الإرهاب أسلوب حياة عند التنظيم.. كيف انضم الإخوان إلى داعش؟
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 08:00 ص
قال جمال المنشاوي، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إنه بعد الأحداث المعروفة في مصر، وظن شباب الإخوان أنه يمكن بالعمل العنيف عودتهم، ومن ثم تم تشكيل مجموعات عسكرية مثل حسم ولواء الثورة والقيام ببعض العمليات والاغتيالات.
وأضاف المنشاوي، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الإثنين، أنه تمت محاصرة هذه المجموعات وتقييد حركتها، وبعدها خرج بعض هذا الشباب من هذا الحصار إلى الخارج وبإعداد قليلة، أو تم تجنيدهم بالداخل للانضمام إلى داعش.
وأشار الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن العناصر الإخوانية المنضمة لداعش ليسوا بالأعداد الكثيرة وقد يكونون أفراد قليلين هم في الأصل قابلين لتقبل الفكر العنيف وممارسته.
وكما فعل تنظيم الإخوان مع الشعب المصري عام 2012 حين رفع شعار «يا نحكمكم يا نقتلكم»، عاد التنظيم مجددا لأساليبه القديمة، ولكن هذه المرة مع أتباعه وأنصاره الذين بتاتوا ينتقدون ويفضحون أساليب التنظيم الإرهابي، حتى أن الأمر وصل إلى التهديد بالاغتيال.
ويوم بعد يوم تتكشف الحقائق داخل التنظيم، وتتصاعد وتيرة الاشتباكات بينها وبين حلفائها، ولا تزال أصداء تهديد جماعة الإخوان، لأحد المنشقين عنها بالاغتيال تثير جدلا واسعا، خاصة بعد خروج عماد أبو هاشم، المنشق مؤخرا عن تحالف دعم الإخوان فى تركيا، ليعلن تلقيه رسائل تهديد من قواعد الإخوان بالقتل بعد أن دشن حملة لفضح الجماعة في الخارج.
ورغم أن التنظيم حاول أن يتبرأ - في العلن فقط كعادته- من تلك التهديدات، وهاجم في بيان عماد أبو هاشم، واتهمه بالكذب، إلا أن عماد أبو هاشم أصدر بيانا جديدا كشف فيه تلك التهديدات وكذب الإخوان، مواصلا في الوقت نفسه مسلسل فضح أساليب التنظيم الإرهابي «القذرة».
وكتب أبو هاشم عبر «فيسبوك» يقول: «إيماءً إلى ما سبق أن أفصحتُ عنه من وصول تهديداتٍ حقيقيةٍ جازمةٍ بتصفيتي اغتيالٍا من قبل عناصر الإخوان الهاربة في تركيا فقد أصدر ما يُعرف بالمكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بتركيا تصريحًا رسميًا يتناول هذا الأمر».
وتابع: «دون التطرق إلى ما حمله تصريح الإخوان من مغالطاتٍ وأكاذيب عن تاريخهم الأسود الحافل بالعمالة والمؤامرات والاغتيالات، الذي يعرفه القاصي والداني ترفعًا عن تكرار ما هو ثابتٌ بالضرورة راسخٌ في الأذهان مستقرٌ في الصدور مما يحاولون طمسه وإخفاءه والتنصل من جريرته سعيًا للتضليل والاحتيال على الناس وخداعهم كما فعلوا معي ومع غيري من قبل».
واستطرد الإخواني المنشق: «بغض النظر عن وصف الإخوان بتصريحهم هذا أن ما سيق على لساني من حقائق ثابتةٍ ثبوت الجزم واليقين عن جرائمهم وخطاياهم، لا يعدو أن يكون مجرد سبابٍ واتهاماتٍ أرميهم بها رغم قيام الدليل عليه بشهودٍ منهم وبقرائن وبراهين لا تقبل التشكيك، وإلا فما الذي حال بينهم وبين أن يردوا علىَّ قولى فيهم بأن يقرعوا الحجة بالحجة أو أن يطرقوا أبواب القضاء في تركيا وقد خبروها من قبل؟ أتحداهم أن يفعلوا هذا أو ذاك».
وتابع: «أن ما قصدتُ بيانه فى هذا المقام هو مقدار الغضب والضغينة والكراهية الذي حمله خطابهم هذا لشخصي، والذي تجلت ذروته في ختام التصريح حين وصفوا موقفي منهم بأنه سلوكٌ متهورٌ لا يضر سوى صاحبه وهو تهديدٌ واضحٌ جديدٌ يُضاف إلى جملة تهديداتهم لي لكنه صادرٌ مباشرةً وصراحةً ـ هذه المرة ـ من قيادتهم العليا في تركيا».
وتوجه عماد أبو هاشم، إلى السلطات التركية للمرة الثانية ببلاغ رسمي ضد ما يُعرف بالمكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بتركيا مطالبًا بفتح تحقيقٍ رسمي وقائع تهديده المتكرر من قبل أعضائه بالاغتيال في الأراضى التركية، مطالبًا باتخاذ ما يلزم قانونًا حيال هذا الأمر.
في غضون ذلك، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، تعليقا على هذه التهديدات الإخوانية باغتيال أحد منشقيها، إنه يندر أن ينشق عضو أو قيادى ويترك التنظيم أيًا كان اسمه ولا يواجه مضايقات تتفاوت بحسب مستوى ومكانة هذا القيادى ووضعه ومكانته بعد ترك الجماعة وبحسب مستوى إقلاقه للتنظيم وكشف فضائح الجماعة على مختلف المستويات.
وأضاف النجار، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أن «هذه التهديدات تصل بالفعل في بعض الحالات للتهديد بالقتل والاغتيال وهذا حدث مع بعض الشخصيات المؤثرة، والتي لها حضور وتأثير على المستوى الفكري».
وأكد الباحث الإسلامي، أن مثل هذه الوقائع موجودة في تاريخ الإخوان، فهناك حادثة اغتيال السيد فايز مشهورة في تاريخ الإخوان، بل أن حادثة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر قام بها منفذوها ومن ضمن دوافعها حسب رؤيتهم أنها تنفيذ عقوبة ضد منشق عن الجماعة، وفق ما كان يعتبره الإخوان أن كل من يتعامل معهم فهو تابع لهم.