«العربي قلب على تركي».. تميم يستمر في تحدي العرب من خلال حلف الشر
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 05:00 م
تستمر قطر الحمدين في عنادها تجاه قائمة المطالب العربية التي من شأنها إحتواء الورطة القطرية إثر ثبات دعم الدوحة للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، حيث الإرتماء في أحضان النظامين التركي والإيراني، ودعم كل من من شأنه تهديد الأمن القومي للدول العربية ولاسيما أشقاءها من دول مجلس التعاون الخليجي.
تميم يغرد بالتركية
وفي الوقت الذي اتجه فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى عدد من الدول العربية الشقيقة والصديقة في إطار جولة له قبيل قمة العشرين المقررة في نهاية نوفمبر الجاري بالأرجنتين؛ ذهب أمير دويلة قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى حليفه التركي، رجب طيب أردوغان. هذا وغرد الأمير القطري عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر باللغة التركية ليرد عليه «أردوغان» بالعربية، ذلك الأمر الذي بعثّ على سخرية عدد من المتابعين حيث أصبحت أنقرة بالنسبة لـ«تميم» كمقر إقامة له بين أهله وعشيرته، وهو ما يزيد من مساحة الفجوة بين الدوحة وأشقاءها من العرب.
دلالات التوقيت
توقيت الزيارة القطرية تلك ربما يحمل رسائل إلى دول المنطقة وبالأخص الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وخاصة أنها جاءت متزامة مع زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، وتأكيد البلدين على عمق العلاقات والتنسيق العالي المستوى في كافة المجالات.
أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف وصف لقاء «تميم» بصديقه التركي بـ«لقاء الجريحين»، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «أردوغان وتميم خرجا من قضية مقتل الإعلامي والمواطن السعودي جمال خاشقجي كما يقول المصريين طلع نأبهم على شونة، فهم خسروا إعلاميًا وسياسيًا إلى جانب فقدان مصداقيتهما بشكل كبير أمان الرأي العالم ليس فقط على المستوى العربي بل أيضًا على المستوى المحلي في تركيا وقطر، فبعد أن أخذوا في الترويج إلى امتلاك الأدلة والتسجيلات وما إلى ذلك، لم يقدما أي شئ ما عكس كذبهم وتضليل إعلامهم، كما أدان تركيا بشكل أكبر لأن التجسس على القنصليت والبعثات الدبلوماسية أمر مُدان ومُجرم دوليًا».
الأمن القومي العربي
وأضاف أن مصر والسعودية يعملان جنبًا إلى جنبًا لإعادة القاطرة العربية إلى مسارها الصحيح أولًا وأخرًا وإعادة المصالح العربية بعد ما يقرب من 10 سنوات من الفوضى إلى مصالحها، لافتًا إلى تأكيدات العاهل السعودي الملك سلمان وكذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي على أهمية التعاون بين مصر والسعودية واستمرار العمل على مواجهة اتحديات التي تواجه المنطقة، مذكرًا بكلماتهما بأن عبء الأمن واستقرار المنطقة يقع على عاتق المملكة ومصر، وأيضًا قول الرئيس السيسي بأن السعودية ومصر هما جناحا الأمن القومي العربي».
قطر وتركيا والإرهاب
واستنكر «العساف» أنه في الوقت الذي تعمل فيه مصر والسعودية على حماية المنطقة العربية من الأطماع الخارجية والإرهاب، تتعاون كُلًا من قطر وتركيا مع إيران وجماعة الإخوان الإرهابية في سعيهما إلى اختطاف المنطقة، وقال: «تزامن توقيت الزيارة يعني رغبتهما في القول بأنهم حلف أيضًا، ولكن بشكل غير معلن لأن الحلف المُعلن لدية اشتراطات وأعمال رسمية يجب أن تمارس أمام العالم أجمع، ولكن ما نشهده هو فقط حلف مارق غير معلن بشكل رسمي يتشكل من قطر وتركيا وإيران، محاولًا أن يقول نحن قوة موازية أمام السعودية والإمارات والبحرين ومصر؛ فقطر بأموالها الضخمة وتركيا بنفوذها ومشروعها القوي والضخم في المنطقة والإقليم».
سمو أمير البلاد المفدى وأخيه فخامة الرئيس التركي يشهدان، عقب انعقاد اجتماع الدورة الرابعة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، التوقيع على اتفاقية وعدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين في قصر السلطان وحيد الدين بمدينة إسطنبول بالجمهورية التركية الشقيقة.#قنا pic.twitter.com/58oQtS8SZ8
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 26, 2018
والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الأثنين على هامش الاجتماع الرابع للجنة الاستراتيجية العليا التركية – القطرية الذي عقد في إسطنبول بقصر وحيد الدين، واصفًا «تميم» بالـ«صديق وقت الضيق». هذا وأعرب الطرفان عن سعادتهما بمستوى العلاقات الثنائية التي وصلا إليها، إلى جانب تشديدهما على ضرورة تعميق التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة.
العلاقات التركية القطرية شهدت مزيدًا من التقارب على مدار عام مصى، وخاصة إثر إعلان الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة الدوحة في 5 يونيو من العام الماضي (2017).
لا مصالحة مع قطر إلا...
فيما جددت مصر والسعودية خلال لقاء الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان التمسك بقائمة الشروط العربية التي تم تقديمها لقطر دون أي تنازل أو تهاون حول تلك المطالب التي من شأنها إحتواء الورطة القطرية. وأكد الجانبين بحسب قناة «العربية» على ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها، وأن قيادة البلدين اتفقتا على تسيير الإتفاقيات العالقة بين مصر والسعودية. كما بعثّ الرئيس السيسي برسالة إلى الملك سلمان تجدد التزام مصر بأمن الخليج.