رئيسة وزراء بريطانيا تقف على عتبة "10 دواننج ستريت" انتظاراً لنتيجة تصويت سحب الثقة
الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 03:00 م
بعد الرئيس الفرنسى ماكرون جاء الدور على تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا التى تواجه اليوم أختباراً صعباً، بعدما أعلن نواب من حزب المحافظين الذي تنتمي له ماي التوصل إلى إجراء تصويت على سحب الثقة منها، فى جلسة داخل الحزب مساء اليوم الأربعاء، وهوما يهدد بقاءها فى رئاسة الحكومة البريطانية، وبالتالى خروجها من المقر الحكومى "10 داوننج ستريت".
وأستقبت ماى، الجلسة، بإعلان تمسكها بالاتفاق الموقع مع القادة الأوروبيين بشأن الإنسحاب البريطانى من الاتحاد الاوربى، وحذرت من خطر الانقسام في حال عدم التصويت على اتفاق بريكست، وقالت "أي تغيير في القيادة يعني تأجيل أو إلغاء اتفاق بريكست، الشعب يريد منا أن نمضي قدما في اتفاق بريكست"، وهى التهديدات التى ردت عليها المعارضة ممثلة فى حزب العمال البريطاني بقوله إن ضعف رئيسة الوزراء يهدد أداء الحكومة في هذا الوقت الحرج.
وقال جراهام برادي، رئيس ما يعرف باسم لجنة 1922 في حزب المحافظين، تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع، الذى سيجرى داخل مجلس العموم فى السادسة مساء اليوم بتوقيت لندن، على أن يتم إعلان النتائج في أقرب وقت ممكن.
كانت الحكومة البريطانية قد أجلت مساء الاثنين الماضى تصويت البرلمان على الاتفاق الموقع مع القادة الأوروبيين بشأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ووالتقت ، تيريزا ماي، مع مسئولي المفوضية الأوروبية مساء أمس الثلاثاء.
من جانبه استبعد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أي إعادة تفاوض بشأن اتفاق الانفصال مع بريطانيا، لكنه قال إنه لا يزال بالإمكان توضيح عناصر الاتفاق، وقال "لا يوجد أي مجال على الإطلاق لإعادة التفاوض" على اتفاق الانفصال، لكنه أضاف أنه "إذا ما استخدم الأمر بذكاء، فهناك مجال كاف لإعطاء مزيد من التوضيح والتفسيرات الأخرى دون فتح اتفاقية الانسحاب"، مؤكداً أن "الاتفاق الذي حققناه هو أفضل اتفاق ممكن. إنه الاتفاق الوحيد الممكن".
وإذا فازت ماي في التصويت الذى سيجرى مساء اليوم فلن يستطيع أحد تحديها على منصبها قبل أقل من عام، وإن لم تفز في التصويت فستكون هناك منافسة على قيادة حزب المحافظين، لا تستطيع رئيسة الوزراء المشاركة فيها، وهناك خيار آخر، وهو إذا فازت ماي بعدد قليل من الأصوات، فإنها قد تقرر التنحي عن قيادة الحزب، ونظرا لأن حزب المحافظين هو أكبر حزب في البرلمان، فإن من يتولى قيادته يتوقع أن يكون رئيسا للوزراء، وإذا أطيح بتيريزا ماي من قيادة الحزب، فإنه يتوقع بقاؤها في منصبها رئيسة للوزراء حتى ينتخب زعيم جديد للحزب، خلال عملية يمكن أن تستغرق ستة أسابيع.
وفى فرنسا لازال الرئيس مانويل ماكرون فى موقف لا يحسد عليه، بعد تأكيد منظمى تظاهرات "السترات الصفراء" تجديد التظاهرات الأحد المقبل، وزادت الأزمة حدة بعد مقتل ثلاثة أشخاص وأصابة 12 آخرين في إطلاق نار مساء أمس بمدينة ستراسبورج شرقي فرنسا، وقالت الشرطة أن مرتكب الحادث ما زال طليقا، موضحة إن المشتبه به معروف لدى الأجهزة الأمنية وهو شاب يبلغ من العمر 29 عاما وولد في ستراسبورج.
وأعلنت باريس رفع حالة التأهب الأمني بعد الهجوم، وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير الذي وصل المدينة في صباح اليوم الاربعاء أن "الحكومة رفعت مستوى التأهب إلى مستوى "الهجوم الطارئ" مع تنفيذ إجراءات معززة لمراقبة الحدود وتشديد الرقابة على جميع أسواق عيد الميلاد في فرنسا لتجنب خطر الهجمات المماثلة"، موضحاً إن المهاجم "قاوم قواتنا الأمنية مرتين"، مشيرا إلى أن 350 من عناصر الأمن يتعقبون المسلح الذي لاذ بالفرار من مكان الحادث.