قصة منطقة الكيلو 4 السكنية: ماذا حدث لسدود مطروح المنهارة؟
الجمعة، 30 نوفمبر 2018 06:00 م
قال اللواء مجدى الغرابلي، محافظ مطروح، إن أحد أسباب تراكم مياه السيول في منطقة الكيلو 4، هو تراكم مياه الأمطار الغزيرة بالوديان، خاصة وادي تويويع ووادي إسماعيل ووادي الحجناية، المتدفقة إليها من المناطق الجنوبية، الممتدة لأكثر من 30 كم، ماأسفرت عن انهيار بعض السدود الأسمنتية في وادي تويويع، وانهيار سد ترابي في وادي إسماعيل واندفاع المياه إلى المناطق السكنية.
وشهدت منطقة الكيلو 4 السكنية، تراكما لمياه الأمطار المنحدرة من الوديان القريبة، تسببت في شلل مروري وغرق العديد من المنازل والسيارات، وتشقق جدران وأسقف 9 منازل، ووفرت المحافظة سكن مؤقت للأسر المتضررة بمساكن الإيواء بحي الزيتون بمنطقة القصر غربي المدينة.
وأضاف محافظ مطروح، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أنه تم على الفور تشكيل لجنة دائمة بغرفة عمليات المحافظة، لمواجهة الحدث على مدار 24 ساعة، أشرف على عملها ميدانيا المهندس تامر سعيد السكرتير العام، وتم الدفع بالمعدات والعناصر المدربة لسرعة رفع المياه، وتيسير حركة المرور، بالتزامن مع تنفيذ أعمال إعادة ترميم وتأهيل السدود لإعادة المياه إلى مسارها الطبيعى داخل الوادي في اتجاه الغرب، بعيداً عن المنطقة السكنية.
وكلف المحافظ مركز بحوث الصحراء وجهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى والإدارة العامة للمياه الجوفية ومديرية الزراعة، بوضع مقترح ورؤية فنية متكاملة لكيفية تلافي حدوث مثل هذه الأزمات مستقبلا، وعمل مقترح لكل وادى ودراسة كاملة لذلك.
وتسببت الأمطار الغزيرة، التي شهدتها محافظة مطروح، خلال الأيام الماضية، في ملء الآبار والخزنات وحجزت السدود بالوديان كميات المياه اللازمة لزراعتها، في الوقت الذي تجمعت كميات كبيرة من المياه خلف سدود بعض الوديان جنوبى مدينة مرسى مطروح، أكثر من الكميات التي أنشئت السدود لحجزها بطريقة علمية وحسابات دقيقة من المختصين، وذلك بعد قيام بعض المزارعين برفع منسوب السدود من تلقاء أنفسهم، لحجز أكبر كمية من مياه الأمطار.
كما تسببت الأمطار في زيادة ضغط المياه على الحواجز الترابية الجانبية وانهيارها واندفاع المياه بعيداً عن مسارها الطبيعي، وتحولها إلى سيول جارفة اتجهت إلى المنطقة السكنية القريبة غربي حي الزهور بمنطقة الكيلو 4، وتسببت السيول في إغراق الشوارع والمنازل وتصدع بعضها.
وقرر محافظ مطروح، تنفيذ توصيات اللجنة الفنية لمواجهة السيول بتخصيص مبلغ 350 ألف جنيه، لسرعة الانتهاء من إنشاء سدين لتحويل مسار مياه الأمطار بعيداً عن المناطق السكنية وإعادتها لمسارها الطبيعي.
ووجه المحافظ بالتفعيل الفورى لكافة توصيات لجنة مواجهة مخاطر آثار السيول التي تم تشكيلها برئاسة مدير مديرية الزراعة وعضويه مديرية الرى والموارد المائية ومركز بحوث الصحراء وجهاز التعمير، لوضع مقترح لتفادى آثار السيول ومخاطرها مستقبلا، حرصا على سلامة المواطنين، ومن بينها سرعة إنهاء كافة أعمال غلق السدود الترابية بوادى إسماعيل والتويويع بالتنسيق مع مجلس المدينة وإعادة السدود الأسمنتية لوضعها الطبيعي من خلال تأهيلها وإصلاح السدود، التي تعرضت للضرر بالإضافة إلى تكليف الإدارة العامة للري، بعمل مقايسة تقديرية، لسرعة عمل تكسيه للسد الترابى بنهاية وادي إسماعيل.
وبحسب لجنة مواجهة آثار الأمطار والسيول بمطروح، فإنه هذه المرة الأولى التي تصل فيها مياه السيول إلى المناطق السكنية بهذا الشكل، وذلك بسبب تحول مجرى مياه الأمطار بأحد الوديان القريبة، بعد قيام بعض المزارعين برفع منسوب السدود الأسمنتية ورفع فتحات المفيض، وذلك بحسن نية من أجل حجز كميات أمبر من المياه خلف السدود لاستخدامها فى الزراعة، إلى أن ذلك تسبب في انهيار الجوانب الترابية للسد مع الضغط الشديد لمياه الأمطار المتجمعة خلف السد، واتخذت مجرى جانبى بعيداً عن الوداي في اتجاه المناطق السكنية.
ووجه المحافظ، لرئيس مجلس مدينة مطروح، بسرعة العمل على إزالة أى أعمال بناء داخل حوض وادى التويويع حتى لا يتعرض الأهالى للخطر، نتيجة البناء داخل مجرى الوديان مستقبلاً، كما وافق المحافظ على تخصيص مبلغ350 الف جنية من المحافظة لسرعة البدء فيها.
ويجرى حالياً إنشاء سدين في وادي إسماعيل وترميم بعض السدود الأسمنتية وأعمال التكسية بالأحجار والمونة الأسمنتية، التي جرفت مياه الأمطار أجزاء منها ما أدي إلى تحويل مسار مجرى المياه إلى المنطقة السكنية وتضرر عدد من منازل الأهالي.
وناشد المحافظ، المواطنين بمناطق الوديان، بعدم المساس أو أجراء أى تعديلات على السدود التى تم إنشائها بمعرفة الجهات المختصة، دون الرجوع للجهات المختصة فى هذا الشأن، حرصا على سلامتهم وسلامة سكان المناطق السكنية القريبة.