاء البرلمان للسيطرة على مفاوضات البريكست وتهميش رئيسة الوزراء، كاشفة عن وجود مجموعة من النواب المتمردين من مختلف الأحزاب ومنهم وزير سابق من حزب المحافظين، للتخطيط لما وصفه أحد المسئولين بالبارزين بانقلاب بريطاني في حالة خسارة ماي التصويت في خطتها للبريكست المقرر الثلاثاء المقبل.
وتشير التحركات التي رصدتها الصحيفة البريطانية عن وجود خطط لمجموعتان على الأقل من النواب المتمردين لتغيير قواعد مجلس العموم، الأمر الذي سيؤدي وفقًا لبعض الاقتراحات المطروحة إلى الانقلاب على الأفكار الحكومية مما يؤدى إلى قلب العلاقة القائمة منذ عقود بين البرلمان والسلطة التنفيذية.
وتعتقد الحكومة البريطانية أن هذا من شأنه أن يمكن مجلس العموم من تعليق المادة 50، وتعليق البريكست، وربما يؤدى فى النهاية إلى إبطال نتيجة الاستفتاء، وهى الخطوة التى من شأنها أن تغرق البلاد فى أزمة دستورية، وأكدت المصادر أن فريق ماي علم بالمؤامرة عندما سمع أحد المخططين لها، وهو جوليان سميث وزير سابق بالحكومة، وهو يناقش الخطة، وحصل على مشورة مكتوبة من خبراء قانونيين حذروا ماى من أن مستقبل حكومتها على المحك.
وكان من المقرر أن يصوت النواب فى 11 ديسمبر الجارى على اتفاق «بريكست» الذى وافق عليه الاتحاد الأوروبى فى قمة تاريخية فى بروكسل فى نوفمبر الماضى، إلا أن "ماى" أدركت أنها متجهة إلى هزيمة كبرى، الأمر الذي دفعها للاتجاه نحو تحول دراماتيكى، حيث أجلت التصويت على الاقتراح حتى يناير المقبل.
وكان البريطانيون صوتوا في عام 2016 على استفتاء على عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أسفر عنه قرار الخروج فيما يعرف بـ «بريكست»، ولكن حتى الآن لم يحصل البريطانيون على القول الفصل في خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
ومازال الغموض يعم الملف، حيث عارض العديد من أعضاء حزب المحافظين الصفقة، حيث أطلقوا تصويت حجب الثقة ضد رئيسة الوزراء التى تمكنت من النجاة منها، حيث فازت بـ 200 صوتا مقابل 117، ولكن مع تفاقم الخلافات السياسية حول شروط المغادرة واعتبار عديد من أبرز أعضاء حزب المحافظين أن الخروج دون صفقة أفضل من الخروج الناعم، تزيد احتمالات الخروج دون صفقة.