ربما كان الانسحاب خديعة.. هل تتحالف أمريكا وروسا وفرنسا لخدعة أردوغان في سوريا؟
الجمعة، 28 ديسمبر 2018 11:00 ص
سوريا أرض للتحالفات بين الدول الكبار
رغم مناقشة ترامب وإردوغان قرار انسحاب القوات الأميركية من سوريا، مطلع الأسبوع الجاري، في خطوة أثارت مخاوف القوى الدولية بشأن مصداقية الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، والتي ترتب عليها استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس.
وقبلها بأيام، استغاث الأكراد بالرئيس الفرنسي لمحاولة الخلاص من نفوذ أردوغان، واتفاق روسيا وفرنسا حول تحجيم هذا النفوذ على الأراضي السورية، إذ لوحت فرنسا مؤخرًا بالتعهد لتغطية المقاتلين الأكراد ضد الجهاديين المدعومين بطريقة غير مباشرة من تركيا، وقال الممثل الفرنسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فرنتشويس ديلاترا إن بلاده حملت على عاتقها مهمة القضاء على الإرهاب في المنطقة، وطالب واشنطن بأن تبذل جهودها اللازمة للحفاظ على استقرار المنطقة، وانتظر الأكراد بعد اليومين الماضيين من قرار الانسحاب الأمريكي، الدعم الفرنسي، كلاعب أساسي في معادلة الوقوف ضد أطماع أردوغان في توسيع إمبراطورية الأتراك.
أما اليوم، قرار جديد باتفاق روسيا وأمريكا على منع تركيا من التوغل في الأعماق الوسرية حيثُ معاقل أكراد سوريا، ونفى ترامب وبوتن موافقتهم على أي قرار يتخذه اردوغان بشأنهم على الأراضي السورية.
لا أعرف عما تتحدثون.. الرئاسة الروسية ردًا على حكومة أنقرة
وردا على سؤال حول لقاء محتمل بين بوتين وإردوغان، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس: "لا يوجد اتفاق حول زيارة الرئيس التركي إلى موسكو، لا أعرف عما تتحدثون ولا توجد أي معلومات حتى الآن حولها".
وأعلن إردوغان في وقت سابق أمس أن وفدا تركيا رفيع المستوى سيزور موسكو اليوم، وأنه يعتزم زيارة موسكو خلال أيام قليلة للقاء بوتين، والتنسيق معه قبيل إطلاق هجماته شرق الفرات في سوريا، ويدرك اردوغان أن بوتين الحليف القوي للرئيس السوري بشار الأسد يُمثل العقبة الوحيدة أمام أطماعه في الاستحواذ على جزء من الأراضي والنفط السوري، وترك شريط عازل من الجماعات الإرهابية الموالية له، فيما لا ترغب موسكو في تقاسم النفوذ هناك مع أحد.
التوقعات لم تأخذ مسار واضح بشأن تحالفات أمريكية روسية فرنسية، كمحاولة من الدول الثلاث الإيقاع بمُهرج أنقرة، لتعرية مجهوداته في دعم الجماعات الإرهابية، وتسليحهم بأحدث المقاتلات الحربية والأسلحة المتطورة لمد نفوذهم إلى أواسط أوروبا، وإبقائهم على قيد الحياة في الشرق الأوسط، لتنفيذ أهدافه وخططه المستقبلية.