التغيرات السياسية بالعالم تهدد سوق الطاقة.. تفاصيل ما دار في قمة المجلس الأطلسى
السبت، 12 يناير 2019 02:00 م
ترى دول العالم في الوقت الحالي ضرورة البحث عن طرق مختلفة لتنويع مصادر الطاقة، مؤمنة بأن البحث العلمي أصبح من أساس التطوير في قطاع الطاقة، والابتكار للتخلص من الأنظمة النمطية، وتقليل التكلفة، لأن ما يحدث من اضطرابات وتغيرات في الخريطة العالمية، وعدم استقرار العديد من الدول سيكون له تأثير سلبي على سوق النفط والطاقة.
مشاركون في القمة الثالثة للمجلس الأطلسي للطاقة، المنعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، أكدوا على أن الطاقة أحد أولويات الأمن القومي، ويجب على القيادات البحث عن تعديلات تشريعية وتغيير سياسات، لتوفير الطاقة بأقل انبعاثات كربونية وكذلك تكنولوجيا متطورة وأسعار أقل.
جيرمان جون هانسن المدير التنفيذي للمجلس الأطلسي للطاقة، قال إن الولايات المتحدة تتمتع بمصادر كثيرة للطاقة، وأمريكا الأولى في العالم في إنتاج الغاز والبترول ويتم تصدير الغاز إلى 32 دولة، مضيفًا أن أمريكا تحتاج إلى موردين، حيث زادت استخدامات الطاقة 14٪ الفترة الماضية، وكل ذلك بفضل التقدم التكنولوجي، مضيفا أن تطور الطاقة يمكنه أن يساعد الشعوب على التطور.
وذكر وزير الأمن الوطني الأمريكي في عهد باراك أوباما، أن الطاقة أصبحت كمنفذ أساسي للأمن القومي في أي دولة، وعلى كل الدول الاهتمام بالسياسات والبحث عن طرق أكثر لقيادة عملية التطور.
وأشار سلطان أحمد الجابر وزير دولة، والمدير التنفيذي لشركة أدنوك للطاقة بدولة الإمارات، إلى أن هذا الملتقي يساهم في بحث الأجندة الدولية للطاقة، في ظل تغيرات وعوامل جيوسياسية تتم في المنطقة والعالم، وربما يشهد هذا تباطؤ في النمو الاقتصادي، ولكن الآن الحاجة للطاقة تزداد، ومثل هذه الأشياء تتطلب تعاونا جادًا، ويجب علينا التركيز على الكفاءة ونحن ندخل العصر الصناعي الرابع.
وذكر أنهم في شركة أدنوك للطاقة يستخدمون الزكاء الاصطناعي ولديهم استعداد جيد، والاستجابة لاحتياجات السوق وتوقعاته، ولديهم مناطق استكشاف جديدة، وتعد موجة الاكتشافات الجديدة تساهم في تطوير النظام بيئيا لزيادة التنوع وتقليل المخاطر السلبية على البيئة.
في سياق متصل، شدد سهيل المزروعي، وزير الطاقة في الإمارات، أن أسعار النفط كانت 52 دولارًا تقريبًا العام الماضي، لكن الاستثمار والسوق كان متأرجحًا، واليوم أصبح المتوسط 73 دولارًا، بما يعني أن الاستثمارات كانت ناجحة بما يتطلب تحركات كبيرة لجذب استثمارات في البترول والغاز وكذلك تكنولوجيا الطاقة المتحددة.
وأضاف أنه يجب على المشرعين أن يضعوا القطاع الخاص في أولويات توفير الطاقة، ودعم التطور التكنولوجي والاستثمار في قطاع الطاقة، وأن الإمارات كدولة تدعم التسامح والسلام في الشرق الأوسط، والجيل الجديد من ملايين الشباب لا تتوافر لديهم الطاقة أو الوظائف، ولا بد من التفكير في المستقبل وتوافر الطاقة لمختلف الاحتياجات.
وقال إن أحد التحديات هو الحاجة، والتهديد الخاص بالحروب والتوتر وعدم الوضوح في كثير من المناطق والذي يهدد سوق النفط، ويجب التركيز على التغيرات الجيوسياسة والأخطار المحيطة، وهناك مخاطر عامة على كل مناحي الحياة ولكن سوق النفط أكثر المرافق تأثرا.
وكشف أرنتس مورينز، وزير الطاقة سابق في الولايات المتحدة والأمن، عن أن هناك زيادة في قدرات الولايات المتحدة من الطاقة، تنتح حوالي 1.5 مليون برميل بترول يوميًا، ورغم ذلك لا يحدث اكتفاء ذاتي، وستظل أمريكا مستوردة والغاز كان أقل انبعاثات كربونية الأعوام الأخيرة.
وأوضح أنه يجب العمل بجدية لتقليل المخاطر، ولابد التركيز على التكنولوجيا لتعديد مصادر الطاقة، وحاجة الكثير من الشعوب والمجتمعات خاصة في إفريقيا لتوفير الطاقة، مضيفًا أن كفاءة الطاقة أمر هام، وعملية التحول في مجال الطاقة لن تكون ناجحة بدون التركيز على التحاق الدول والمجتمعات بالتكنولوجيا الجديدة وتوفير الجودة، والتركيز على التكلفة في توفير الكهرباء قليلة الكربون، ويكون لدينا تكنولوجيا ذات تكلفة بسيطة او منعدمة التكلفة بالنسبة للكربون، مما يستلزم تغييرات تشريعية وتغير السياسيات في الكثير من المناطق.
وأوضح المسئول الأمريكي، أن الطريقة الوحيدة لإدارة ملف الطاقة هو توافر الوقود، مما يعني ضرورة البحث عن حلول فيما يتعلق بتخزين الطاقة لفترات طويلة ويجب على أوبك التفكير والتركيز طويلا على ذلك، مضيفا أن الكهرباء هي أكثر المصادر التي يأتي منها الانبعاث الكربوني، لذا يجب البحث عن حلول لذلك ، وتجريب الطرق لاستخدامات وقود أقل في الانبعاثات الكربونية والتفكير في البيئة المحيطة، مع إعادة التدوير والاستخدام، ويحتاج العالم التركيز على التغيير في تعريف الوقود ومثالا على ذلك استخدام الهيدروجين كطاقة ولكنه مكلف جدا ولكنه ضروررري كجزء هام في الاقتصاد ولا شيء رخيص، ويجب إعادة التفكير في طريقة الاستثمارات في الطاقة، والابتكار في التكنولوجيا والسياسيات وفي الاعمال أمر هام جدا .
من جانبها، قالت ممثلة شركة سيمنز في الاجتماعات، إن خطتهم هي التركيز على الأنظمة المستخدمة، والتكنولوجيا في إنتاج الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية وأكثر أمنا وخاصة أن التكنوجيا وراء كل شيء، ولابد ان تكون هناك مرونة لتطوير التكنولوجيا.
وأكد براين هوم، أحد خبراء الطاقة في الولايات المتحدة ومسئول سابق في الادارة الامريكية، أن إيران تمثل خطرا كبيرا على سوق النفط، وكذلك على الأمن والسلامة في العالم بسبب إصرارهم على إنتاج أسلحة نووية، وذكر أن هناك تلاعب كبير من إيران، ويجب أن يدركوا أن العقوبات المفروضة على طهران ستستمر وأن هذا يؤثر كثيرا على الأوضاع السياسية والاقتصادية.