وسط مخاوف من تراكم المخزون.. هل تصعد أسعار النفط بعد قرار "أوبك" بخفض الإنتاج؟

 بعد اجتماع الدول الأعضاء في منظمة أوبك، يوم الخميس الماضي ، لمناقشة مستقبل الأسعار وقوى العرض والطلب في الأسواق ومصير اتفاق خفض الإنتاج،  حيث جاء هذا الاجتماع وسط مخاوف من تراكم مخزون النفط، وحدوث لدى الدول الصناعية الكبرى وبالتالي تراجع الطلب في السوق و كذلك الأسعار والتى شهدت هبوطا متسارعا وصل إلى فقدان أسعار النفط  31٪ مع بداية شهر أكتوبر الماضى.

كما شهدت أسعار الخام الأمريكي انخفاضا بنسبة 22٪  خلال شهر نوفمبر الماضي،  مسجلا أسوأ انخفاض له منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

الرياض نجحت فى تحدى واشنطن فيما يتعلق بمسألة إنتاج النفط

جاءت تأكيدات رئيسة الإستراتيجية العالمية للسلع فى "آر بى سى كابيتال ماركتس" هيليما كروفت، أن الرياض نجحت فى تحدى واشنطن فيما يتعلق بمسألة إنتاج النفط، وأنها فضلت تخفيض الإنتاج خلال الشهرين المقبلين من أجل ضبط أسعار النفط ، مضيفة أن المملكة العربية السعودية  أقنعت العشرات من منتجى النفط بخفض الإنتاج، إذ وافقت منظمة أوبك وروسيا والعديد من منتجي النفط الآخرين على تقليص الإنتاج بحجم 1.2 مليون برميل يوميا بداية من شهر يناير  المقبل ، وذلك برغم دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الإنتاج.

ارتفاع أسعار النفط  بنحو 1%

وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ، اليوم الأربعاء  60.20 دولار للبرميل ،كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 51.65 دولار للبرميل، وبالتالى شهدت أسعار النفط ارتفاعا بنحو 1%، ، مع تعافي سوق الأسهم وبفضل توقعات بأن تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة الأوبك في عام 2019 ستحقق استقرارا في التوازن بين العرض والطلب ليعوض أسعار النفط بعض الخسائر التى شهدتها اسعار النفط خلال الفترة الماضية ، وايضا سيحدث ذلك مع تلقى  الدعم من ارتفاع محدود في الأسهم العالمية وتراجع طفيف للدولار وتعطل غير متوقع لإمدادات فى ليبيا العضو في أوبك.

انخفاض الأسهم العالمية بأكثر من 5% منذ بداية الشهر الجاري

وانخفضت الأسهم العالمية بأكثر من 5% منذ بداية الشهر الجاري بفعل ضغوط ناجمة عن المخاوف من تأثير النزاع التجاري الأمريكي مع الصين على النمو الاقتصادي حيث كان الدولار، الذي ارتفع 5% منذ بداية 2018 بفضل صعود أسعار الفائدة الأمريكية، عاملا معاكسا للنفط أيضا وغيره من السلع الأولية المُستخدمة فى الصناعة، والتي عادة ما تستفيد من انخفاض العملة الأمريكية.

تلقت أسعار النفط بعض الدعم من توقف إنتاج في ليبيا،

كما تلقت أسعار النفط بعض الدعم من توقف إنتاج في ليبيا، حيث أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة يوم الإثنين فى الصادرات من حقل الشرارة النفطي، أكبر حقل نفطي في ليبيا ، بعد أن سيطرت مجموعة مسلحة على الحقل حيث قالت المؤسسة إن الإغلاق سيتسبب فى خسائر فى الإنتاج تُقدر بحوالى 315 ألف برميل يوميا، وخسارة إضافية قدرها 73 ألف برميل يوميا في حقل الفيل النفطي.