يعتبر دعم المشروعات القائمة وتنميتها وتقديم المشورة الفنية واحدا من أهم الأدوار التي ينفذها جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توفيره للدعم المالي للمشروعات الحديثة، وهي التجربة التي برهنت على أهمية نشر ثقافة العمل الحر من أجل رفع معدلات احتواء معدلات البطالة بين المحافظات، وخاصة المحافظات الأولي بالتنمية بمحافظات الصعيد وسيناء.
وتحظى فكرة العمل الحر بدعم لامحدود من قبل أجهزة الدولة وقيادتها السياسية بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والخروج من منطقة الوظيفة المحدودة إلى الإبداع والابتكار وتغير واقع الأسر والمجتمع ككل من خلال التحول إلى الإنتاج بدلا من الاعتماد على الاستهلاك المستورد لأغلب السلع والخدمات، ويلعب جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر دورا كبيرا فى تمويل هذه المشروعات التى توفر فرص عمل كثيرة للشباب.
واحدا من المشروعات التي حظيت بدعم وتمويل الجهاز بشكل ساهم في تطويرها، مصنع تقطير وتصنيع الزيوت منطقة سقارة بمدينة البدرشين فى الجيزة، والذي تمتلكه المهندسة الشابة مها الكاشف، والمدعوم من قبل الجهاز بالتمويل المادي 4 مرات، حتى أصبح مشروعها من أوائل الشركات المصدرة للزيوت العطرية والطبية الى جميع دول العالم، وله شهرة عالمية فى هذا المجال.
تقول مالكة المصنع، إنه نجحت في الحصول على التمويل 4 مرات على مدار عدة سنوات، بإجمالى مليون و550 آلف جنيه، ففى عام 2006 حصلت على 50 ألف جنيه قرض من الجهاز وعند تسديدها حصلت على 250 ألف جنيه ثم حصلت على 250 ألف مرة أخرى وأخر مرة حصلت على قرض بمليون جنيه لتنمية مشروعها حتى أصبح من أكبر المصدرين للزيوت فى مصر.
وأكدت أن إنتاجها يصدر إلى عدة دول منها أوروبا وأمريكا وأسيا واستراليا، كما أنها حظيت بثقة كبيرة من عملائها، وهو ماجعل لمصنعها اسما كبيرا في السوق الخارجي، واحتل المركز الثالث بين مايقرب من 6 مصانع مصرية شهيرة بالخارج، كما أنه حصل على شهادتي الـ«أيزو» و «الحلال»، وساهم في توفير نحو 22 فرصة عمل للشباب العاملين به.
إنتاجية المصنع المُصدرة إلى تلك الدول الخارجية قدرت بنحو 8 ملايين جنيه سنويا، ويعمل في إنتاج جميع الزيوت العطرية والطبية، وهى تمثل المادة الخام التى تدخل فى عدة صناعات منها «العطرية، والدوائية، والغذائية، والكميائية»، يتم إنتاجها بمواصفات مصرية عالمية، حسبما أوضحت «الكاشف»، مشيرة إلى أن المنتج المصرى من أفضل المنتجات عالميا، ويطلب بالإسم فى الخارج، مؤكدة أن أشهر الدول فى إنتاج العطور مثل فرنسا تستخدم المنتج المصرى، نظرا لجودته العالية وقوة التأثير الموجودة به، نظرا للطقس المناسب بمصر الذى يؤثر على جودة المحاصيل التى تدخل فى إنتاج الزيوت.
وفيما يتعلق بأسعار الزيوت عالميا، صرحت مالكة المصنع بأن أغلى الزيوت فى التصدير هو زيت الياسمين الحر وثمنه الكيلو 3 ألاف دولار، ويستخدم ما يقرب من 10 ألاف زهرة لإنتاج كيلو جرام، وايضا زيت النيرولى المستخلص من زهرة النارنج وثمن الكيلو 8 ألاف دولار، وهناك انواع سعرها أقل مثل زيت الشيح ب 8 ألاف جنيه مصرى للكيلو وزيت البصل ب17 ألف جنيه مصرى، وزيت الثوم ب4 ألاف جنيه، وتختلف اسعارها حسب موسمها والعرض والطلب، لافتة إلى أن جميع منتجى العطور فى العالم يستخدمون المنتج المصرى، وأشهرهم فرنسا، فأفضل الانواع تخرج من مصر.
وتابعت: «نعتمد على الإنتاج فى شراء البذور والزهور، فنعتمد على الصعيد فى شراء البذور، مثل "الكمون والبردقوش والشيح وحبة البركة والسمسم وغيرها، وعلى الغربية وطنطا فى النبتات العطرية مثل الياسمين والعطر وغيرها».
وعن مراحل الإنتاج في المصنع المقام على مساحة 900 متر تقريبا، تبدأ من حيث الوحدات الإنتاجية والتي مخصص كل منها لإنتاج أصناف معينة من الزيوت، منها وحدة التقطير بالبخار، وتنتج زيوت الكمون والبردقوش والعطر واليوسفى وغيرها، ووحدة تقطير بخار أخرى لإنتاج زيوت البصل والثوم، ووحدة عصر على البارد وتنتج زيوت حبة البركة والجوجوبا والسمسم، وأخيرا عنبر الاستخلاص وينتج زيوت الأبسليوت والعجائن.