بعد غرق 70% من قضاء البصرة خسائر سيول العراق في تزايد: آلاف النازحين وغرق مئات المنازل
الإثنين، 26 نوفمبر 2018 10:00 ص
لم تنعم المدن العراقية ذات الحدود الجغرافية مع إيران بالإستقرار إلا إذا طالتها أزمة جديدة تلحق بسكانها، فرغم الأوضاع اللوجستية السيئة التي تُعاني منها مُدن مثل واسط ونينوي بسبب إنقطاع التيار الكهربي باستمرار صيفًا وشتاءً، تواجه الآن سيول مدمرة تسببت في مقتل وإصابة العشرات وتشريد المئات من سكان مخيمات النزوح في نينوى خاصةً. حسبما أعلنت وزارة الصحة العراقية عن ارتفاع في عدد ضحايا السيول إلى 20 شخص على الأقل، من بينهم أطفال جراء الأمطار الغزيرة في محافظة واسط المحاذية للحدود مع إيران. ونزوح 14000 أسرة باتجاه مركز القضاء وغرق نحو 3000 منزل.
وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية والرصد الزلزالي من منخفض جوي مصحوب بعواصف رعدية، يخيم على أغلب مدن البلاد مع اقتراب عبور محور المنخفض الجوية خلال اليومين القادمين، خاصةً بعد تعرض 70% من قضاء البصرة للغرق من جراء هذه السيول.
وتوفي 21 شخصا، بينهم نساء وأطفال، منذ الجمعة، من جراء سيول وفيضانات نتجت من أمطار غزيرة في أنحاء العراق، وأدت أيضا إلى نزوح عشرات آلاف العائلات، على ما قال متحدث باسم وزارة الصحة لوكالة «فرانس برس» الأحد، وأوضح المتحدث سيف البدر أن البعض قتل بفعل انهيار أسقف المنازل، أو حوادث سير، أو صعقا بالكهرباء في المحافظات الشمالية والجنوبية على السواء.
كشفت أزمة السيول الجديدة في العراق حجم الإخفاق الإداري المصحوب بفساد مالي، في عمل الحكومات المحلية للمحافظات المنكوبة، ورغم مرور أكثر من عقد على مطالبات الأهالي ببنية أساسية جيدة، لم تنجح هذه الحكومات في إنشاء سدود تجنب السكان ويلات الهجرة القسرية وغرق ممتلكاتهم، رغم أن محافظة واسط على سبيل المثال، تجتاحها السيول كل عام بشكل متكرر.
ودعم هذا الأمر المطالب البرلمانية والشعبية بإلغاء مجالس المحافظات، واعتماد نظام إداري جديد بسبب الأموال المهدرة في عملها، وقد لا تتحمل الحكومات المحلية وحدها مسؤولية الخسائر التي تلحق بالمدنيين، فالحكومات المركزية المتعاقبة، التي تسيطر عليها إيران، فشلت هي الأخرى في إدارة ملف البنى التحتية والمشاريع الاستراتيجية، وهي المسؤولة أيضا عن ضياع المليارات بين دهاليز المشاريع الوهمية في المحافظات العراقية، خصوصا الجنوبية منها.
وأخفقت الحكومات المركزية في مراقبة ومحاسبة المتسببين في عرقلة مشاريع إعادة الإعمار، الذي من المفترض أن يقود إلى إغلاق ملف مخيمات النزوح خصوصًا عن محافظة نينوى، لكن الملف ما زال مفتوح وخيام النازحين غرقت بالكامل في فصل مأساوي جديد على سكان الخيام.
وأعلن مركز الإعلام الأمني العراقي أن قيادة العمليات المشتركة وجهت وحداتها العسكرية لمساعدة العائلات المحاصرة جراء السيول في محافظتي نينوى وصلاح الدين.
ووصلت السيول إلى الموصل وكركوك وعدد من المحافظات الجنوبية، لتعلن السلطات حالة الاستنفار القصوى في عدد من المناطق، ومنها ديالى. في حين باتت مخيمات النزوح في محافظة نينوى في خطر ما دفع المفوضية العليا لحقوق الإنسان إلى دعوة الحكومة لإعلان حالة الطوارئ.
وأمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الجمعة بتشكيل خلية أزمة لإغاثة المناطق التي اجتاحتها سيول الأمطار وإنقاذ المحاصرين. وتسببت الأمطار والرياح العاصفة بانقطاع الكهرباء بشكل كامل عن محافظات الجنوب لساعات، كما قررت محافظات ديالى وواسط والديوانية تعطيل الدوام الرسمي اليوم الأحد جراء الأحوال الجوية السيئة.