السيسي وكنائس المحروسة: أجراس تعزف ألحان الوطن

الإثنين، 17 ديسمبر 2018 11:00 ص
السيسي وكنائس المحروسة: أجراس تعزف ألحان الوطن
الكاتدرائيه
أمل غريب

 

تميزت مصر على مر التاريخ بالوحدة الوطنية والحب والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، ولم يسمح شعبها في أي وقت بالسماح للتعصب الديني أن يفرق بينهم والتمييز على أساس ديني أو طائفي أو مذهبي، وحاربوا جنبا إلى جنب في كل الحروب التي خاضتها مصر، فلم يعرف أي جندي على الجبهة مسلم هو ولا مسيحي، وهو ما تكرر خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، في الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب.

واصطف المصريين مسلمين ومسحيين في صف واحد خلف يدا بيد، ليرهبوا أعداء وطنهم بوحدتهم وحبهم وسلامهم وتأخيهم، وهي المبادئ التي سار عليها رؤساء مصر، وأسس لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي تبرع بنصف مليون جنيه لبناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ووضع حجر أساس البناء عام 1965، وسار على نهجه من بعده الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ اللحظة الأولى الذي تولى فيها منصبه كارئيس للجمهورية، ومن قبلها وقت أن كان وزيرا للدفاع.

كانت أخر المواقف التي أكدت إيمان الرئيس السيسي، بأن مصر للمصريين مسلمين ومسيحيين، سؤاله للواء عماد الغزالي قائد المنطقة المركزية العسكرية، أثناء افتتاح مشروع «أهالينا 1»، قائلاً: «الكنيسة فين يا عماد؟»، ورد اللواء الغزالي على الرئيس: «معملناش يا فندم»، فبادره الرئيس: «د تكليف وتوجيه، الموضوع ده ميفوتناش تاني، ده موضوع خلاص قلناه، لو سمحتم نعمل علشان نحقق لكل واحد يعبد زي ما هو عايز».

 

 

2013.. ترميم 20 كنيسة استهدفها أنصار المعزول مرسي

رد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، على فض قوات الأمن المصرية لاعتصامهم الإرهابي «رابعة العدوية، والنهضة»، باستهداف مؤسسات حكومية وكنائس وأقسام شرطة، في نهاية يوليو 2013، تعرضت خلالها 20 كنيسة للحرق والسلب والنهب والتدمير، في الوقت الذي تكاتف فيه المصريين لصد الهجمات الإرهابية التي شنتها جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارهم وحماية الكنائس في مشهد أبهر العالم، بوحدة وتكاتف المسلمين والمسيحيين لحماية دور عبادة المصريين.

في 14 أغسطس 2013، أصدر الفريق أول عبد الفتاح السيسي والقائد العام للقوات المسلحة، إن ذاك، تكليفا لرئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير، بسرعة بناء وإعادة ترميم ورفع كفائة جميع الكنائس التي تم الاعتداء عليها، على نفقة القوات المسلحة، والانتهاء من أعمال الترميم بأسرع وقت ممكن، تقديراً للدور الوطني والتاريخي الذي يقوم به الأقباط المصريون.

شيك تبرع الرئيس السيسي لبناء اكبر كنيسة ومسجد لتاعاصمة الإدارية
شيك تبرع الرئيس السيسي لبناء اكبر كنيسة ومسجد لتاعاصمة الإدارية

الرئيس يهدي المصريين 100 ألف جنيه لبناء أكبر كنيسة ومسجد بالعاصمة الإدارية

كعادته التي بدأها من قبل توليه منصبه الرئاسي، قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، نموذجاً عظيما في إعلاء قيم الوحدة الوطنية، وأعلن من قلب الكاتدرائية المرقسة بالعباسية، في يناير 2016 أثناء حضوره لقداس عيد الميلاد المجيد، عن تبرعه بمبلغ «100 ألف جنيه» لإنشاء كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية الجديدة، ليكونا أكبر دورا عبادة فى مصر، تأكيدا على إيمان الدولة المصرية وقيادتها السياسية على الوحدة الوطنية والسلام بين أبناء الشعب المصري الواحد، وترسيخا لمبدأ ونهج الحاكم في إرساء دعائم الحب والسلام ونبذ التعصب بين أبناء الوطن الواحد، وضرب مثالا يحتذى به في تعزيز الوحدة الوطنية ووحدة شعبها مسلمين ومسيحيين.

وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته التي القاها من داخل الكاتدرائية المرقسية، «كافة الكنائس التي أضيرت تم ترميمها بشكل جيد.. وعدتكم وأرجو تقبل التأخير.. لم يتبقى إلا كنيسة في المنيا وأخرى في العريش ناقص فيها اللوحات الزيتية وخلال أسبوع هتكون خلصت.. إحنا واحد وبنحبكم.. سنة سعيدة علينا كلنا إن شاء الله.. زي دلوقتي السنة اللي فاتت وعدتكم واتأخرنا عليكم شوية في ترميم الكنائس وقداسة البابا لم يتحدث معي أو يطلب مرة واحدة هذا الموضوع وهو حق له ولكم».

سيدة مسلمة تبكى أمام الكاتدرائية

بعد تفجير البطرسية بـ 9 أيام.. السيسي يحتفل بعيد الميلاد المجيد من قلب الكاتدرائية

الأخوة والسلام والحب الذي يعيش فيه الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، غلت صدور أعداء الإنسانية، وحاولوا تعكير صفو حياة المصريين وزرع فتنة بينهم، فشنوا هجوما إرهابيا في ديسمبر 2016، استهدفوا خلاله الكنيسة البطرسية بالعباسية، في عملية تفجير إرهابية خسيسة، أوغلت صدور الشعب المصري وأرقت مضاجعهم، وأسفرت عن استشهاد 30 قبطيا، وتوافد المئات من بينهم العديد من المسلمين، على مقر البطرسية لإدانة التفجير وتقديم تعازيهم والتعبير عن تضامنهم مع الضحايا من القتلى والمصابين.

التقطت عداسات «وكالة رويترز» الإخبارية العالمية، صورة الحضور الشعبي إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وكانت من بينهم صورة تظهر فيها إحدى الوافدات «المسلمات» كانت تقف أمام الكاتدرائية وتنظر إليها بتأثر وتبكي بشدة، فكان المشهد الذي أكدته «رويترز» بأن المصريين لا يفرقهم دين، فبالرغم من الصراعات الطائفية التي تشهدها دول المنطقة، نجحت مصر في التأكيد على التآخي والوحدة والسلام والحب بين شعبها.

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارا بتكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتنفيذ أعمال الترميم والبناء للكنيسة البطرسية، بأسرع وقت ممكن، حتى يحتفل الأقباط المصريين بعيد القيامة المجيد داخل كنيستهم، وحضر الرئيس الأحتفالات مع الشعب المصري في قلب الكنيسة البطرسية في يناير 2018 التي تم الانتهاء من أعمال ترميمها، وقال للشعب المصري «إيدينا في أيد بعض ضد الإرهاب.. وأعمال ترميم الكنيسة البطرسية انتهت وأرجو تقبلوا تعازينا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق