في فرنسا تزداد الأوضاع سوءا، حيث شهدت زيادةً في أحداث العنف واستهداف قوات الأمن والشرطة من قبل متظاهري السترات الصفراء، الأمر الذي دفع العديد من النقابات ومسئولي الشرطة إلى المطالبة بفرض حالة الطوارئ فى البلاد لاحتواء الأزمة.
وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، لم يستبعد فرض حالة الطوارئ، في ظل ارتفاع حصيلة المصابين والاعتقالات. الوزير قال لشبكة «بي إف إم- تي في» مساء السبت: «ندرس كل الإجراءات التى ستسمح لنا بفرض مزيد من الإجراءات لضمان الأمن».
وأضاف: «كل ما يسمح بتعزيز ضمان الأمن. لا محرمات لدى وأنا مستعد للنظر فى كل شيء، واصفًا مرتكبي أعمال العنف فى باريس أنهم مثيري الانقسام والشغب، موضحًا أن نحو 4600 شرطي ودرك انتشروا فى العاصمة».
مراقبون اعتبروا الحديث عن فرض حالة الطوارئ في باريس انعكاسا صريحا لخطورة الأوضاع فى الداخل، جراء زيادة الاحتجاجات بصورة كبيرة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود، بالإضافة إلى خطط الإصلاح الأخرى التى يتبناها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتى فرضت حالة من التقشف على المواطن الفرنسي، حيث أن الحكومة الفرنسية لم تفرض حالة الطوارئ منذ عام 2015، على خلفية الأعمال الإرهابية التى استهدفت العاصمة.
وأضافوا أن الأوضاع الراهنة تثير تساؤلات حول كونها مظاهرات من أوجل الأوضاع الاقتصادية، أم أن هناك مؤامرات خارجية تستهدف إثارة حالة من الفوضى فى الداخل الفرنسي، في ظل مستجدات وتطورات دولية كبيرة.
ورفض الرئيس الفرنسي ماكرون أي تبرير لموجة العنف والتخريب التى تشهدها العاصمة باريس، معتبرا أنها ليس لها أي علاقة بالتعبير السلمي عن الغضب المشروع، مضيفًا على هامش قمة مجموعة العشرين: «لا يوجد سبب يبرر الهجوم على قوات الأمن ونهب المحال التجارية وإضرام النار فى المباني العامة والخاصة وتهديد المارة والصحفيين وتشويه قوس النصر».
وزيرة الصحة الفرنسية آنياس بيزون، قالت إن العنف الذي تشهده باريس غير مقبول، وأن محتجي السترات الصفراء عليهم أن يجاهروا بمعارضتهم للجماعات المتطرفة التى فرضت نفسها على مطالبهم المشروعة.
وأضافت في تصريحات: «أود أن أسمع أصوات أصحاب السترات الصفراء وهم يقولون إن هذا النوع من التظاهر استولت عليه جماعات متطرفة وأنهم لا يقبلون ذلك وحثتهم على تنظيم أنفسهم ليتسنى لهم بدء حوار مع الحكومة».
وقالت إدارة شرطة العاصمة، إن 205 أشخاص اعتقلوا من بينهم متطرفون من أقصى اليمين وأقصى اليسار. وقد أسفرت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين عن إصابة أكثر من 200 شخص بجروح.
لا يوجد المزيد من التعليقات.