روسيا تلمح إلى دور أمريكي مشبوه.. هل تؤسس واشنطن كيانات موازية في سوريا؟
الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 02:00 ص
في وقت تشهد فيها سوريا الكثير من الانتصارات والتقدمات التي يحرزها الجيش السوري مقابل خسائر تجنيها التنظيمات المتطرفة والمشددة خاصة في الشمال، بدأت تظهر خطط عدائية لمواجهة هذا التقدم أو إحداث توازن على المستوى العسكري على الأرض، وذلك عبر إنشاء كيانات موازية على الأراضي السورية.
وعلقت الرئاسة الروسية على هذه الخطط، مؤكدة عبر المتحدث باسمها دميتري بيسكوف الإثنين أن موسكو تدين الخطوات التي من ِشأنها أن تؤدي إلى ظهور كيانات موازية في سوريا وذلك لعدم زعزعة استقرار المنطقة.
وقال بيسكوف - خلال لقائه مع طلبة معهد موسكو للعلاقات الدولية وفقا لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية - نحن لا نؤيد على الإطلاق الخطوات التى من شأنها أن تؤدى إلى إنشاء كيانات موازية على أراضى سوريا، لأنه من شأنها أن تؤدى إلى انتهاك وحدة أراضى سوريا، مضيفًا أن مثل هذه الأعمال ستؤدى إلى زعزعة شاملة للاستقرار فى المنطقة.
وبشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح فى إدلب، قال بيسكوف إن الأمور تسير بصعوبة أكبر مما كان متوقعا، فيما أعربت موسكو عن قلقها أكثر من مرة إزاء الحضور الأمريكى بشمال سوريا، متهمة واشنطن بإنشاء "أجهزة سلطة موازية" فى المنطقة.
في سياق آخر، كشفت اتهامات روسيا لتركيا بعدم الالتزام بالاتفاقيات التى تمت توقعيها بين الجانبين عن وجود خلاف بين موسكو وانقرة في الملف السوري ، حيث كانت آخر هذه الاتفاقيات الفاشلة، اتفاق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان فى سوتشى، والمعروف بـ"اتفاق إدلب"، والذى ينص على تفكيك الميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة، ونزع أسلحتها، مقابل عدم قيام الجيش السورى وحلفائه الروس بأى هجوم على المنطقة التى تتواجد بها تلك الفصائل، إلا أن تلك الاتفاقيات لا تؤدي إلى الثقة الكاملة بين الجانبين.
جاء اتهام الرئيس الروسي فلادمين بوتين لتركيا مؤخرًا بالفشل في حل أزمة إدلب السورية ليكون نقطة فارقة ليس فقط فى مستقبل الدور التركى فى سوريا، وإنما أيضا في العلاقات التركية الروسية فى المرحلة المقبلة، الأمر الذي يكشف عدم الثقة في أنقرة كحليف مهم لروسيا في الملف السوري رغم توقيع العديد من الاتفاقيات بشأنه بين الدول الضامنة.
وقال بوتين بحسب ما نقلته روسيا اليوم إن تركيا لم تنجح فى حل أزمة إدلب السورية، معربا عن قلق موسكو من الوضع فى إدلب، التى تسيطر عليها عناصر من المعارضة السورية، معربًا رغم اتهام تركيا بالفشل عن تفاؤله بشأن نجاح الجهود التى تبذلها الدول الضامنة لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب السورية.
وجاء ذلك بعد أيام من إعلان الكرملين الروسي أن الرئيس بوتين أكد لنظيره التركى رجب طيب أردوغان على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر نشاطا لضمان تطبيق الاتفاق حول إدلب السورية المبرم بين روسيا وتركيا، وهو الاتفاق الذي تم الإعلان عنه فى 17 سبتمبر الماضى عقب لقائهما فى سوتشى ، لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين أراضى سيطرة الحكومة السورية والمعارضة المسلحة فى إدلب ويقضى بانفصال التشكيلات "المعتدلة" عن "الإرهابيين"، الأمر الذى لم يتم بعد، حسب ما أكدته مرارا السلطات الروسية.
وأثار الهجوم الأخير لروسيا على تركيا الشكوك حول احتمالات تخاذل تركيا بشأن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع روسيا وهو أمر يطرح سؤالًا هل هناك تواطؤ تركي في الملف السوري لاسيما بالتنسيق مع التنظيمات التي تعتبرها روسيا وسوريا تنظيمات إرهابية، فما أصدرته الحكومة السورية من تصريحات رسمية تشير فيها إلى ضلوع جبهة النصرة، المدعومة من أنقرة، بالتورط فى هجوم كيمائي آخير في سوريا، يوضح عدم التزام تركيا باي اتفاقيات سابقة مع روسيا وهو ما أدى إلى تهديد بوتين بانهيار اتفاق إدلب، والذى كان يحتفظ بدور ضئيل لأنقرة.