ترامب يستغل أوباما في أزمته مع المكسيك.. من يدفع تمويل الجدار العازل؟

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 09:00 م
ترامب يستغل أوباما في أزمته مع المكسيك.. من يدفع تمويل الجدار العازل؟
أوباما وترامب في مصافحة تخفي الكثير

 
قبل فترة قريبة، وبالتحديد في 22 ديسمبر، قرار الكونجرس الأمريكي بإرجاء مداولاته بشأن مشروع قانون الاتفاق وتلبية طلب الرئيس دونالد ترامب الحصول على أموال لبناء الجدار العازل على الحدود مع المكسيك.
 
وفي أعقاب ذلك دخلت الحكومة الأمريكية في حالة إغلاق جزئي، بسبب الخلاف الشديد حول طلب ترامب، من الكونجرس تخصيص خمسة مليارات دولار لبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، وبعدما لم يتمكن زعماء الكونجرس والبيت الأبيض من التوصل لاتفاق بشأن الميزانية، وتعهد الطرفان على مواصلة الحوار مطلع الأسبوع سعيًا لاتفاق ينهي الإغلاق قبل عطلة عيد الميلاد.
 
ويبدو أن ترامب لم ييأس، ففي أحدث محاولة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للخروج من مأزق عدم تمويل الجدار الحدودي، الذي يرغب في بناءه على الحدود مع المكسيك، قام باستغلال نظيره السابق، باراك أوباما.
 
وجادل ترامب، الأحد، بأن أوباما وزوجته ميشيل يملكان جدارا حول منزلهما في العاصمة واشنطن من أجل أمنهما، مشيرا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تحذو حذوهم.
 
وغرد الرئيس الأميركي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا: «الرئيس أوباما زوجته لديهما جدار 10 أقدام حول منزلهما. أنا أوافق فهذا ضروري تماما لسلامتهم وأمنهم. الولايات المتحدة تحتاج إلى نفس الشيء نسخة أكبر قليلا!».
 
وتعد التغريدة هي أحدث محاولة من ترامب للخروج من مأزق الإغلاق الحكومي، الذي يدخل يومه التاسع بسبب معركة مع الديمقراطيين بشأن تمويل الجدار، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
 
وبدأت معركة التمويل، بعدما مرر مجلس النواب مشروع قانون للإنفاق الحكومي قصير الأجل، يتضمن تخصيص 5 مليارات دولار للجدار الحدودي، بالإضافة إلى نفقات أخرى لتسيير أعمال بعض الوكالات الحكومية لمدة 7 أسابيع.
 
لكن الديمقراطيين يصرون على عدم دعم مشروع القانون ويفضلون الإغلاق الحكومي على الخضوع لوجهة نظر الجمهوريين بشأن تمويل بناء الجدار. وحينها، رفض ترامب توقيع مشروع قانون توصل إليه مجلس الشيوخ بخصوص النفقات الطارئة لأنه لا يتضمن تمويل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.
 
ويشكل القرار تشددا في طلب ترامب تأمين 5 مليار دولار لتمويل بناء الجدار، وهو ما يطالب به بقوة منذ أن بدأ حملته الانتخابية الرئاسية في العام 2015. وكتب ترامب على «تويتر» في وقت سابق: «حتى الرئيس رونالد ريغان حاول لثماني سنوات بناء جدار على الحدود أو سياج ولم يتمكن من ذلك. سنقوم بهذا الأمر بطريقة أو بأخرى».
 
وأضاف أن الديمقراطيين يحاولون التقليل من أهمية الجدار ويعتبرونه مسألة تخطاها الزمن. في الواقع، إن أي شيء آخر لن يكون مفيدا، وهذا أمر صحيح عبر آلاف السنين. وتابع: «أعرف التكنولوجيا أكثر من أي شخص آخر (...) لكنها على الحدود ستكون فعالة فقط مع جدار».
 
كانت المفاوضات بين البيت الأبيض والكونجرس، استمرت لكنها باءت بالفشل، بسبب رفض المشرّعين الديموقراطيين الموافقة على تمويل بناء الجدار على الحدود مع المكسيك، الذى يريد الرئيس دونالد ترامب تشييده لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتّحدة، فيما أكد ترامب أنه مستعد لتوقف «طويل جداً»، ليحصل على تمويل لبناء الجدار الذى يعتبره محور سياسته في مجال الهجرة، وقال على حسابه على تويتر مساء الجمعة إنه يأمل «ألا يستمر هذا الإغلاق لفترة طويلة».
 
ومن المقرّر أن يستأنف مجلسا النواب والشيوخ جلستيهما ظهر اليوم السبت بتوقيت واشنطن، وبسبب هذا الإغلاق الجزئي للحكومة، يمكن أن يصبح مئات الآلاف من الموظفين في حالة «بطالة تقنية»، أي أنهم يضطرون لأخذ إجازة غير مدفوعة الأجر، أو يجبرون على العمل بلا أجر فوري قبل أيام من عيد الميلاد.
 
ويعود آخر «إغلاق» لإدارات فيدرالية في الولايات المتحدة إلى يناير 2018 ، كان الأول في عهد إدارة ترامب، واستمر ثلاثة أيام فقط، قبل ذلك أغلقت الإدارات غير الأساسية في أكتوبر 2013، وكانت الفترة الأطول إذ استمرت 16 يوما، وإن كانت لا تقاس بالإغلاق الذي استمر 21 يوما في 1995-1996.
 
ووافق الديموقراطيون على رفع سقف الميزانية الفيدرالية لفترة قصيرة، لكنّ ترامب اشترط بادئ الأمر للتوقيع على أي مشروع قانون موازنة يقرّه الكونجرس أن يتضمّن مبلغ خمسة مليارات دولار مخصّصة لبناء الجدار الحدودي، قبل أن يعود الرئيس ويليّن موقفه مشترطاً إشارة مشروع القانون إلى مبلغ كبير مخصّص لأمن الحدود، وقال ترامب يوم أمس الأول الخميس أنّه لن يوقّع مشروع القانون الذي طرحه حلفاؤه الجمهوريون في الكونجرس لتمويل الإدارات الفيدرالية إلى 8 فبراير بسبب عدم تضمّن النصّ ما يكفي من الأموال لضمان أمن الحدود.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق