بتمويل من جهاز المشروعات.. مشروع «التراث البدوى» حلم فتاة تحول إلى طوق نجاة لمئات الأسر

السبت، 01 ديسمبر 2018 01:00 م
بتمويل من جهاز المشروعات.. مشروع «التراث البدوى» حلم فتاة تحول إلى طوق نجاة لمئات الأسر
التراث البدوى

كثيرا ما تربط الأعمال الفنية بالبيئة والتراث المجتمعي، خاصة بين أبناء القبائل والبدو، فها هو مشروع «التراث البدوي» كان حلم لفتاة سيناوية من بنات مدينة العريش تشربت أصوله وعايشته من يوميات طفولتها مع والدتها وجدتها.

 

فوزية محمد العيسوي فتاة سيناوية رأت مستقبلها في هذا المشروع، الذي وضعت أولى لبناته بتعلم أصول التطريز، باعتباره أهم مفردات تراث أهل سيناء وتحديدا المرأة البدوية.

 

تشاركت الفتاة مع شقيقتها «نهاد» بعمل تصميمات مطرزه على القماش وقطع ملابس حديثة لاقت إقبال كل من يهتم بالحديث فى التصميمات، لكن يكلل لهذا المشروع النجاح كان لابد من جهة مانحة تمول المشروع.

 

جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر منح الفتاتين قرضًا بقيمة 30 ألف جنيه كانت النواة لهذا الحلم، تقول فوزية محمد العيسوي إن القرض حقق لها ما تريد وسعيدة أنها اليوم تقدم نموذجا نجاحا من على أرض العريش رغم كل الظروف التى تمر بها.

 

خريجة كلية تجارة شعبة محاسبة، قالت إن المشروع كان بمثابة حلم، يمثل لها طوق النجاة، تضيف أن المشروع تم تمويله فى أول دفعة بـ30 ألف جنيه، تم سدادها، و3 دفعات تمويل بـ50 ألف جنيه يتم استكمال سداد ما تبقى بشكل منتظم شهريًا.

 

وتابعت حديثها إن المحل الذى تعرض فيه منتجات التراث البدوى السيناوى الأصيل أصبح ملكها فى موقع متميز وسط مدينة العريش، وبداية الانطلاقة كانت محفزة على الاستمرار عندما كانت المنطقة تعج بالسياحة الداخلية وإقبال على شراء هذه المنتجات.

 

ويقوم المشروع على تصنيع منتجات التراث البدوي الخاصة بالملابس والمشغولات، ويعتمد على التطريز بألوان ووحدات وأشكال منوعة، يتم إدخالها على الملابس النسائية بشكل عصري ملائم، تناسب كل الأذواق والمناسبات والتوقيتات ما بين ملابس رسمية وحفلات وأفراح وسهرات، فضلا عن ما يخص المحجبات والأثواب كاملة التطريز، والعبايات، وقطع مشغولات واكسسورات من شنط وميداليات ومتعلقات أطفال.

 

تحضر الفتاة خامات منتجاتها من القاهرة وتمر بمراحل تصنيع يدوى بحت تنفذه أسر سيناوية فى منازلها بقرى العريش وبئر العبد، ثم يعاد تجهيزها للبيع من خلال منفذ فى مدينة العريش، والمعارض التى ينظمها جهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى القاهرة وخارجها.

 

وتابعت لعل ما يخفى فى هذا الجانب أن من يقمن بهذا العمل هن سيدات وفتيات بسيطات جدا من المجتمع البدوى، وهذا أحد مميزات المشروع أنه يساعد ويفتح بيوت المئات من الأسر دورهن تلقى اشارة العمل وتنفيذها بشكل دقيق احترافى.

 

وأضافت أنها لا تستطيع تقدير عدد من يعملن معها فى المشروع من هؤلاء السيدات والفتيات فالعمل يسير بنظرية جذر الشجرة، حيث تستلم سيدة مهمة إتمام تطريز مشغولة، وهى تقسمها لقطع تعطى كل أسرة قطعة وفى كل أسرة تقوم أكثر من سيدة وفتاة بالعمل فيها، ويتم التجميع لها كوحدة متكاملة، يتخلل هذا أدوار أخرى لسيدات يقمن بالنقل وشراء منتجات، ومشاركات فى التسويق وهذا باب خير يستفيد منه الجميع.

 

المهندس سليمان العماري رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بشمال سيناء، قال إن مشروع التراث البدوي أحد المشروعات التجارية الناجحة التى مولها الجهاز، وحققت المراد منها  من الخدمات التى قدمت.

 

وأوضح أنه خلال الفترة من 1992 حتى سبتمبر 2018، تم تمويل العديد من المشروعات بإجمالي التمويل المتاحة كقروض 186,620,000 جنيه مولت قرابة 13876 ‏مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر، وفرت 24885 فرصة عمل.

 

وأشار إلى أن الجهاز يقوم بحزمة مشروعات تشمل التسويق والتدريب والدعم الفني، وتقديم النماذج الاسترشادية، ودراسات الجدوى، وإتاحة فرصة للمستفيدين لتسويق منتجاتهم عن طريق إقامة المعارض داخل المحافظة والمعرض المركزي بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة، والمشاركة فى المعارض الخارجية، وإقامة الندوات بمراكز الشباب المنتشرة بنطاق المحافظة لنشر ثقافة فكر العمل الحر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة