كل ما تريد معرفته عن احتفالية مئوية ثورة 1919: يوم ألغى المصريون الحماية البريطانية على مصر
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 11:00 ص
كشف الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس حزب الوفد والمتحدث الرسمي باسمه، تفاصيل فعاليات احتفالية مئوية حزب الوفد، التي تتزامن أيضا مع ذكرى ثورة 1919.
وقال الهضيبي، إن الفعاليات ستكون مستمرة على مدار 3 أشهر بداية من يناير المقبل حتى شهر مارس من العام المقبل، والتي ستشهد أكبر احتفالية يشهدها حزب الوفد، وستكون بمناسبة مئوية الحزب وذكرى ثورة 1919.
وأضاف نائب رئيس الوفد، في تصريحات صحفية في وقت سابق الإثنين، أن الاحتفالات تشهد إقامة مؤتمرات في 5 محافظات، ودعوة كبرى جامعات الدول الأوروبية لزيارة الجامعات المصرية، بالإضافة إلى تنظيم دورة رياضية يشارك فيها كبار الرياضيين باسم حزب الوفد، وتنظيم ماراثون بتي شيرت باسم ثورة 1919 بمشاركة كل قيادات الوفد.
وتابع: الاحتفالية الكبرى، التي ستكون يوم 9 مارس المقبل سيوجه دعوة لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان والوزراء ورؤساء الأحزاب وغيرهم من قيادات الدولة، وقيادات الدول الأفريقية وعدد كبير من الدول العربية، وستكون احتفالية ضخمة وكبرى لم يشهدها أي حزب في مصر.
وثورة 1919 كانت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد.
بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.
كان لتأليف الوفد المصري المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام، لمناقشة القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء، أثره الكبير كمقدمة أدت إلى اشتعال الثورة. فقد اعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد ونفيهم إلى جزيرة مالطا، الأمر الذي أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919.
وانطلقت تظاهرات في العديد من المدن والأقاليم المصرية وكانت القاهرة والإسكندرية وطنطا من أكثر تلك المدن اضطرابًا، الأمر الذي أدى السلطات البريطانية إلى الإفراج عن سعد زغلول وزملائه، والسماح لهم بالسفر لباريس. وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.
وأوفدت لجنة «ملنر»، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات. وصلت اللجنة، في 7 ديسمبر وغادرت في 6 مارس 1920. دعا اللورد «ملنر» الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات.
استؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدمت لجنة «ملنر» مشروعاً آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري. قابل الوفد اللورد «ملنر» وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض «ملنر» المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، دون أي نتيجة.
ودعت بريطانيا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة مرضية مع مصر غير الحماية، فمضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات، ولم تنجح المفاوضات بعض رفضها لمشروع المُعاهدة، فنشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين دعاهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه، ونفي بعد ذلك إلى سيشيل.
وحققت الثورة مطالبها، ففي 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914. وفي 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية. لم تستطع الثورة تحقيق الاستقلال التام، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.