عارضه رؤساء معهد بحوث القطن..
جدل زراعي بسبب مقترح زراعة القطن الأمريكي قصير التيلة
الخميس، 22 نوفمبر 2018 08:00 م
حكاية القطن الأمريكى
النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان
حكاية وحدوتة واقتراح زراعة القطن الأمريكى "الأبلاند" فى الأراضى الزراعية المصرية ليست جديدة ولا وليدة اليوم، بل سبقتها محاولات ونقاشات ومعارك طاحنة مابين من يؤيد زراعته، ومن يخشى اختلاط بذوره مع بذور القطن المصرى طويل وفائق الطول، بما يؤثر على القطن المصرى وفقد الميزة النسبية التى يتفوق بها على غيره من أقطان العالم.
الدكتور محمد عبد المجيد الرئيس السابق لمجلس القطن، قال أن القطن الأمريكى "الأبلاند" بدأت زراعته خلال الفترة من عام 1947- 1959 بمناطق كوم أمبو والفيوم، وأكدت النتائج أن هذه الأقطان كانت أقل من الأصناف المصرية، خاصة من ناحية الإنتاجية، كما أنها كانت أخشن وأقصر تيلة وأقل متانة، وإن كان موسم نموها أقل بحوالى أسبوعين، لكنها شديدة التأثر بالحرارة وشديدة الإصابة بديدان اللوز، موضحاً أنه خلال الفترة من 1960- 1968 تمت تجربة زراعة الأصناف الأمريكية من"الأبلاند" مقابل صنف جيزة 66 المصرى، بل وامتدت الزراعة إلى الوادى الجديد، ثم فى نهاية الموسم تم اختبار أفضل أصناف "الأبلاند" لزراعتها في تجارب موسعة بمنطقة كوم امبو في الفترة من عام 1965- 1967، ولم تكن النتائج وقتها قاطعة بأي تميز للصنف الأمريكي أيضا، كما تمت زراعته مرة ثالثة خلال الفترة من عام 1970- 1972، فى مقابل صنف "الدندرة المصري" في منطقة نجع حمادي بقنا، ولم يتفوق أفضل الأصناف الأمريكية، وهما الصنفان "استونفيل7 – وكوكر كارولينا" على محصول الدندرة بأكثر من 17، 14% على التوالي، مع الاحتفاظ بفارق الجودة لصالح الصنف المصري.
وأضاف الدكتور محمد عبد المجيد أنه تمت زراعة الصنف الأمريكي للمرة الرابعة خلال الفترة من 1980- 1985، بمشاركة أكاديمية البحث العلمي، ووزارة الزراعة والمركز القومي للبحوث، حيث جرت تجربة أولية وأخرى موسعة بمنطقة المراغة بمحافظة سوهاج في الفترة من عامى 1983- 1985، وقد أعطى الصنف "ماكنير 220" الأمريكي إنتاجية تراوحت ما بين 9.65 قنطار- 10.96 قنطار للفدان، وكان من المتوقع أن يتم جنى هذه الأقطان مبكرا بفترة شهرين عن الأصناف المصرية الأخرى ولكن ذلك لم يحدث.
2 مليون قنطار قطن لاتجد مشترٍ
الدكتور محمد عبد المجيد رئيس مجلس القطن المصرى
المقترح الذى يتبناه ويقدم عليه وزير الزراعة ليس فى صالح القطن المصرى، بهذه الكلمات تحدّث رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، الذى تعجب أيضا من المفارقات الغريبة فى هذا الشأن، ففى الوقت الذى يوجود لدينا 2 مليون قنطار قطن فى منازل الفلاحين لاتجد من يشتريها، يدرس وزير الزراعة مقترح زراعة القطن الأمريكى قصير التيلة فى مصر، مع ما يحمله هذا المقترح من محاذير أقلها اختلاط بذور القطن المصرى طويل التيلة وفائق الطول والممتاز مع القطن قصير التيلة الأمريكى وتحدث الكارثة، وينتهى الذهب الأبيض المصرى صاحب السمعة والشهرة العالمية إلى غير رجعة، وتابع "تمراز " كان على الوزير أن يجد حلاً لمخزون القطن الذى مازال فى منازل الفلاحين، وكذلك صرف مقابل التوريد لمن قاموا بتوريد المحصول"، ورفض "تمراز" زراعة القطن الأمريكى فى مصر تنفيذاً لرغبة المستثمرين الذين لا يعنيهم أن يتم تدمير القطن، وقال أن على وزير الزراعة أن يدافع عن القطن المصرى ويرفض زراعة القطن الأمريكى،.
200 عام على زراعة القطن المصرى
فرز القطن
منذ أيام قليلة احتفلت مصر واحتفلت الزراعة المصرية بمرور 200 عام على زراعة القطن فى مصر، وبدلاً من أن نقدم هديتنا للقطن فى عيده إذا بنا نقدم على المقترح الوزارى، بهذه الكلمات بدأ الحاج ممدوح حماده رئيس الاتحاد التعاونى المركزى الزراعى حديثه، موضحاً " نحن نعترض كاتحاد على هذا الأمر، وكذلك الفلاحين والمزارعين"، وتعجب حماده من هروب المسئولين عن الزراعة وتجارة القطن وبدلاً من علاج المشاكل والمعوقات أمام القطن المصرى طويل التيلة حتى يجد طريقه إلى الأسواق العالمية مع سمعته الطيبة التى تسبقه، إذا بمسئولينا يحاولون زراعة القطن الأمريكى وكأننا فى حاجة إلى اختلاط البذور ودمار القطن المصرى.
توريد القطن