قصة منتصف الليل.. يوم ظهر العشق «المدفون»
الجمعة، 23 نوفمبر 2018 10:00 م
جلس «هيثم» يشاهد الصور التي جمعته بزميلته في العمل طوال الفترة الماضية، يتغزل في ملامحها وابتسامتها الجذابة ويتذكر روحها الحنونة، ولكن فوجئ بهاتفه يطير لأعلى فإذ بها زوجته تداعبه وتحاول قطع تفكيره للفت الانتباه، فارتبك قليلا وأمسك بالهاتف وأخفى الصور وبدأ يحاورها بهدوء، ولكنه واجه صعوبة في الأمر فكلما نظر إليها وجدها «منى» زميلته التي لم يستطع رؤية أحد سواها، ولكنها دخلت حياته بعد زواجه من ابنة عمه مباشرة وكأن القدر يعانده في أن يحظى بمن لمست قلبه ويضطر استكمال حياته مع زوجته التي لم يختارها.
ظل«هيثم» على هذا الحال لعدة أشهر واكتفى قلبه لرؤية حبيبته كزميلة وصديقة دون أن يخبرها بالأمر، ليتفاجأ يوما بها وهي تخبره بموعد خطبتها، فتأذى قلبه ولكنه شعر أن ما باليد حيلة فمن حقها الزواج مثل أي فتاة خاصة أنها لم تعلم بحقيقة مشاعره، وحتى إذا علمت فهو متزوج بالفعل، فظل يراقبها من بعيد يسرق نظرات تملأ قلبه بالفرحة حينا وبقسوة الفراق أحيانا أخرى.
وبعد عامين من زواج حبيبته توفي زوجها إثر حادث سيارة وغاصت في أحزانها على فراق رفيق حياتها، وهنا لم يستطع منع قلبه عنها وعاد ليتقرب منها ويمتص غضبها كعادته قديما وظل برفقتها لحظة بلحظة كصديق، إلا أنه مع الوقت بدأ يشعر بأن مشاعرها تغيرت تجاهه من صديق إلى ما هو أقرب، ولكنه لم يستطع تحديد مكانته فى قلبها، ففوجئ ذات ليلة وهي تهاتفه تقص له منامها الذي رأته وكان هو البطل الأول فيه وقررت مهاتفته لإبلاغه رغم أن المنام كان لا يدل على أي شيء سوى أنه احتل مكانة كبيرة من تفكيرها.
وبعد عدة أيام تقابلا في أحد المطاعم وأثناء انتظارهما للطعام وقعت عينه في عينها وصرحت الأعين ما لم يستطع اللسان الإفصاح به، وأنهى الاثنان نظرتهما بابتسامة رقيقة أكدت حديث العيون، فوجد لسانه يخبرها بكل شيء دون أن يرتب كلماته وكانت المفاجأة الكبرى في حياته هو أنها تبادله نفس الشعور فاعترفت له أنها تعشقه منذ اللقاء الأول بينهما ولكنها تراجعت فورما علمت بزواجه من ابنة عمه، ووجدت أن العلاقة تواجه الدمار من البداية فقررت أن تكتم حبها في قلبها وتعامله كصديق.
انتفض قلب «هيثم» من الفرح والحزن أيضا على السنوات التي عاشها بعيدا عن حبيبته ولا يعلم بحبها، فكل منهما أخفى مشاعره ليشاء القدر في النهاية ويصارح كل منهما الآخر، ولكن هذه المرة لم يدعها تفلت من بين يديه، فلقد تغير الوضع وأصبحت أرملة فلم يمانع أهلها من الزواج بشخص متزوج طالما يحبها.
والأهم من كل ذلك هو موافقتها، فاصطحبها وأسرع إلى المأذون ليوثق قصة حبهما بالرباط المقدس وتواعدا على أن يظلا سويا دون علم زوجته إلى أن يأتي الوقت المناسب لإخبارها، فوجد حبيبته تؤكد عليه عدم إفساد حياته الزوجية من أجلها خاصة أنه متزوج من ابنة عمه وهو ما سيشكل الكثير من المشاكل هما في غنى عنها.
وهنا شعر «هيثم»، أنه ملك الدنيا وما فيها، فحبيبته فى أحضانه وتساعده لعدم افتعال المشاكل وأظهرت عشقها المكتوم لسنوات، فقرر محو السنوات الماضية من حياته وبدء حياة جديدة في حياة دافئة بقلب حبيبته.