توالت الاستقالات داخل الحكومة البريطانية احتجاجًا على ما نتج عن مفاوضات خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، فخلال أقل أربعة أشهر استقال سبعة وزراء داخل حكومة تيريزا ماي رئيسة الوزراء كان آخرهم يوم الجمعة الماضية والذي أرجع استقالته بسبب ما وصفه بتخلى بريطانيا عن "صوتها وحقها فى استخدام الفيتو".
ومازال البريطانيون لم يحصلوا حتى الآن على القول الفصل في ملف خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، فمازالت المسكنات التي تقدمها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في ملف بريكست (مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) للداخل البريطاني لا تؤتي ثمارها، في ظل تعدد الاستقالات داخل حكومتها وآخرها إعلان سام جيما وزير العلوم والجامعات البريطانى استقالته من حكومة ماي ليصبح سابع وزير يقدم استقالته احتجاجا على اتفاقها المقترح للخروج من الاتحاد الأوروبى.
وكان البريطانيون صوتوا في عام 2016 على استفتاء على عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أسفر عنه قرار الخروج فيما يعرف بـ «بريكست»، ولكن حتى الآن لم يحصل البريطانيون على القول الفصل في خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
سام جيما
وكان وزير الدولة البريطانى المكلف في شؤون إيرلندا الشمالية، استقال قبل اسبوعين على خلفية اتفاق بريكست، قائلا: «إنه لا يجعل من المملكة المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة»، الأمر الذي أدى إلى تشكل مجموعة كبيرة معارضة لتيريزا ماي في مجلس العموم ضد الاتفاق الذي تريده.
وفي هذا الإطار تواجه رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماى، وضعا حرجا بشأن اتفاق الخروج الذى عقدته مع الاتحاد الاوروبى، حيث يلقى رفضا واسعا ليس بين الأحزاب السياسية فقط ولكن داخل حكومتها، حيث قال جيما المستقيل مؤخرًا، الذى كان من بين القائمين على حملة استفتاء 2016 من أجل بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، إن اتفاق ماي يعني أن بريطانيا ستتخلى عن «صوتها وحقها في استخدام الفيتو»، مؤكدًا أنه يجب على رئيسة الوزراء عدم استبعاد احتمال إجراء استفتاء ثان.
ووتواجه ماى انتقادات من جميع الأحزاب بما فى ذلك الحزب الأيرلندى الشمالى الداعم لحكومتها، ولكن الاستقالات المتتالية وآخرها استقالة جيما تمثل ضربة أخرى لماى التى تحاول إقناع نواب حزبها بالموافقة على الاتفاق الذى أبرمته مع بروكسل، الأسبوع الماضى.
وقال جيما فى بيانه استقالته الذى نشرته صحيفة ديلى تليجراف: «لقد أصبح واضحا بالنسبة لى بشكل متزايد أن الاتفاق المقترح ليس فى مصلحة بريطانيا الوطنية وإن التصويت لهذا الاتفاق هو إعداد أنفسنا للفشل»، مؤكدًا أن الاتفاق سيتسبب فى شلل لمصالحنا لمدة عقود مقبلة، مضيفًا أن إجراء استفتاء جديدة من شأنه أن يحول دون الفوضى القائمة.
وجاءت تصريحات جيما متشابهة إلى حد قريب مع مطالبات رئيس الوزراء السابق توني بلير ، والذي دعم إجراء استفتاء ثان، حيث خرج بلير ليسجل هو الآخر اعتراضه على الطريقة التي تدار بها بريكست قائلًا إن : استفتاء ثان هو السبيل الوحيد لتوحيد البلاد وذلك بعد مصادقة الاتحاد الأوروبى على اتفاق بريكست الذى وضعته تيريزا ماى ويرفضه كثير من البريطانيين.