خائن بطبعه.. كيف استغل الحوثي مشاورات السويد لتعبئة صفوفه ومهاجمة الحديدة؟

لم يجف حبر اتفاق الهدنة بين الحكومة الشرعية، ومليشيات الحوثيين في اليمن حتى حدث ما كان متوقع من قبل المليشيات الحوثية الموالية لإيران بخرق بنود الاتفاق المنصوص عليها بين الطرفين في السويد لتعود مشاورات السلام إلى المربع صفر، فبالمداهمات الجديدة التي شنها الحوثيين في الحديدة واستقدام مسلحين فضلا عن عمليات نهب واسعة لوثائق ومعدات ونقلها إلى صنعاء خرق المتمردين أولى بنود مشاورات السويد.

الحوثى وخرق مشاورات السويد

وبتلك الهجمات الحوثية التي شنتها المليشيات المسلحة في مرحلة بدء تنفيذ اتفاق السويد على الأرض في مدينة الحديدة والتي تشرف عليها الأمم المتحدة استغلت الجماعة التابعة لإيران مفاوضات السويد لتعطيل قوات الشرعية وإجراء عملية نهب واسعة لمؤسسات المدينة ومرافقها الحكومية ومنشآتها التجارية لتنقل كل ما تم سلبه ونهبه إلى صنعاء معقل احتلال المتمردين الحوثيين.

الهجوم فى الحديدة

ومن المؤكد أن المليشيات الحوثية خططت لخرق مشاورات السويد على مراحل فقد نهبت وثائق ومعدات من داخل مقر المؤسسة العامة للاتصالات ونقلتها على متن شاحنات إلى صنعاء، وتأتي عملية النهب بعد يومين من قيام المليشيات بالاستيلاء على معدات ووثائق في ميناء الحديدة بالإضافة إلى مصادرة بضائع يملكها تجار ومستثمرون، حيث هدفت مليشيات المتمردين من وراء المفاوضات أخذ قسط من الوقت لتعبئة صفوفها المسلحة ضد القوات الشرعية والتحالف العربي.

ويبدو أن قوات المقاومة الشرعية والتحالف تيقظوا جيدا لمؤامرات الحوثيين، فمع استمرار المليشيات في خرق وقف إطلاق النار الذي يعد أول بنود اتفاق السويد أحبطت قوات المقاومة هجومًا للمليشيات في مديرية الدريهمي جنوبي مدينة الحديدة، ونجحت كتيبة الزرانيق ضمن قوات المقاومة في صد الهجوم الحوثي في الدريهمي والتي أدى إلى مصرع وإصابة العشرات من المتمردين وأسر آخرين.

وفى مدينة الحديدة واصلت المليشيات الحوثى القذف بقذائف الهون على مواقع قوات المقاومة المشتركة فى شارع الخمسين وأطراف التسعين ومحيط مستشفى 22 مايو، ولكن قابلتها قوات التحالف بالردع دون التراجع في المناطق المحررة بمحيط الحديدة.

قوات التحالف تحاصر الحديدة

ومن الملاحظ إعداد مليشيات الحوثي سيناريو تفك به طوق الخناق عليها في الحديدة من كثرة الانتصارات التي تحاصرها من القوات الشرعية باستغلال مشاورات السويد مع الحكومة الشرعية لتتحرك من خلالها في الحديدة وتنفذ عمليات سلب ونهب تساعدها على تعبئة صفوفها لاستكمال النزاع المسلحة مع القوات الشرعية التي فطنت لحيل الحوثيين مبكرًا.

ويعد خرق الاتفاقات والالتفاف عليها أسلوب تتبعه المليشيات منذ سنوات طويلة، فمنذ إعلان بنود اتفاق السويد والذي ينص على تولى الشرطة المحلية إدارة الملف الأمني شرع الحوثيين على مسح شعاراتهم من مركباتهم وصبغها بلون الشرطة المحلية في حيلة منهم تهدف إلى التحايل على الاتفاق وإطالة أمد احتلالهم للحديدة.