حكايات من دفاتر محكمة الأسرة.. مي: حماتي راجل في بيتي

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 12:00 ص
حكايات من دفاتر محكمة الأسرة.. مي: حماتي راجل في بيتي
إسراء بدر

تزوجت «مي» من «مدحت»، ليكملا حياتهما سويا تحت مظلة حبهما، وعاشت «مي» مع زوجها أسعد أيامها فى الشهور الأولى من الزواج إلى أن علمت بخبر حملها فبدأ كل منهما يخطط لما هو آتى ليواجها المستقبل ويرسمان سويا حياة طفلهما، وبعد الإنجاب بدأت المسئولية تتراكم على عاتقها بمفردها وتخلى عنها زوجها واكتفى بانفاقه على المنزل، دون أن ينظر لزوجته التى تخرج يوميا لعملها وتعود لتلبى احتياجات الطفل وعش الزوجية الذى كان سعيد.

بدأت تطلب منه بهدوء مساعدتها ولو بأمور بسيطة بأن يوصل الطفل إلى الحضانة أو يجلس معه لتستطيع تحضير الطعام، ولكنه كان يستقبل طلبها بالصياح فى وجهها مؤكدا عدم قدرته على فعل تلك الأمور أو التعامل مع الطفل من الأساس وكأنها طلبت منه أن يأتى إليها بباقة من نجوم السماء، ومع الوقت ازدادت الأعباء بل تضاعفت على عاتق «مى» ومع تضاعفها كانت تزداد الخلافات مع زوجها أيضا، إلى أن وصل الأمر به ليصفعها على وجهها فى مشاجرة نشبت بينهما حول مسئولية كل منهما فى الحياة الزوجية، وفورما أخبرته بأن كل الأزواج المحيطين بها لم يقتصر دورهم على الإنفاق فقط شعر فى حديثها أنها تضعه فى وضع مقارنة فغضب بشدة وتطور الأمر إلى الضربثق.

وهنا طفح الكيل بـ«مى» ولم تجد أمامها شيئا سوى أن تلجأ لأهله لحل النزاع بدلا من أن تنهى العلاقة الزوجية ويتأذى الطفل جراء هذه الخلافات وهو لا حول له ولا قوة، وبالفعل لجأت إلى أهل زوجها الذين آتوا فى ذات اليوم ولكنها لم تكن تعلم أن هذه الخطوة ستزيد البلاء ولم تحل النزاع.

فقد أعلن أهل زوجها موافقتهم على طلبات إبنهما وصنعا العديد من المبررات التى تجعله فى مركز قوة، وأكدوا على تقصيرها فى تحمل مسئولية طفلها ومع حدة الحديث إنتهى الأمر بأن تجد حماتها تأخذ الطفل بالقوة ليعيش معها تحت رعايتها وهى تردد «انتى ست مش أد المسئولية واللى زيك خسارة فيه كلمة ماما ومش هاتشوفى ابنك إلا لما تسيبى شغلك وتتفرغى ليه ولبيتك ولجوزك اللى لولاه مكنتيش لقيتى اللى يلمك فى بيت وكان زمانك معنسة جنب أهلك».

وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على رأس «مى» خاصة عندما وجدت زوجها يقف مبتسما لما يحدث أمامه لتجد نفسها أن محاولتها للحفاظ على المنزل باللجوء إلى أهل زوجها نتج عنه خراب المنزل وضياع الطفل الذى تحملت الزوج الغير مسئول من أجله، فقررت اللجوء إلى محكمة الأسرة لتطالب بحضانة إبنها والطلاق من الزوج الذى تربى على أن الرجل ما هو إلا «ماكينة فلوس».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق