انقذوا أجمل بلاد العالم.. باريس لم تعد مدينة النور بسبب السترات الصفراء (صور)
الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 01:00 م
امتدت الاحتجاجات في الداخل الفرنسي إلى حالة من العنف غير المسبوق، الأمر الذي وضع حكومة باريس في تحدي كبير، فالأمر لم يعد يقتصر على الاشتباكات بل وصل إلى تشويه المشهد الجمالي لباريس.
حملة التشويه التى تبناها المتظاهرون الفرنسيون تجاوزت الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته، فى انعكاس صريح لرغبة المتظاهرين فى طمس التاريخ، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى استهداف قوس النصر فى قلب العاصمة الفرنسية، أحد أبرز معالمها.
قوس النصر بناه القائد التاريخى نابليون بونابرت لتخليد انتصارات الجيش الفرنسى، حيث بلغت تكلفة الأضرار الجسيمة التى لحقت به أكثر من مليون يورو، بحسب ما ذكر مركز الأثار الفرنسية.
وفي الوقت الذى رفع فيه نشطاء السترات الصفراء شعارات الحرية والعدالة والإصلاح لحشد آلاف المواطنين فى الشوارع والميادين، يتحركون نحو تحقيق أجندات أخرى تهدف فى حقيقتها ليس فقط إلى إضعاف الدولة وتقويض أجهزتها الأمنية، وإنما أيضا إلى تشويه تاريخها إلى جانب تدمير حاضرها ومستقبلها.
تشابه نشاط أصحاب السترات الصفراء مع نشاط متظاهري الربيع العربي، في استهداف المشهد الجمالي للمدن والمعالم التاريخية، عبر كتابة الشعارات المناوئة للحكومة على جدران الشوارع، ورسم صور «الجرافيتى»، بالإضافة إلى التظاهر أمام الجمعية الوطنية الفرنسية «البرلمان الفرنسى»، وهو ما يعكس خطورة الوضع الراهن فى باريس، والذى قد يمتد إلى عواصم أخرى فى أوروبا.
ما يحدث في فرنسا تجلت فيه نظرية المؤامرة، ففي الوقت الذى تواجه فيه الحكومة الفرنسية تحديات كبيرة فى ظل الصراع السياسى مع اليمين المتطرف، فهناك تحديات دولية غير مسبوقة، فى ظل الموقف الأمريكى الجديد، المناوء للنهج الفرنسى الذى يتبناه ماكرون.
فالدعم الأمريكى لليمين المتطرف فى أوروبا، ليس بالأمر الجيد، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى لقاءات جمعت بين مقربين من الرئيس الأمريكى مع زعماء التيارات اليمينية فى مختلف أنحاء القارة.
الأمر لم يعد يرتبط بمجرد إجراءات قد يتخذها الرئيس الفرنسى لاحتواء الغضب فى الداخل، لأن الهدف وراء الاحتجاجات العنيفة ليس مجرد التراجع عن قرارات بعينها أو السير فى مسار مختلف، ولكن يبقى استهداف الدولة ومؤسساتها هو الهدف الرئيسى فى المرحلة الراهنة.
كذلك تسير الاحتجاجات في مسار الانتقال بالمسار الفوضوى نفسه إلى دول أخرى فى القارة العجوز بنفس الطريقة، وبالتالى فيبقى التعامل الحاسم مع الأوضاع هو السبيل لتحقيق هذا الهدف، وهو الأمر الذى أدركته الحكومة الفرنسية بإعلانها عن نيتها فرض حالة الطوارئ.
ويمثل الحديث الذى تتبناه حركة السترات الصفراء، والتى أكدت عزمها تنظيم احتجاجات مماثلة فى بروكسيل وبرلين ولندن، انعكاسا صريحا لخطة ممتدة لاستهداف الأنظمة القائمة فى أوروبا وإعادة هيكلتها فى المرحلة الراهنة لتتحول القارة بأسرها نحو اليمين، وهو الأمر الذى يحقق مصلحة أمريكية بالأساس.