من المتحكم في سعر برميل النفط.. "أوبك" أم ترامب؟
الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 04:00 ص
مع بداية شهر أكتوبر الماضي انخفضت أسعار النفط العالمية بنحو 31٪، كما شهدت أسعار الخام الأمريكي انخفاضا بنسبة 22٪ خلال شهر نوفمبر الماضي، مسجلا أسوأ انخفاض له منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 ،وقبل أيام قليلة اجتمع وزراء الطاقة في دول "أوبك" ودول أخرى غير أعضاء منتجة للنفط ويأتى على رأسها روسيا في فيينا وتم التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج، بداية من يناير المقبل .
منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك " الأداة الأساسية والتي تتحكم بمستويات الإنتاج
وتمتلك منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك " الأداة الأساسية والتي تتحكم بمستويات الإنتاج وذلك من خلال خفض الإنتاج فى حال ما إذا كانت تريد رفع أسعار النفط في الأسواق العالمية أو زيادة حجم الإنتاج في حال ما إذا كانت تريد رفع أسعار النفط في الأسواق العالمية ، وفى الفترة الأخيرة بدء الرئيس الأمريكي دونلد ترامب في إرسال مجموعه من"التويتات " إلى منظمة الأوبك من أجل دفع للتخلي عن سياستها بوضع سقف لخفض إنتاج النفط، والعمل على خفض أسعار النفط والتي أنخفض بالفعل ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة والسؤال الذى يطرح نفسه هنا تزال "الأوبك "تتمتع بكل النفوذ والتحكم فى الأسواق برفع أو خفض سعر النفط ؟ وكذلك ما هى الآليات الجديدة التي تسعي إليها للحفاظ علي السعر وضبط الأسواق ؟وهل تقبل منظمة الأوبك فكرة احتكار سعر برميل النفط من جانب الولايات المتحدة ؟.
سياسة احتكار سعر النفط
في البداية قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعد رفضها لسياسة احتكار سعر النفط منذ عام 1974 ، تأتى اليوم بأفكار احتكار أسعار النفط بما لديها من خطط لتكسير الاقتصاديات العربية وذلك حيث أن سعيها لاقتناص سعر النفط ليس في مصلحة الدولة الأمريكية لافتا أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مجموعه جديدة من الآليات والتي تمكنها من التحكم في أسعار النفط ومنها أنها خارج منظمة الأوبك وكذلك زيادة حجم الإنتاج من النفط بكثافات عالية وصلت حاليا إلى 12 مليون برميل يوميا كما أنها تسعي في خلال الشهور القليلة القادمة أي بداية من الربع الأول من 2019 عام في زيادة حجم إنتاجها من النفط إلى 14.5 مليون برميل نفط يوميا .
آليات الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمكنها من التحكم في أسعار النفط
وأضاف الدكتور جمال القليوبي أنه ضمن آليات الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمكنها من التحكم في أسعار النفط هو المخزون الاستراتيجي لها والذي يعتمد اعتماد مباشر على استخدامه في حالة الطوارئ ولكن بداية من عام 2014 وبقرار من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في بيع المخزون وخفض الأسعار وزيادة التخمة من المعروض .
اللغة الأمريكية في السابق كانت تعتمد على المفاوضات مع المملكة العربية السعودية
وتابع أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أن اللغة الأمريكية في السابق كانت تعتمد علي المفاوضات مع المملكة العربية السعودية حيث أنه كان التوجه منذ استخدام اتفاق "البترودولار" وذلك منذ عام 1974 مع الأخذ في الاعتبار مصالح المملكة العربية السعودية ولكن بدأت الآليات من استخدام الدبلوماسيات إلى نظرية التهديد المباشر والتي بدأت في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبدء في إرسال "التويتات" المباشرة إلى منظمة "الأوبك " لافتا أن المتحكم في أسعار النفط هي الولايات المتحدة الأمريكية .
المتحكم في أسعار النفط هي الولايات المتحدة الأمريكية
وأضاف الدكتور جمال القليوبي، أن المتحكم في أسعار النفط هي الولايات المتحدة الأمريكية، و بالتالي أصبح التوجه الأمريكي لا يحقق منفعة لمنظمة "الأوبك "ويعطى تأثير سلبي علي الاقتصاديات العربية وخاصة أنها تعلم جيد أن العالم العربي يعتمد على 97 % من كل الدخل القومي له من بيع النفط المباشر لافتا أن بيع النفط المباشر سياسية الولايات المتحدة فى التعامل المباشر مع الاقتصاديات التي تتعامل مع النفط يوم بيوم في مجمل دخلها القومي وبالتالي عدم استقرار أسعار النفط وجعل هذه الاقتصاديات في مهب الريح ، كما أثرت تلك السياسات علي الدول الغير "اوبيكيه" مثل روسيا ،والذي كان يعتمد اقتصادها بنسبة 87 % علي بيع النفط.
اتفاق "أوبك "لخفض الأنتاج
وذكر أنه بعد اتفاق أوبك يوم الجمعة الماضية على خفض الإنتاج من أجل ضبط أسعار النفط لم يكن هناك رد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وذلك حتى الوقت الحالي وهو ما يعنى أن هناك صفقة تفاوض لم يتم الإعلان عنها حتى الآن .