قد يكون رحيلها «أمر حتمي».. علاقة أمريكا بـ«القوى الثلاث» الموجودة في سوريا
الخميس، 27 ديسمبر 2018 06:00 م
روسيا وإيران وتركيا ثلاثي القوي المتحالفة وفق مصالحهم المتضاربة في سوريا يواجهان الوجود الأمريكي فى سوريا، فخطوط طول التحالف تتعارض مع خطوط عرض العداء بين القوى الإقليمية اللاعبة بثقلها في الملف السوري سواء مخابراتيا أو عسكريا، والمصالح خارج سوريا تدفع الدول الثلاث للتفاهم بشأن المرحلة التالية للوجود الأمريكي، فموسكو تستعد تمام صفقة صواريخ (إس- 400) مع أنقرة، كما أن لدى تركيا إعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران، وطهران بحاجة ماسة لعوائد هذه التجارة.
روسيا وإيران هما الداعمين الرئيسيين للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، في حين تركيا تدعم المعارضة السورية، ومع ذلك، فإنه خلال الأشهر الأخيرة، بدت الدول الثلاث في حالة من التقارب، لأسباب كثيرة، منها معارضة الدور الأمريكي بسوريا، حيث ترفض كل دولة هذا الدور لأسبابها الخاصة وفق مصالحها التى تحددها على الأراضى السورية.
أنقرة وواشنطن
ترفض تركيا الوجود الأمريكي وتحالفه مع قوات سوريا الديمقراطية، وذراعها السياسي وحدات حماية الشعب الكردي، حيث تصنهم أنقره على أنها منظمة إرهابية وتتهمها بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الانفصالي داخل البلاد، ومؤخرا حشدت تركيا قوات على الحدود مع شرقي سوريا حيث تشير الولايات المتحدة إلى أنها ستنسق انسحابها مع أنقرة، التي ستنشر قواتها هناك مكان الجنود الأميركيين.
طهران وأمريكا
أما إيران فترفض الوجود الأمريكي فى سوريا، لأنه يقطع الطريق الاستراتيجي بينها وبين لبنان، إضافة إلى التوترات التي ازدادت في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ صرح كبار مسؤوليه بأن الوجود الأمريكي هناك مستمر من أجل إجبار نظام الملالي على مغادرة هذا البلد الذي مزقته الحرب.
روسيا وواشنطن
روسيا بدورها ترفض الدور الأمريكي فى سوريا تحديدا العسكري لأنه يقوض نفوذها فى البلد الذى طالما اعتبره امتداده الاستراتيجي.
سيناريوهات تركية جديدة
زعمت تركيا فى 12 ديسمبر الجاري، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد يشكل تهديدا في سوريا، لكن في الأيام الأخيرة، بدت تقدم رواية أخرى بشأن هجومها المزمع في سوريا، قائلة إنه يهدف إلى قتال داعش والأكراد، الأمر الذي يثير كثيرا من التساؤلات بشأن مصداقية تصريحات المسؤولين الأتراك.
وجاءت تصريحات مولود شاووش أوغلو وزير الخارجية التركي، الذى أكد خلاها أن الدوريات المشتركة الحالية مع الولايات المتحدة بالقرب من منبج ستؤدي إلى نوع من خريطة الطريق، مما يعني على ما يبدو أن تركيا أو الفصائل السورية التي تدعمها سيكون لها دور في هذه المدينة.
وقد يساعد حوالى 15 ألف من المسلحين السوريين الموالين لأنقرة في الهجوم التركي على المنطقة الكردية في شمالي سوريا وشرقيها، فقد شوهد بعض هؤلاء المسلحين على الخط الأمامي، الاثنين.
رفض الوجود الفرنسي
كل القوى الإقليمية اللاعبة فى سوريا ترفض الوجود الفرنسي فى سوريا، بعدما أعلنت باريس أنها ستبقى في سوريا بعد مغادرة الأميركيين، وقد ذكرت فصائل سورية موالية لأنقرة أنها تعارض الدور الفرنسي في سوريا، الأمر الذي يعني التفاهم على منع أي دور لطرف غير هذه الدول في شرقي سوريا.