إهانة بريطانيا في 38 دقيقة.. هكذا خرجت تيريزا ماي سريعاً من الاتحاد الأوروبي

الموافقة السريعة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي استغرقت 38 دقيقة، اعتبره البعض إهانة للمملكة المتحدة وفي صالح أوروبا أكثر، صحيفة الإندبندنت البريطانية قالت إن حسم قادة دول الاتحاد الأوروبي ملف خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد مهينا، خاصة أنه جاء بعد مناقشات مقتضبة، استغرقت دقائق، فيما اعتبرت الأوساط السياسية البريطانية الاتفاق يصب فى مصلحة أوروبا ويمثل تنازلا كبيرا من قبل المملكة المتحدة.

وجاء تصديق القادة الأوربيين الـ27 على الاتفاقية بعد 17 شهرا من التفاوض، يقول رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، إنه في حال رفض البرلمان البريطاني تمرير الاتفاق لا يمكن لبريطانيا أن توقع اتفاق أفضل والاتحاد الأوروبي لن يغير موقفه الرئيسي.

تيريزا ماي

ومع ردود الفعل المناوئة لتيريزا ماي، عبر مسئولون في المعسكر البريطاني عن عدم سعادتهم بالاتفاق، يقول مدير الاتصالات والاستراتيجية السابق في حزب العمال إليستر كامبل، عبر موقع التدوينات: «بالطبع قادة الاتحاد الأوروبي صادقوا على الاتفاق والإعلان المستقبلي. هذه هزيمة. وإهانة للمملكة المتحدة. هم يشعرون بالحزن لرؤيتنا نغادر لكنهم يسخرون منا».

في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، أحد أبرز المؤيدين للاتحاد الأوروبي إن إجراء استفتاء آخر هو السبيل الوحيد لتوحيد البلاد للاختيار بين نوع «بريكست الصحيح» الذي يدعو إليه بوريس جونسون أو البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وشهدت اسكتلندا موجة رفض حيث ستخرج من الاتحاد الأوروبي بخروج المملكة المتحدة، وعلقت نيكولا ، رئيسة وزراء اسكتلندا ، على رسالة رئيسة وزراء بريطانيا، التى نادت بتمرير الاتفاق فى البرلمان: «لا شيء تقريبا في هذه رسالة اليائسة صحيح، لا أقول هذا باستخفاف، ولكن تقريبا لا شيء فى هذه الرسالة اليائسة صحيح، هذه صفقة سيئة مدفوعة بخطوط رئيسة الوزراء الحمراء المهزومة».

توني بلير - رئيس الوزراء البريطاني السابق

وقالت أرلين فوستر زعيمة الحزب الاتحادي الديمقراطي إنها لا تستطيع دعم تيريزا إلا إذا تخلت عن خطتها وإنها لن تصوت تحت أى ظروف لصالح صفقتها.

وحث قادة الاتحاد الأوروبي البرلمان البريطانيين على التصويت لصالح خروج بلادهم وقال كبير المفاوضين في الاتحاد، ميشيل بارنييه إن التصويت بـ «لا» قد يضر المفاوضات حول العلاقات المستقبلية.

ويتوقع أن تواجه رئيسة وزراء بريطانيا تحدى كبير فى إقناع نواب البرلمان بالموافقة على تمرير الاتفاق، لاسيما وإن كثيرين يرونه تنازل كبير ولا يعطى المملكة المتحدة نفس مزاياها داخل الاتحاد الأوروبي.