«ابدأ مستقبلك».. حملة الحكومة لنشر ثقافة العمل الحر بين الطلاب بالمدارس
الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 01:00 م
مساعي حثيثة تبذلها الحكومة المصرية في الأونة الأخيرة لتطوير وتعافي الاقتصاد المصري بعد فترة من الركود والكساد تسببت في العديد من المشكلات والأزمات التي أدت إلى سوء الحالة الاقتصادية نتيجة سياسات وممارسات خاطئة تم تطبيقها خلال العقود الماضية، بالإضافة إلى العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية التي كان لها أثر بالغ في التأثر السلبي الذي ضهده القطاع.
وبدأت أجهزة الدولة في الأونة الأخيرة اتخاذ عددا من القرارات الإصلاحية، والإجراءات الرامية إلى إنقاذ سفينة الاقتصاد من الغرق بالكامل، وبالفعل بدات عجلة التنمية مرة أخرى في الدوران، وشهد الاقتصاد تعافيا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية.
وكان من أهم الوسائل التي تسعى الحكومة إلى تعزيز وجودها ونشرها بين المواطنين هو ثقافة العمل الحر، والإنتاج، والقدرة على الإبداع والابتكار، بما يحقق أهداف التنمية الشاملة، من خلال تغيير مفاهيم العمل لدى الشباب من الوظائف الثابتة التي تسببت في مد طابور البطالة إلى مالانهاية، إلى تنفيذ ولإقامة المشروعات الخاصة.
وللمساهمة في تطبيق تلك الاستراتيجية بدأ جهاز دعم وتنمية المشروعات في تقديم كافة أوجه الدعم للشباب الراغب في تنفيذ مشروعات تساعده في توفير حياه كريمة له ولأسرته وتغير من مستقبلة، وذلك بدلا من انتظار الوظيفة الحكومية بالجهاز الإداري للدولة والذي يعاني هو الأخير من ترهلا شديدا نتيجة تحميل أعداد وأعباء لاحاجة إليها من الموظفين عليه.
ومن جانبها أطلقت وزارة التخطيط، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، حملة «ابدأ مستقبلك»، تحت رعاية مشروع «رواد 2030»، الذى ترعاه الحكومة لغرس أفكار العمل الحر وريادة الأعمال بين طلاب المرحلة الإعدادية والذين من المنتظر تخرجهم من الجامعات والمدارس الفنية خلال عشرة سنوات من الآن، ورفع المشروع خلال الفترة القليلة الماضية عدد الطلاب المستهدف تدريبهم على امتلاك مشروعاتهم وثقافة ريادة الإعمال، إلى 356 ألف طالب، وذلك بعدما أضاف 16 ألف طالب ضمن محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم، والذين انتهى تدريبهم منذ أيام.
وفى وقت سابق كان المشروع قد رفع عدد الطلاب المتدربين ضمن مشروع أبدأ مستقبلك، إلى 340 الف طالب، وذلك بعد الانتهاء من تأهيل 175 ألف طالب بمحافظات الاسكندرية والبحيرة ومطروح بالمرحلة الأولى، ومحافظات كفر الشيخ والغربية والمنوفية كمرحلة ثانية، على ثقافة ريادة الأعمال، وذلك بعد تأهيلهم على مرحلتين، علاوة على الانتهاء من تأهيل 165 ألف طالب على مستوى المحافظات بالجامعات ومراكز الشباب المختلفة، بعدد أخر من المحافظات، وبالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعدد من الوزارات الأخرى.
وبحسب الدكتورة هالة السعيد ، وزريرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، إن حملة «ابدأ مستقبلك» تأتي في إطار حرص وزارة التخطيط ، علي دعم دور ريادة الأعمال ودعم الهدف الرئيسى من مشروع رواد 2030 والذي يتمركز حول تمكين الشباب من تأسيس المشاريع الخاصة بهم والعمل على تكريس ودعم دور ريادة الأعمال في تنمية الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، مؤكدة علي الاهتمام بإعداد جيل قادر على الإبداع والابتكار، مع التوعية بأهمية اكتساب ثقافة العمل الحر منذ الصغر.
وانطلق المشروع العام الماضى، من محافظة الأقصر بتأهيل 53 الف طالبا، وفور انتهاء التدريب اقامت وزارة التخطيط لهم معرض لمنتجاتهم، وخلال الاحتفالية قالت الدكتورة غادة خليل ، مديرة مشروع رواد 2030 ردًا على مطالب المتدربون ، بأن تكون هناك أكثر من حملة تستمر مدة أطول، مؤكدين أن حملة "ابدأ مستقبلك" كانت مفيدة لهم، وهو ما ردت عليه مديرة المشروع ، بتأكيد أن الأمر لن ينتهى بمجرد تقديم الحملة، وإنما ستتم متابعة التنفيذ من جانب إدارة المشروع، وإقامة حملات أخرى، ومتابعة الأفكار والمشروعات التى تقدم بها الطلاب فيما بعد.
كما أطلقت مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا لإطلاق أول شبكة قومية لحاضنات الأعمال فى مصر، وحددت الوزارة خطة عمل الحاضنات، فى تقديم الدعم الفنى والتسويقى اللازم للأفكار والشركات الناشئة ذات المردود الاقتصادى، علاوة على استهداف حاضنات أعمال الشبكة القومية لأفكار ومشروعات تقدم حلولًا لمشاكل وتحديات قومية، على أن يكون مقر الشبكة الأساسى بمعهد التخطيط القومى.
وبحسب وزارة التخطيط يستهدف مشروع «رواد 2030» إقامة حملات توعوية لإعداد جيل قادر على الإبداع والابتكار، إضافة إلى التوعية بأهمية اكتساب ثقافة العمل الحر، وصفات وفِكر رائدى الأعمال منذ مرحلة المدرسة، لإنشاء قاعدة طلابية على دراية بريادة الأعمال، وتعزيز وتنمية الطلاب الذين لديهم مهارات ريادية منذ الصغر، علاوة على الاستفادة مــن الطاقــات الإبداعيــة لــدى الشباب وتوظيفهــا لضـمـان تحقيق النمــو الاقتصادى القائــم عـلـى الابتــكار والابــداع، حيثُ أصبح مجال ريادة الأعمال يشكل جزءًا رئيسًيا من مستقبل عالمنا وأحد أهم سبل خلق مجالات جديدة للإبداع والابتكار، والتى من شأنها خلق فــرص عمــل للشباب والمساهمة فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة.