بعد تخزينها 113 عاما.. المتحف المصري يعرض بردية تضم 40 تعوذة من كتاب الموتى
الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 12:00 م
خلال الاحتفال بمرور 116 عامًا على إنشاء المتحف المصرى، وإعادة سيناريو العرض بالجناح الشرقى للمتحف، استوقفتنا بردية تخرج لأول مرة للنور منذ اكتشافها منذ 113 عامًا، وهى قطعة متميزة يبلغ. قبل 113 سنة دخلت بردية مخزن المتحف المصرى، وخرجت للعلن مؤخرا لكنها مقطعة إلى 34 ورقة وليست كما كانت طولها 20 مترا.
وظهرت البردية خلال الاحتفال بمرور 116 عامًا على إنشاء المتحف المصرى، وإعادة سيناريو العرض بالجناح الشرقى له حيث برقت هذه البردية المميزة التى استطاع أطباء الحضارة المصرية إعادتها لحالتها الولى لتعرض أمام زوار المتحف بميدان التحرير.
وتؤكد البردية مقولة الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، بأن المتحف يحمل الكثير من الكنوز ولن يموت بعد نقل مقتنيات الملك الفرعونى توت عنخ آمون للمتحف الكبير.
عيد مرتاح، أخصائى ترميم آثار بإدارة ترميم المتحف المصرى، قال: بردية يويا معروضة الآن ولأول مرة منذ اكتشافها فى المتحف المصرى، تحمل رقم CG 51189 - JE 9583، مكتوبة باللغة الهيروغليفية المبسطة، عثر عليها غالبا فى ممر المقبرة، وكانت مكتملة حالتها الجيدة، ويقارب طولها 20 مترا ، تم تقطيعها بعد الاكتشاف إلى 35 ورقة وتثبيتها على ورق كرتون الشائع استخدامه وقتها.
وأوضح مرتاح أن البردية تميزت بالرسوم المصورة، وتجسدت روعتها فى دقتها وتعدد ألوانها وعنايتها بالتفاصيل، شأن البرديات التى تنتمى الى ما يعرف بـ"النسخة الطيبية".
وتابع: تتضمن بردية "يويا" 40 تعويذة من "كتاب الموتى"، وظلت داخل دواليب التخزين بالمتحف، محتفظة بألوانها وحالتها الجيدة جدًا حتى تقرر ترميمها وعرضها لأول مرة ضمن مقتنيات يويا وتويا فى احتفالية المتحف بعيده الـ116.
وشرح عيد خطوات ترميم البردية فقال: تم سحبها من مكان تخزينها إلى معمل البردى بمعرفة مدير عام ترميم المتحف المصرى مؤمن عثمان، والزهراء سيف أمين الآثار المسئول عن آثار يويا وتويا ثم تشكل فريق العمل لبدء توثيق وفحص البردية، باستخدام التصوير الفوتوغرافى عالى الجودة والميكروسكوب الضوئى كما تم فحص حالة الألوان التى ظهرت فى غاية الروعة والإبداع لاختبار مدى حساسيتها ضد المحاليل التى سيتم استخدامها فى عمليات الترميم، لاختيار أنسب طرق التدخل.
وأشار مرتاح إلى أن البردية تم اكتشافها على شكل لفافة ممتدة بطول 20 متراً تقريباً، وتم فردها وتقسيمها لـ 35 جزءًا مع استخدام الكرتون السميك الملون باللون الأزرق حامل لأجزاء البردية، وكان هذا الكرتون من النوع الشائع الاستخدام فى نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، والذى يتكون من طبقات أو صفائح رقيقة مضغوطة، عند تحليله للوقوف على مستوى الحمضية الموجودة به وجدت نسبة الحمضية عالية، كما كان يحتوى أيضا على نسبة عالية من النشا، ولذلك يرجح استخدام النشا كلاصق للصق البردية مع حامل الكرتون القديم، كما أن اللون الأزرق الموجود بالطبقة السطحية حساس جدا للكحول، وسمك طبقة الكرتون 3.2 ملم.
وانتهت عملية تقييم حالة البردية باختزال سمك طبقة حامل الكرتون القديم إلى أدنى مستوى يمكن الوصول إليه من الخلف ثم معالجة الكرتون من الخلف باستخدام محلول معادل للحمضية "بربونات الكالسيوم المذاب فى الإيثانول".