الأزهر وحده لا يكفي.. هؤلاء مسئولون أيضاً عن تجديد الخطاب الديني
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 02:00 م
«هناك إساءة كبيرة جدًا يجب أن تتصدوا لها وهي سمعة المسلمين عالميًا، بغض النظر عن الأسباب، يجب أن نتصدى لهذا الأمر ويخرج مسار عملي حقيق للإسلام السمح من خلال ممارسات حقيقية، وليس مجرد نصوص نكررها في خطب الجمعة والتلفيزيون والمؤتمرات» .. بهذه الكلمات أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بوزارة الأوقاف، إلى ضرورة تكاتف كافة مؤسسات الدولة لمواجهة الإساءة إلى الإسلام في الخارج.
الجماعات الإسلامية سوسة تنخر في عظام الإسلام
كلمات الرئيس السيسي أعادت إلى الساحة مجدداً الحديث عن ملف تجديد الخطاب الديني، والذي يوليه الرئيس السيسي أهمية كبرى، وفي هذا
قال الدكتورعبد الباقي شحاتة أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، إن الإسلام ربنا رزقه بالجامعات الإسلامية كالسوسة تنخر في عظامه وتشوه، وهؤلاء يحققوا الأهداف الصهيونية العالمية من الهجوم والدمار على الإسلام بما يلونه أنفسهم بمجاهدين على سلفيين وإخوان إرهابيين.
وأكد أمين مجمع البحوث الإسلامية الأسبق لـ«صوت الأمة» على أن ما في صورة فضلى لتحسين صورة الإسلام إلا سياسة مصر الخارجية، مشيرًا إلى أنه عندما يأخذ وزير خارجية مصر يأخذ أمين مجمع البحوث الإسلامية على يده ويجلسه في مجلس الأمن يتحدث عن الإسلام، ثم تأخذ وزارة الخارجية شيخ الأزهر في البرلمان الألماني للحديث عن سماحة الإسلام في المحافل الدولية، الأمر الذي يمثل دعم الأزهر في مواجهة كل المهاجمين الذي صنعوا «هوجة» إلصاق الإرهاب بالإسلام .
وأشار عبد الباقي شحاتة، إلى ضرورة فصل الإسلام عن الإلحاد والإرهاب من المسئولين المصريين والعرب أولًا ثم الأوربيين تباعًا، لأن مصر هي التي تصدر سماحة الإسلام إلى العالم كله وهي المسئولة عن إزالة الماسخات التي حامت حول الإسلام بفضل الجامعات الإرهابية، مضيفًا أن: « صورة الأئمة والوعاظ التي يصدرها الأزهر هنا وهناك أتحرقت وباتت لا تجدي ولا تنفع، وإنما لا بد من الاحتكاك المباشر بالدول الغربية لتحسين سمعة الإسلام عالميًا».
وشدد على أن السياسة المصرية لابد أن تكون موجودة وأن تكون السياسة الخارجية داعمة إلى الأزهر في توفير فرص خروج شيخ الأزهر إلى المنابر الدولية، والحقيقة أن شيخ الأزهر أجاد في الدفاع عن الإسلام والتفرقة في بين الإرهاب والدينات في البرلمان الألماني، الأمر الذي يتطلب تجديد مثل هذه الزيارات مجددًا.
وأختتم بأن الأزهر وحده لن يتمكن من تصحيح سمعة الإسلام العالمية، ولا تجديد الخطاب الديني، بينما لابد من تكاتف الأزهر وكافة الجهات الثقافية والإعلامية ، لافتًا إلى أن الإرهاب صناعة الغرب الذي دائمًا يدبر المؤامرات ضد الإسلام.
استخدام تكنولوجيا الجيل الرابع لمواجهة الإساءة للإسلام
في سياق متصل قال نادر مصطفى أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إن تحسين صورة ديننا يحتاج إلى استخدام نفس تكنولوجيا حروب الجيل الرابع وحرب المعلومات بمعنى أن لهذه الحروب آليات ووسائل وإمكانيات وتقنيات وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، علينا أن نجابهه ونواجهه هذه الحروب بالأدوات العصرية القادرة على ذلك .
وأكد نادر مصطفى لـ«صوت الأمة» أننا بحاجة إلى الكفاءات الموجودة داخل صحفنا الورقية جنبًا إلى جنب مع المواقع الالكترونية الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن تحسين صورة الدين لا يقتصر على مؤسسة واحدة، لأننا نواجه حرب شعواء، تتكاثر فيها الشائعات تستهدف إحباط فئات المجتمع من خلال نشر صورة سلبية تبث اليأس في النفوس، لذلك علينا مواجهة ذلك بكل ما نملكه من قوه.
وأشار أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب، إلى ضرورة تكاتف رجل الدين مع الصحفي والمعلم، وكافة المؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة بمختلف ملكيتها الخاصة والقومية، لمواجهة أي تشويه لوطننا وديننا ومجتمعنا، خلال وسائل إعلام للسف قوية ولديها القدرة على الدخول إلي المنازل والعقول، مؤكدًا على أهمية التعاون وعدم اقتصار هذا الأمر على الحكومة فحسب.
استخدام القنوات التليفزيونية الناطقة باللغات الأجنبية
في هذا الصدد تقول الدكتورة هويدا مصطفى وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن تصحيح سمعة مصر بالخارج لا يتم إلا من خلال استغلال القنوات التليفزيونية الناطقة باللغة الأجنبية لمناقشة كافة القضايا التي تحمل أي إدعاءات كاذبة وباطلة عن الإسلام، إضافة لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة.
وأشارت هويدا مصطفى لـ«صوت الأمة»، إلى أنه لا يمكن إنكار دور ماسبيرو في هذا الأمر فهو يمتلك كافة السبل المهنية التي تمكنه من تصدير صورة سليمة وسلمية وصحيحة عن الإسلام .
عبد الحميد الأطرش
في هذا الصدد يقول الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق لـ«صوت الأمة»، إنه ليس الأزهر وحده هو المسئول عن تحسين الصورة الإسلام، فلابد من تعاون السينما والإعلام المرئي والمسموع والمقروء وكافة الجهود السياسية في الدولة لمساندة الأزهر في مواجهة الجماعات التكفيرية والإعلام الغربي الذي تكثر أقواله الإرهابية عن الإسلام .
وأشار عبد الحميد الأطرش إلى أن بعض الأفلام السينمائية تصدر صورة إلى الغرب بأن الإسلام انتشر بحد السيف دون استكمال باقي القصة المعنية باستكمال انتشار الإسلام بالسماحة.