على مستوى العالم.. 3 أنواع لـ«الجرائم» منذ القرن الـ19 من الأشد لـ«الأقل خطورة»
الخميس، 10 يناير 2019 12:00 ص
تصنيف الجرائم هو تصنيف إقترحه فقهاء القانون أمام كثرة الجرائم وإزديادها المستمر، وإقترح الفقهاء عدة تصنيفات إنطلاقا من أركان الجريمة أهمها وأشهرها هو التصنيف الثلاثي للجريمة بإعتباره معروفا في الكثير من التشريعات، وبدأ الاستعمال الفعلي لهذا التصنيف في بداية قرن 19 وأصبح معها أهم محاور التي تدور حولها أغلب أحكام قانون جزائي بمعناه الواسع جدا أي بشقيه الإجرائي والموضوعي معا.
فالغاية من جميع أنواع هذه التصنيفات تتمثل أساسا في جمع أكبر عدد من الجرائم في إطار صنف معين وإخضاعها لنفس القواعد بقصد تحديد نظامها القانوني بسهولة، وبمجرد ذكر الصنف الذي تنتمي إليه الجريمة، ليكون بذالك معيار تقسيم الجرائم هو العقوبة المقررة للجريمة نفسها وليس طبيعة الحق المعتدى عليه وليست صفة القائم بالفعل ولا درجة الضرر، وقد وجهت بعض الإنتقادات لهاذا التقسيم إتجهت أغلبها نحو أنه يتجاهل جسامة الجريمة و موضوعها ويتجه نحو معيار العقوبة المقررة .
- محتوى التصنيف
يعتبر القانون وأغلب تشريعات العالم أن العقوبة التي ظبطت أو إستوجب عقابا بالقتل و مادون ذلك إلي حدود خمسة أعوام تعتبر جناية بحكم القانون، وتوصف بجنح الجرائم التي تستوجب عقابا بالسجن تتجاوز مدته 15 يوما ولا تفوق الخمسة أعوام، كما توصف بالمخالفات الجرائم التي لا يتجاوز 15 يوما أو خطية مالية صغيرة .
وفي هذا التقسيم الثلاثي تعتبر الجناية أحد أخطر الجرائم بينما تحتل المخالفات المكانة الدنيا في ذلك والتي تعتبر أحد أقل الجرائم خطورة كمخالفات الطرقات وزيادة السرعة.
- نقد التقسيم
تعرض التقسيم الثلاثي للجريمة للنقد لكونه في نظر رافضيه غير منطقي «illogique» ومصطنع «artificial»، فقد أعتبر غير منطقي لقسم من الفقهاء لكونه يؤسس درجة خطورة الجريمة علي حساب درجة شدة العقوبة، بينما في نظرهم العكس صحيح لأن درجة شدة العقوبة هي الأولي بذلك و لم يكتفي ناقدو التقسيم الثلاثي للجريمة بإعتباره غير منطقي ليذهب شق أخر للقول بأنه تقسيم غير منطقي وغير دقيق لكونه يفرق أو يميز في الخطورة بين الجنح والجنايات رغم أن بعض الجنح لا تقل خطورة علي النظام الإجتماعي للجنايات، مثل السرقات المجردة بالمقارنة مع السرقات الموصوفة، ولتجنب السلبية يري أصحاب هذا الرأي أن الأنسب هو تقسيم الجرائم إلي قسمين أو صنفين، صنف الجنح الذي يشمل كل الجرائم الخطيرة وصنف المخالفات التي تشمل كل الجرائم قليلة الخطورة.
