هل تنجو بغداد من براثن الإيرانيين؟.. 3 شواهد لتحركات طهران المشبوهة في العراق
الأحد، 02 ديسمبر 2018 07:00 م
بين الحين والآخر تخرج أصوات من العراق ترفض التدخل الإيرانى فتربك صانع القرار فى طهران، فيسعى بكل السبل للإمعان فى التغلغل إلى الأراضى العراقية، لاسيما وأن العراق أصبحت اليوم الرئة الوحيدة والتى تتنفس منها طهران بعد العقوبات الأمريكية الخانقة بعد أن استثنى منها، ولهذا السبب اتخذت طهران على عاتقها ازالة كل من يقف فى طريقها لبلوغ أهدافها من العراق الذى يعد ثانى أكبر مشترى للغاز الإيرانى ويستورد على الأقل 14 مليون متر مكعب يوميا، وتؤكد شواهد عديدة تحركات إيرانية مشبوهة فى العراق الأشهر الأخيرة، كشفت صحيفة ديلى تلجراف البريطانية واحدة منها، وهى استخدام طهران استراتيجية الاغتيالات لإسكات معارضى تدخلاتها فى هذا البلد.
وقال مسئولون بريطانيون إن إيران لجأت لمجموعات الاغتيالات فى العراق بهدف إسكات معارضى محاولات تدخلاتها فى الشؤون العراقية بحسب الصحيفة البريطانية، وحددت الصحيفة توقيت نشر هذه المجموعات وقالت أنه فى أعقاب الانتخابات العامة العراقية التى أجريت فى مايو الماضى، أسست طهران هذه الفرق عندما أُعيقت محاولاتها للسيطرة على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بسبب فشل المرشحين الموالين لطهران فى الاستحواذ على نسبة كافية من أصوات الناخبين.
ومن أبرز ضحايا مجموعات الاغتيالات الإيرانية حتى الآن، عادل شاكر التميمي، وهو من أوثق حلفاء رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، وجرى اغتياله على أيدي فيلق القدس في سبتمبر الماضي، وقالت الصحيفة إن التميمي، البالغ من العمر 46 عاماً، مواطن عراقي كندي مزدوج الجنسية من أبناء الطائفة الشيعية، وكان ضالعاً في غير محاولة في العاصمة بغداد لرأب الصدع وجبر الانقسامات بين الطائفتين الشيعية والسنية في البلاد، كما عمل مبعوثاً أساسياً في ملف استعادة العلاقات الثنائية ما بين العراق ودول الجوار العربي.
ومن بين الضحايا الآخرين لفرق الاغتيالات الإيرانية شوقي الحداد، الحليف القريب للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر المعارض للتدخل الإيراني. ولقي الحداد مصرعه في يوليو الماضي بعدما اتهم الجانب الإيراني بتزوير الانتخابات العامة العراقية. ووفقا للصحيفة البريطانية استهدفت محاولة اغتيال راضي الطائي، أحد مستشاري المرجع الشيعي الأعلى السيستاني في العراق، في أغسطس الماضي بعد دعوته إلى الحد من النفوذ الإيراني في الحكومة العراقية الجديدة.
وما يعزز من تأكيد هذه التحركات، هو استثناء الولايات المتحدة الأمريكية العراق من العقوبات المفروضة على إيران، ومنذ أن سمح لبغداد بمواصلة العلاقات التجارية مع طهران، ركزت إيران بشكل كبير عليها ونظرت إلي بغداد باعتبارها المنفذ الوحيد الذى ستقوم من خلاله اقامة علاقات تجارية واسعة ستمكنها من تعويض خسائر حرمانها من تصدير نفطها للعالم، وتشير إحصائيات إلى أن صادرات إيران إلى العراق خلال 7 أشهر الأولى من هذا العام، بلغت 5 مليارات و730 مليون دولار، أي ما يعادل 21.4% من إجمالي صادرات إيران غير النفطية.
وإلى جانب فرق الاغتيالات، فى السابق كشفت طهران عن نيتها فى تأسيس جيش عقائدى ولم يخفى صانع القرار فى طهران، والدوائر السياسية المغلقة طموحاتهم التى خرجت إلى الأضواء فى عام 2016، وعبرت عن نوايا الدولة الشيعية فى جعل مليشيا الحشد المدربة والتى تقدر أعدادها بعشرات الألاف نواة لـ"جيش طائفى" أطلقت عليه "جيش التحرير الشيعى"، جاء ذلك على لسان الجنرال الإيرانى، محمد على فلكى ، قائد فيلق "سيد الشهداء" فى أغسطس 2016 الماضى، والتى قال فيها إن مليشيات الحشد، ستكون نواة لـ"الجيش الشيعى"، فى وقت تضرب المنطقة الملتهبة الصراعات الطائفية، وحذرت فيه منظمات دولية عدة من الدور الخفى لمليشيات الحشد الشعبى، من بينها منظمة العمل الدولية، قائلة إنه ارتكب جرائم حرب وهجمات انتقامية وحشية فى حق السنة الفارين من تنظيم داعش.
ويسعى مهندس النفوذ الإيرانى بالعراق، الجنرال قاسم سليمانى قائد فيقل القدس لإحكام قبضته على الورقة السياسية فى بغداد، والاحتفاظ بالنفوذ الإيرانى الذى تمدد نفوذ السنوات الأخيرة فى العراق، حيث دعمت طهران فصائل شيعية من أمثال عصائب أهل الحق الشيعية التابعة للحشد الشعبى، تلك المليشيا الشيعية الذى تأسست بدعم قوى من طهران، بذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية فى مناطق شرق العراق، على الحدود الإيرانية العراقية، لضمان بقائها فى جعبة طهران كأوراق ضغط سياسية على خصوم طهران فى المنطقة.