"صوت الأمة" تحاور مستشار «لوبان».. لأول مرة الكشف عن كواليس مظاهرات باريس.. هل وصل الإخوان إلى هناك؟
الخميس، 29 نوفمبر 2018 07:00 م
ملابسات عدة تحيط بالاحتجاجات التي تشهدها شوارع فرنسا مؤخرا، وصلت إلى حد الشغب والتعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين.
العاصمة الفرنسية شهدت حالة من الاستنفار، تزايد وتيرة العنف في تظاهرات ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث فرض مزيدا من الضرائب وارتفاع أسعار الوقود بشكل غير مسبوق.
في الوقت الذي تتهم فيه بعض الأصوات زعيمة حزب اليمين الفرنسي المتطرف، مارين لوبان بأنها تقف وراء تلك الاحتجاجات التي تقودها حركة «السترات الصفراء»، صوت الأمة تواصلت مع القيادي بحزب الجبهة الوطنية الفرنسي، جان مسيحة لكشف ما يدور في الكواليس، وإجابات تتعلق بمدى تدخل الجماعات المتطرفة والإخوان في الاحتجاجات الفرنسية، خاصة بعدما ظهرت لافتات وسط المتظاهرين كتب عليها "انتظروا أعمال الذئاب المنفردة"، التي عرفت بولائها لتنظيم داعش الإرهابي.
في البداية نفى "مسيحة" ما يتردد من اتهامات لزعيمة حزب اليمين الفرنسي المترطرف بأنها تقف وراء تلك الاحتجاجات، وأكد أن الحزب ليس له علاقة بذلك، موضحًا أن كل ما في الأمر أن أغلبية هذه الحركة من مؤيدي «لوبان» وهو ما يرجع إلى أن الحزب يُمثل الطبقات المتوسطة ولاسيما العشب الفرنسي، وأن مارين لوبان على الرغم من استدعاءها للتظاهر من قبل بعض أفراد الحركة إلا أنها رفضت، لافتة إلى أنها حركة شعبية وأن الاندماج معها فعليًا لا يصحّ، بينما استجابت أحزاب فرنسية أخرى وانضمت بالفعل إلى هذه الاحتجاجات.
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «نحن كحزب لا نحتاج إلى إشعال فتيل الأزمة ولا نسعى لذلك الأمر، وما يحدث في فرنسا هو أن الشعب يطالب بحقوقه ولا علاقة للأمر بأي مطالب أو أهداف سياسية»، مشيرًا إلى أن الكتلة المكزية للشعب الفرنسي هي الطبقات الوسطى والشعبية، وما يحدث يعود إلى أسباب سياسية وحضارية واقتصادية، وأيضًا شعور الشعب الفرنسي بأن لا أحد يهتم بمصالحه في ظل انقطاع سبل الإتصال بينه والممثلين السياسيين منذ زمن.
وأضاف «مسيحة»: «نعم هذه الأسباب منذ عشرات السنين، ولكن الآن المستوى المعيشي للفرنسيين انحدرت كثيرًا في ظل ارتفاع الضرائب في حين أنهم لا يحصلون على خدمات توازي ذلك في المقابل، ما سبب شعور لديهم بأن ملكية البلد تنتزع منهم».
وكشف أنه ذاته ذهب لاستطلاع المتواجدين بالتظاهرات في مطلع الأسبوع، وأنه وجد جميعهم فرنسيين من أصل فرنسي أب عن جد، في حين يعزف الفرنسيين من أصل أجنبي عن المشاركة، ما يؤكد ما صرّح به أعلاه.
أما عن طريقة معالجة وسائل الإعلام لهذه الأحداث، فيرى «مسيحة» أن التغطية الإعلامية الفرنسية في أغلبها كاذبة، مشيرًا إلى أن بعض من وسائل الإعلام الموالية لـ«ماكرون» تحاول تشويه صورة حركة «السترات الصفراء»، فيما يتعامل البعض الآخر بشكل مهني.
هذا وتابع مستشار «لوبان» في تصريحاته أن ما تشهده فرنسا مغايرًا عما حدث في ثورات الربيع العربي ولاسيما مصر، موضحًا أنها لم تكن شعبية كما يحدث في باريس الآن، ولكنها كانت تظاهرات مدعومة من أطراف خارجية بمساندة جماعة الإخوان الإرهابية، وحاول الإعلام الخارجي وغيره ممن يدعمون ذلك الأمر الترويج الكاذب له بهدف الإضرار بأمن المنطقة واستقرارها.