فى هذا السياق، يقول محمد عبدالعظيم كركاب، عضو مجلس نقابة المحامين، والخبير القانونى، أن الجرائم هي جميع الأفعال الخارجة عن الأخلاق والقوانين، وهي التصرّفات المنحرفة التي تستوجب العقاب والحساب؛ لأنّ فيها تعدٍّ على الأشخاص والممتلكات، والمجتمع بأكمله حيث تتنوّع الجرائم في صورها وأشكالها، بين جرائم القتل والسرقات والاغتصاب والنهب والسلب وقطع الطريق والرشوة، وقد قسّم القانون لكلّ جريمة عقوبة تُناسب الفعل الذي قام به المجرم؛ فقُسّمت الجرائم إلى أنواع بناءً على الكثير من الاعتبارات، التي تتعلّق بمرتكب الفعل، وطبيعة الجريمة، وظروف المجرم، والدواعي التي دعته للقيام بجريمته.
أنواع الجرائم حسب درجة خطورتها
أنواع الجرائم حسب درجة خطورتها – وفقا لـ«كركاب» فى تصريح لـ«صوت الأمة» -
الجناية: هي أكثر أنواع الجرائم خطورة، وعقابها يتراوح بين الإعدام، والأشغال الشاقة المؤبدة، أو السجن.
الجنحة: في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، وعقابها السجن لثلاث سنوات ودفع الغرامة، أو إحدى هاتين العقوبتين.
المخالفة: أبسط أنواع الجرائم، وعقوبتها السجن من يوم واحد إلى عشرة، وغرامة مالية.
حسب طبيعتها
الجريمة السياسية : الجريمة التي يتم ارتكابها لأسبابٍ سياسيةٍ؛ حيث يتم فيها الاعتداء على النظام السياسي والرموز السياسية للدولة، والجرائم التي فيها اعتداء على الدستور، وجرائم التحريض والمظاهرات ضد الدولة، وجرائم النشر والصحافة السياسية.
الجريمة العسكرية: وهي الجرائم التي يتم فيها تعطيل المصالح العسكرية والاعتداء عليها، مثل مخالفة الأوامر العسكرية، والاعتداء على نظام الجيش والأمن.
الجرائم الاقتصادية: وهي الجرائم التي تتعلّق بالسطو على الأموال العامة للدولة، والتعدّي على الاقتصاد القومي، وإفساد عمليات الإنتاج والتوزيع الاقتصادي.
الجرائم الاجتماعية: وهي الجرائم التي يتمّ ارتكابها لدوافع اجتماعية نابعة من الانتقام والحقد والطمع والانتقام من الأشخاص، ومشاكل الأسرة، والقضايا الأخلاقية.
حسب صورة الفعل
جريمة إيجابية: هي الأفعال التي تكون على شكل فعل مباشر ونشاط إيجابي كجرائم القتل، والاغتصاب، والسرقة.
جريمة سلبية: هي الجرائم التي تكون على صورة الامتناع عن القيام بفعل، كالامتناع عن الشهادة.
جريمة آنية: وهي الجريمة الوقتية، التي تحدث مباشرةً وتتمّ بنفس الوقت على صورة جريمة كاملة؛ كالقتل الذي يُفضي لإزهاق الروح بنفس وقت الجريمة، أو كالحريق الذي يشتعل بنفس اللحظة، كإلقاء نار على شيءٍ قابلٍ للاشتعال.
الجريمة المستمرة: هي فعل جرمي يتّصف بالاستمرار والامتداد عبر الزمن، ويطول زمن ارتكابها؛ بحيث يُخفي المجرم معالم جريمته، كسرقة الأشياء وإخفائها، وكجرائم القتل التي لا يظهر فاعلها في البداية، ومثل شراء المخدّرات وإخفاء الأسلحة، واختطاف الأشخاص وحبسهم.
الجريمة المتعاقبة: هي الجريمة التي يتجدّد فعلها، ويستمر المجرم باقترافها؛ كقطع الطريق، وتعذيب الأشخاص وضربهم بشكلٍ مستمر، وتكرار السرقات لأماكن وأشياء متفرقة، والاعتداء على أشخاص كثيرين، والنّصب والاحتيال عليهم بشكلٍ متكرر.