الماكيت المعمارى وغيره سوف يتصدر المشهد فى المعرض السنوى الذى ينظمه المتحف فى الفترة بين يومى 8 ديسمبر و6 يناير المقبل، حيث سيتم عرض مجموعة من المبانى التى صممها مهندسون معماريون ومصممين متخصصين فى مجال المبانى، والذين تم تكليفهم بتصميم مدن جديدة تكون صديقة للبيئة فى المستقبل.
يقول المهندس البريطانى روبرت نولان، فى تصريحات أبرزتها وكالة "رويترز" فى نسختها الإنجليزية، إنه فى الوقت الذى يعتقد فيه البعض أن الأمر يبدو مجنونا، إلا أن التصميمات المعروضة فى المتحف البريطانى ليست بعيدة عما هو فى خيالنا، ونسعى لتحقيقه لإنجاز العمل المكلفون به.
وتابع "إذا استطعت أن تستمتع بالعمل المعمارى باستخدام الجنزبيل، فإنه يمكن أن يخلق داخلك أفكارا أخرى يمكن تحقيقها فى الواقع.. الحقيقة لا تبعد كثيرا عما صنعناه كما أن التصميم فى ذاته يبدو أمرا ممتعا للغاية."
ومن المفارقات التى يمكن ملاحظتها عند الإطلاع على صور المدينة الجديدة، هى وجود علم الاتحاد الأوروبى فى أحد الجنبات، وهو ما يعكس ربما موقف المصممين الرافض للخطوات التى تتخذها الحكومة البريطانية فى الوقت الراهن للخروج من الكيان المشترك، خاصة بعد المصادقة الأوروبية على اتفاق "بريكست" قبل عدة أيام.
المدينة الخيالية تحتوى على أكثر من 60 مبنى، كما يتواجد بها تلفريك مصنوع من "العرق سوس"، بينما تبقى ممرات الدراجات ومسارات المشاة مصنوعة من السكر.
ولم ينسى المصممون فى مدينتهم تخصيص أماكن للمشردين، يتمتع بتقنيات خاصة جدا، وإمكانيات تبدو رائعة، لا تبدو بعيدة عن كونها من الممكن تطبيقها فى الواقع، حيث أنها يمكنها حماية هؤلاء الأشخاص الذين لا مكان لهم من برودة الجو فى ليالى الشتاء، خاصة فى موسم أعياد الميلاد "الكريسماس" والتى تتسم ببرودتها القارصة.
يقول المهندس جوناثان هارفى إن هؤلاء الأشخاص الذين غالبا ما ينساهم المسؤولون الحكوميون وربما الغالبية العظمى من العاملين فى حقل البناء، لم يتم نسيانهم من قبل مصممى المدينة الخيالية، وهو الأمر الذى ربما يطرح أمالا جديدة فى أن الواقع ربما يتسق يوما ما مع الخيال فيما يتعلق بحقوق هؤلاء المواطنين.
ولعل الحديث عن مدن صديقة للبيئة ليس بالأمر الجديد تماما، حيث يبقى امتدادا للسياسات التى تتبناها العديد من الدول فى الوقت الراهن، مع التفاقم الكبير فى ظاهرة التغير المناخى، وهو الأمر الذى دفع قطاع كبير من الحكومات لتبنى سياسات تتواءم مع الإلتزامات التى حملتها الدول على عاتقها لتقليل انبعاثات الكربون لديها.
وتمثل تجربة المدن الخضراء التى تبنتها العديد من دول العالم بادرة فى اعتمادها الكلى على الطاقة المتجددة، كما أنها فى الوقت نفسه تمثل فرصة استثمارية رائدة، فى ظل عدم استهلاكها لمصادر الطاقة التقليدية، وهو ما يمنحها صفة الاستمرارية وعدم الاندثار على غرار العديد من المدن الصناعية التى انتعشت فى حقبة من الزمن ولكنها انتهت تماما مع نهاية عصر البخار.