نجحت الزوجة فكان الطلاق.. قصة «منى» الموظفة "الشاطرة" مع الحبيب الفاشل
الأربعاء، 02 يناير 2019 06:00 ص
جلست «منى» ودموعها تتساقط كقطرات المطر الغزير تغسل بنقائها الكثير من الآلام، وتنظر إلى الأربعة جدران وباب الغرفة الذى أغلقه زوجها بالمفتاح من الخارج لمنعها من الخروج وتنتظر أن تأتي معجزة من السماء لتستطيع الخروج من محبسها ولكنها لم تأت، لتمر الدقيقة الواحدة وكأنها عام كامل فأخذت تتذكر بهدوء ما حدث عسى أن تصل إلى حل لنهاية هذا المأزق.
فزوجها الذى اشتهر بإهماله فى العمل فى الوقت الذى كانت تجتهد فيه هي للحصول على ترقيات متتالية فى عملها والكلمات التشجيعية من المحيطين تتوالى على نجاحها ، كان الجميع ينظر لزوجها نظرة المنبوذ فى استنكار شديد كيف لهذه المجتهدة أن تتزوج هذا الفاشل المهمل الذى لا يعتمد عليه فى أى شئ ولم يفلح فى شئ سوى السهر أمام "البلايستيشن" وهو الشئ الوحيد الذى نجح أن يتخطى مراحل متتالية فيه.
حاولت "منى" تشجيعه على العمل مرارا وتكرارا ولكنه كان يستمع لكلماتها بتعالى ويرفض إعطاءها اهتمام بعيون متكبرة، وكانت ترى فى عيونه غيرة تتزايد يوما بعد يوم خاصة فى كل مرة ينتهى فيها مرتبه الضئيل ويحتاج إلى أموال للانفاق على مصاريفه الشخصية ليجد نفسه غير قادر على سد احتياجات نفسه قبل سد احتياجات المنزل وأسرته وفى كل مرة كان يجد "منى" تساعده ماديًا نظرًا لأن راتبها أضعاف دخله الشهرى لتفوقها المعروف فى مجال عملها.
إلا أنه لم يأخذ هذه التصرفات كمساعدة على الإطلاق بل أخذها على أنها ثمن عليها أن تدفعه، وبدأ يشعر مع الوقت بعينه المكسورة أمامها لتوليها زمام الأمور، وذات صباح هاتفها رئيسها فى العمل وأخبرها بتنظيم حفل تكريم لها على مجهوداتها فى العمل الفترة الماضية فتملكت الفرحة من قلبها وأسرعت لإخبار زوجها فلاحظت فى عيونه غضب شديد وغيرة عمياء تخطت كل الحدود.
وبدلا من أن يبارك لها صرخ فى وجهها وأخبرها برفضه خروجها اليوم من المنزل بحجة أن البيت يحتاج إلى ترتيب وأنها أهملت فى مهامها المنزلية مقابل اهتمامها بالعمل، فطلبت منه الخروج للاحتفال والعودة سريعا ولكنه صمم على الرفض وأغلق باب الغرفة وجلس فى الغرفة الثانية يمارس هوايته المفضلة بلعب "البلايستيشن" وتركها محبوسة فى الغرفة غارقة فى دموعها.
وبعد ساعة تقريبا سمعت طرقات باب المنزل واتجه زوجها لاستقبال من يطرق بهذا الاصرار فوجد زملاءها فى العمل أيقنوا أن هناك مكروه أصاب "منى" دفعها إلى عدم حضور الاحتفالية ولم ترد على هاتفها فقرروا التوجه جميعا إلى منزلها فاضطر الزوج فتح باب الغرفة وإخراج زوجته لزملاءها وزميلاتها والذين لم ينتظروا الذهاب إلى الاحتفالية وأقاموها بمنزلها وتعالت أصوات صراخهم من الفرحة بالوصول إلى زميلتهم المجتهدة ورؤساءها الذين تخلوا عن كبرياء الرؤساء وجاءوا ليحتفلوا بنجاح "منى".
وهنا علمت "منى" وزوجها أن علاقتهما لم تستمر طويلًا، فلابد أن يأخذ أحدهما الآخر إلى طريقه، أما أن تفشل "منى" كفشل زوجها وهو من المستحيل لسيدة اعتادت على الاجتهاد أو أن يتفوق زوجها مثلها وهو من الصعوبة تحقيقه، لغيرة الزوج السلبية تجاه "منى" فقررت الانفصال عن زوجها لتكمل طريق نجاحها عسى أن تجد من يأخذ بيدها إلى طريق النجاح وليس الفشل وبدأت الاجراءات القانونية لتنفيذ قرارها.