قد يصيب طفلك بالاكتئاب.. «التنمر الإلكتروني» كارثة تستهدف الأطفال
الجمعة، 21 ديسمبر 2018 09:00 صأشرف أمين
«التنمر».. ظاهرة سيئة وغير مرغوب بها، تنطوي على ممارسة السلوك العدواني من قبل شخص أو مجموعة أفراد نحو غيرهم في المجتمع، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس. وبتقييم وضع هذه الظاهرة وجد أنها متكررة- بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة لشخص واحد- كما أنها تعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسّلطة بين الأشخاص، حيث إن الأفراد الذين يمارسون التنمّر يلجئون إلى استخدام القوة البدنية للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواء الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمر، فإنه معرض لمشاكل نفسية خطيرة .
انتشرت ظاهرة التنمر بكثرة في الآونة الأخيرة، وأصبحت خطرًا يهدد المجتمع، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها بين الأطفال والمراهقين، حيث انتشر نوع من التنمر بين الأطفال يعرف بالتنمر الإلكتروني، وهو تعرض الطفل للتهديد والإذلال والتهكم اللفظي والاعتداء المعنوي والإحراج، عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.
وأشارت دراسات حديثة إلى أن التنمر الإلكتروني قد يكون أخطر من التنمر التقليدي، كما ربطت بعض الدراسات النفسية بين الإصابة بالاكتئاب والتنمر الإلكتروني.
وفي هذا الصدد قال الدكتور علاء أبو النور، أستاذ الطب النفسي والسلوكي، إن التنمر الإلكتروني ناتج عن انتشار الهواتف الذكية بين الأطفال، بما تحتويه من تطبيقات حديثة وألعاب موجهة للطفل من الخارج، تشجعه على العنف والقيام بأفعال وسلوكيات عدوانية تجاه أسرته وزملاءه في المدرسة والمجتمع الذي يعيش .
وعن كيفية التعرف إن كان الطفل متنمر أم لا، أوضح أن الأسرة ستلاحظ تغير في سلوكيات الطفل، حيث يصبح سلوكه عدائي، بالإضافة إلى تغير في لغة الجسد ونبرات الصوت، وأحيانًا كثرة السهر والإجهاد، وعدم الاهتمام بتناول الغذاء والدراسة وأيضا تغير في سلوكه والتي سيتبين منها أن الطفل بدأ يتغير للعدوانية اتجاه الأخر.
ولفت إلى أن الصداقة مع الأطفال واكتساب ثقتهم هي الخطوة الأولى للعلاج، مشددًا على ضرورة تأهيل الأمهات نفسيًا وفكريًا وسلوكيًا للتعامل مع الطفل أو المراهق المتنمر، حتى لا يتحول لشخص فاقد الثقة في نفسه ومجتمعه.
وأضاف أنه حتى نكتسب ثقة أطفالنا يجب أن نشيد بهم أمام الآخرين، ومكافأتهم على الأفعال والسلوكيات الحسنة، وعقابهم بأسلوب تربوي، إلى جانب عقد لقاء أسري بشكل مستمر، يحكي فيه كل طفل عن مشاكله، وأيضًا توجيههم نحو أنشطة مفيدة وممتعة، وتحفيزهم على النجاح.
وشدد أستاذ الطب النفسي، على ضرورة أن يكون الأهل على دراية بالألعاب والتطبيقات التي يحبها الأطفال ويقضون معظم أوقاتهم أمامها، والتقنيات الحديثة التي يستخدمونها، أي يلجأ الأهل لتبادل الأدوار مع أطفالهم حتى يكون هناك تواصل فكري بينهم وحوار مشترك، وبالتالي يستطيعون اتخاذ كافة الاحتياطات لمواجهة هذا السلوك، وأيضًا التنسيق مع المدرسة والمعلم بحيث يكون هناك متابعة دائمة للأطفال.
وأكد «أبو النور»، أن وسائل الإعلام عليها دور أيضًا في مواجهة التنمر الإلكتروني، وذلك بالتركيز على الإيجابيات وتقديم نماذج ناجحة للأطفال، وتوظيف البرامج والأعمال الدرامية في غرس القيم النبيلة .
واختتم حديثه مؤكدا أنه توجد العديد من الإشارات والعلامات التي قد يلاحظها الأهل أو المعلّمين والتي تدلّهم على أن هذا الطفل يتعرّض للتنمّر، وتساعدهم على اتخاذ الخطوات المناسبة لعلاج الأمر، ومنها تحول الطفل لشخص عدواني وافتعاله للشجارات.
الشعور بالخوف أو عدم الأمان في المدرسة، عدم الاستعداد للمشاركة وشعوره بالاغتراب بسبب التعرض لاستهزاء وسخرية من الآخرين، وكذلك عدم انتظام أوقات النوم والطعام، وأيضا وجود الكدمات غير المبرّرة والخدوش في أنحاء الجسم المتفرقة، التردّد في استعمال الإنترنت، الاضطراب بشكل واضح عند استخدام الهاتف أو الكمبيوتر، واللّجوء لإخفاء الهاتف أو إغلاق الأجهزة عند دخول أحد للغرفة. قضاء ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي.