مع تعدد استقالات الوزراء البريطانين في حكومة تيريزا ماي احتجاجًا على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، تحاول الأخيرة أن تقدم ضمانات للشعب البريطاني لكسب تعاطفهم وتأييدهم لها في الفترة المقبلة، لاسيما مع زيادة الانتقادات الموجهة لها من أعضاء بالحكومة والأحزاب المنافسة.
ورغم توالي الاستقالات داخل الحكومة البريطانية احتجاجًا على ما نتج عن مفاوضات خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، فخلال أقل أربعة أشهر استقال سبعة وزراء داخل حكومة تيريزا ماي رئيسة الوزراء كان آخرهم الجمعة والذي أرجع سبب استقالته لما وصفه بتخلى بريطانيا عن "صوتها وحقها فى استخدام الفيتو"، إلا أن تيريزا ماي تخرج يوميًا بتصريحات تحاول أن تبث الثقة في المؤيديين لها والراغبين في الخروج من المنظومة الأوروبية.
وأطلعت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى مشرعى مجلس العموم على نتائج مشاركتها فى قمة "مجموعة العشرين" التى انعقدت على مدار يومى الجمعة والسبت الماضيين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وقالت: «تم استعراض الدور الريادى الذى ستواصل المملكة المتحدة تأديته للتصدى للتحديات العالمية المشتركة ، مضيفة أن بريطانيا ستلعب دوراً كاملاً ونشطاً كدولة تجارية، وسنظل ثابتون على عزمنا»، موضحة إلى أنها دعت إلى اتخاذ اجراءات أكبر لمحاربة التغيير المناخي.
وعن الاتفاقيات الصفقات التي ستوقعها بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، قالت تيريزا ماي أن بلادها ستكون منفتحة بعد بريكست أمام الأعمال التجارية وعقد اتفاقيات تجارية.. بمجرد الخروج من الاتحاد الأوروبى سيتسنى للبلاد عقد صفقات تجارية طموحة.
و لم يحصلوا البريطانيون حتى الآن على القول الفصل في ملف خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، فمازالت المسكنات التي تقدمها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في ملف بريكست (مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) للداخل البريطاني لا تؤتي ثمارها، في ظل تعدد الاستقالات داخل حكومتها وآخرها إعلان سام جيما وزير العلوم والجامعات البريطانى استقالته من حكومة ماي ليصبح سابع وزير يقدم استقالته احتجاجا على اتفاقها المقترح للخروج من الاتحاد الأوروبى.
وكان البريطانيون صوتوا في عام 2016 على استفتاء على عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أسفر عنه قرار الخروج فيما يعرف بـ «بريكست»، ولكن حتى الآن لم يحصل البريطانيون على القول الفصل في خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وكان وزير الدولة البريطانى المكلف في شؤون إيرلندا الشمالية، استقال قبل اسبوعين على خلفية اتفاق بريكست، قائلا: «إنه لا يجعل من المملكة المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة»، الأمر الذي أدى إلى تشكل مجموعة كبيرة معارضة لتيريزا ماي في مجلس العموم ضد الاتفاق الذي تريده.
وأكدت ماى أنه سيكون هناك مبعوث تجارى جديد لبريطانيا، وأنه تم عقد مناقشات بشأن عقد صفقات تجارية مع الأرجنتين، وكندا، وشيلى واليابان، معربة عن أملها فى أن تتمكن بلادها وطوكيو من العمل بسرعة لعقد اتفاق جديد، منوهة إلى ضرورة القيام بـ "إصلاح عاجل وطموح" لمنظمة التجارة العالمية، موضحة أنه كان هناك ما أسمته بـ "انفراجة كبيرة" فيما يتعلق بشكل الإصلاحات المتفق عليها لتعزيز فاعلية المنظمة التجارية.