«إعلام أردوغان يلهيك واللي فيه يقوله عليك».. تركيا تدعم الفوضى في فرنسا بدعوى الديمقراطية
الإثنين، 10 ديسمبر 2018 11:00 ص
توقفت أنفاس العالم، المتابع للأحداث الجارية في العاصمة الفرنسية باريس، خاصة مع تفاقم تظاهرات «أصحاب السترات الصفراء»، الذين خرجوا منذ 4 أسابيع، احتجاجا على قرار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، برفع أسعار الضرائب على المحروقات.
وتنتظر حكومات الدول ما ستسفر عنه هذه المظاهرات التي تحولت مؤخرًا إلى أعمال عنف وسلب ونهب للمحال والممتلكات العامة في صورة قد تبدو غير مألوفة كثيرًا للمواطن الأوروبي، إلا أن تركيا كانت الدولة الأسرع في استباق ردود الأفعال الدولية.
وقدمت وسائل الإعلام في أنقرة تحليلات غلبت عليها عدم الحيادية، لاسيما وقد تعمدت تركيا فرض حالة تعتيم إعلامي على المشهد أثناء مسرحية «الانقلاب التركي» في 2016، واعتمدت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية على الصحف والقنوات الرسمية التابعة للرئيس التركي، والتي اتسمت بعدم الشفافية وغياب الحيادية.
انقلاب تركيا
سارعت تركيا، بإرسال مراسليها الصحفيين، لتغطية الأحداث الجارية في مظاهرات «أصحاب السترات الصفراء»، مما كان سببا في هجوم أحد الأتراك، والذي صادف مشاركته في أعمال العنف الدائرة في باريس، على مراسل التلفزيون التركي الرسمي «تي ار تي TRT» خلال تغطية الاحتجاجات، ووجه المواطن التركي انتقادًا لاذعا لتلفزيون بلاده، قائلا: «التلفزيون التركي الذي لا ينشر أنباء على وفيات العمال ولا يتناول أي تظاهرات في بلاده، يبث أنباء فرنسا!.. ماكرون سيرحل وأردوغان سيرحل وكذلك أنتم».
المواطن التركى فى مظاهرات السترات الصفراء
وظهر المواطن التركي، منفعلا بشدة خلال مقطع فيديو صوره بهاتفه المحمول، يهاجم مراسل التلفزيون الرسمي التركي، التابع لنظام أردوغان، بعبارات عنيفة ودفعه للابتعاد عن موقع الأحداث، رافضًا أن يغطي تليفزيون بلاده لأي من أحداث فرنسا، وقال: «انظروا إلى التلفزيون التركي.. جاء لتغطية الاحتجاجات في فرنسا.. بينما يتجنبون تغطية أدنى عملية احتجاجية على الأراضي التركية ولا يسلطون الضوء على الظلم الممارس في تركيا.. سيرحل كل من اردوغان وماكرون».
افتتضاح أمر إعلام أردوغان، على أيدي المواطن التركي، أجبر قناة « TRT»، على تبرير الهجوم عليه، ونشر تعليق رسمي عبر تغريدة على موقع تويتر، اتهم خلالها المواطن التركي المعتدي على طاقم القناة بأنه مساند لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي.
مواطن تركي مشارك في #احتجاجات_فرنسا محتجا على مراسل #التلفزيون_التركي TRT:
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) ٨ ديسمبر ٢٠١٨
"انظروا إلى التلفزيون التركي.. لقد جاء لتغطية الاحتجاجات في #فرنسا بينما يتجنبون تغطية أدنى عملية احتجاجية على الأراضي التركية ولا يسلطون الضوء على الظلم الممارس في #تركيا"
"سيرحل كل من أردوغان وماكرون" pic.twitter.com/iQgcFDvR3n
ويبدو أن الرئيس التركي رجب أردوغان، يسير بالمثل الشعبي القائل «كلم... تلهيك واللي فيها تقوله عليك»، وعلق على مظاهرات السترات الصفراء بـ«الرسوب في الديمقراطية»، ناسيًا أن دول القارة العجوز ترفض انضمامه للاتحاد الأوروبي بسبب سياسته القمعية التي فرضها على بلاده، منذ توليه منصبه الرئاسة، وتماديه في فرض الدكتاتورية وتصفيه معارضيه في أنقرة، متعللا بمسرحية «الإنقلاب» الفاشلة التي وقعت في 2016، والتي أعطى لنفسه بموجبها كافة الصلحيات الفاشية ضد الجيش التركي والتنكيل بالمعارضة وغلق الصحف والمواقع والقنوات الإعلامية الغير مواليه له، بالإضافة إلى حملات الاعتقال الواسعة التي يشنها بحق الإعلاميين والكتاب والصحفيين والسياسيين الغير تابعين له ولحزبه الحاكم، العدالة والتنمية.
مسرحية الانقلاب فى تركيا
قارن رجب أردوغان، بين الأحداث الدائرة في باريس، واحتجاجات منتزه ميدان تقسيم التركي، في مايو 2013، التي قادها ناشطون بيئيون ضد إزالة أشجار ميدان تقسيم وإعادة إنشاء «ثكنة عسكرية عثمانية» كانت قد هدمت في 1940، وتطورت الاحتجاجات إلى أعمال شغب بعد مهاجمة قوات الشرطة على المحتجين، مما كان سببًا في اتساع الاحتجاجات لتشمل مظاهرات في إسطنبول وأنقرة وإزمير وعدد أخر من المدن التركية الهامة، أسفرت عن سقوط مئات المتظاهرين بعد استخدام قوات الشرطة التركية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، واعتقال 939 شخصا أخر من المشاركين في المظاهرات.
وتجمّع مئات الأتراك أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل للتنديد بحكومة أردوغان، ونظم الأتراك مسيرات تضامنية بعدة مدن في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ونيويورك بالولايات.
تعامل الشرطة التركية مع احتجاجات جزي
وقال أردوغان، منتقدًا تدخل قوات الشرطة الفرنسية بعنف ضد متظاهري السترات الصفراء، قائلًا: «نحن ضد مظاهر الفوضى التي تسبب فيها المتظاهرون، وفي الوقت نفسه ضد العنف المتصاعد ضدهم من قبل قوات الأمن، إلا أن مجمل المشهد يظهر أن أوروبا رسبت في الديمقراطية وحقوق الإنسان، ونرفض ما نراه من تجاوزات بحق المتظاهريين السلميين، فمن يقول أن شرطتنا قامت بالتعامل العنيف مع المتظاهرين في أحداث جزي، فلينظروا الآن إلى شرطتهم ماذا تفعل.. إن شرطتنا منصفة إذا قورنت بشرطتهم».