إيران تعطل تشكيل الحكومة اللبنانية والعراقية.. هل تتخطى الدولتان عقبات الملالي؟

على الرغم من مرور أِشهر عديدة على تكليف رئيسي الوزراء في لبنان والعراق بتشكيل حكومتهما، لا يزال عادل عبد المهدي رئيس الحكومة العراقية وسعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية يواجهان الكثير من العوائق التي تؤجل اكتمال شكل الحكومتين، ولكن لماذا هذا الربط الواضح بين المشهدين العربيين، ولماذا يتعطل تشكيل حكومتي البلدين في وقتًا واحد؟.

سؤال أصبح المتابع للشأئنين العراقي واللبناني مطلع على إجابتهما بكل سهولة، حيث ربط الكثير من المراقبون بين المشهد العراقي والمشهد اللبناني على خلفية تعطيل الجهات التابعة لإيران في الدولتين تشكيل الحكومتين، وذلك بطرح أفكار ومطالبات من الصعب الموافقة عليها من الجانب الآخر أو الرضوخ لها.

وكان حزب الله اللبناني يقدم على تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية بشكل واضح، معلنًا أنه لا وجود لحكومة لا يسيطر عليها إلا إذا استجيب لمطالبه، المتعلقة بانضمام وزراء في الحكومة ينتمون إليه من التيار السني، وعدم التزام بالنظام المتبع في تشكيل الحكومات السابقة، إلا وهو ترك اختيار حقائب التابعة للسنة للتيار ذاته وعدم التدخل فيها بطرح أسماء تكون مقربة منه وموالية له.

هذا الأمر يتكرر في العراق بشكل أو بآخر، فالميليشيات العراقية ممثلة في الحشد الشعبي وقادته السياسيين والعسكريين التابعون لإيران، يعرقلون تشكيل الحكومة العراقية، ويطالبون باستلام الوزارات السيادية والأمنية (الداخلية والدفاع) للسيطرة الكاملة على السلطة والحكم وتنفيذ مخططات إيران.

وكان عضو مجلس النواب عن تحالف (سائرون) الذي يتزعمه مقتدى الصدر، سلام الشمري، في وقت سابق من الشهر الماضي أشار إلى وجود ترشيحات شخصيات وصفها بالحزبية غير كفؤة لإدارة الملف الأمني، مؤكدًا في حديثته أن التأخير في اكتمال الحكومة يرجع إلى إصرار بعض الجهات السياسية على أسماء معينة متحزبة وغير كفؤة لإدارة البلاد، في إشارة إلى بعض الأسماء المطروحة من قبل كتلة البناء التابعة لإيران.

ويحاول تحالف «بناء» الذي يتزعمه المواليات لإيران هادي العامري ونوري المالكي منذ الإعلان عن تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة العراقية، أن يسيطر على الحكومة وخاصة الوزارات السيادية عبر ترشيح قيادات تابعة للحشد الشعبي،  حيث طرح اسم فالح الفياض رئيس الحشد الشعبي لوزارة الداخلية وهو الأمر الذي يرفضه تحالف سائرون  حيث غرد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كاشفًا عن أن أسباب تأخير استكمال التشكيلة الحكومية يرجع إلى ما سماه «ماكينة المحاصصة» والفاسدين.، وأكد صدر عدم رضاء سائرون بوزير دفاع أو داخلية غير مستقل، وذلك لحفظ كرامة العراق واستقلاله وعزته ولجعل العراق ذا قرار مستقل ومن داخل الحدود لا خارجها.

لبنان لا تبتعد كثيرًا عن ما يحدث في العراق ولكن الأمر أكثر وضوحًا فبعد سبعة أشهر من الخلافات السياسية بشأن توزيع الحقائب الوزارية، ما زال الوضع غامضًا، حيث انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بكل وضوح الدور الإيراني في لبنان، قائلًا: «إيران تعطل تشكيل الحكومة في لبنان، بعدما أصبحت في وضع دفاعي على مستوى منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ 40 عاما، ولهذا قررت استجماع ما يمكنها من أوراق على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مواجهة هذا الضغط الأمريكي الكبير الذي يمارس عليها».

وقال جعجع إن ما حدث مؤخرًا من تصعيد في قطاع غزة، وعرقلة الحكومة العراقية بعد تأليفها، وتعطيل تشكيل الحكومة في لبنان، يأتي في سياق هذه المواجهة الإيرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشددًا على أن شرط حزب الله التمثيل الوزاري لسُنّة 8 آذار (حلفاء حزب الله) هو عقدة مفتعلة.

من جانبه حاول الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأربعاء أن يهدأ الأوضاع قليلًا وذلك بتصريحاته التي أكد فيها على إن الجهود لحل أزمة تشكيل الحكومة في البلاد ستؤتي ثمارها خلال اليومين المقبلين.