دونالد ترامب تنازل لأردوغان عن سوريا.. سر المكالمة التي سبقت قرار الانسحاب الأمريكي
الأحد، 23 ديسمبر 2018 09:00 م
تنكشف يوما تلو الأخر، ملابسات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهو القرار الذي أثار جدلا كبيرا على الساحة الأمريكية، لكونه يصب في صالح تركيا.
تتكشف الأسرار ويزداد الجدل، بعد نشر مقتطفات من المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في 14 ديسمبر الحالي، والتي انتهت بالخروج من سوريا، واستقالة وزير الدفاع الأمريكي ثم المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد داعش.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت إن أردوغان كرر على ترامب، في المكالمة الهاتفية، ما سبق وقد قاله في لقائهما بقمة العشرين بشأن عجزه عن فهم سبب استمرار الولايات المتحدة في تسليح ودعم المقاتلين الأكراد السوريين لشن حرب برية ضد داعش، وإن داعش، بحسب ما يقول ترامب نفسه، قد هُزم. وأن الجيش التركي قوي بحيث يمكن أن يتولى أي جيوب مسلحة متبقية، لماذا لا يزال هناك حوالي 2000 جندي أمريكي هناك؟، في إشارة إلى المنطقة الواقعة شرق الفرات في سوريا.
فقال ترامب: "تعرف ماذا؟ هي (سوريا) لك، أنا سأغادر"، وهو ما رد عليه أردوغان: "سنتولّى الأمر"، مذكّرا نظيره الأميركي بأنه سبق لتركيا أن "قضت على 4 آلاف عنصر" من تنظيم داعش خلال عملية درع الفرات التي شنتها في 2016، حسب تعبيره.
ويأتي ما نشرته "واشنطن بوست" متوافقا مع ما نشرته صحيفة "حرييت" التركية، ووكالة أسوشيتدبرس بشأن اتخاذ ترامب قرار سحب القوات الأميركية من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان، بعد أن تعهّد الأخير بالاستمرار في "مكافحة الإرهابيين". وأفادت الصحيفة التركية، نقلا عن محضر المكالمة، بأن ترامب سأل نظيره التركي "هل ستتخلّصون من فلول داعش إذا ما انسحبنا من سوريا؟".
ورغم تعهد أردوغان بـ"تولي الأمر" للقضاء على الجيوب المتبقية من التنظيم الإرهابي، ينظر إلى الدولة التركية باعتبارها أحد المساهمين في صعود داعش، فابتداء من أواخر عام 2013 وحتى أوائل عام 2014، كانت المدن الحدودية التركية بمثابة مراكز لوجستية رئيسية للمقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وبعد هذه المكالمة، طلب ترامب من مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان أيضا على الخطّ خلال الاتصال البدء بالعمل على الانسحاب، وفق ما جاء في صحيفة "حرييت". تضيف أنه بعد ثلاثة أيام من المكالمة، اتصل بولتون في 17 ديسمبر بالمستشار الرئيسي لأردوغان إبراهيم كالين لإعلامه بأن التحضيرات جارية لسحب القوات الأمريكية، بحسب المصدر عينه.
وأعلن ترامب عن هذا القرار رسميا في 19 من الشهر.
ودارت هذه المناقشات إثر تهديد تركيا أكثر من مرّة بشنّ هجوم جديد في المنطقة الواقعة شرق الفرات في سوريا ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، التي تصنّفها أنقرة في عداد المجموعات "الإرهابية"، في حين تعدّها واشنطن حليفا لها في حربها ضدّ تنظيم داعش. عليه أردوغان بالقول: "سنتولّى الأمر"، مذكّرا نظيره الأميركي بأنه سبق لتركيا أن "قضت على 4 آلاف عنصر" من تنظيم داعش خلال عملية درع الفرات التي شنتها في 2016، حسب تعبيره.