حكاية من التسعينيات.. كيف تسبب أحمد زكي في فسخ خطوبة نجلاء فتحي؟
الإثنين، 19 نوفمبر 2018 09:00 مكتب- معتمد عبدالغني
(1)
أفاقت نجلاء فتحي من الإغماء لتجد نفسها في سيارة أحمد زكي، وفي المقعد الخلفي ابنه «هيثم».. تدريجيًا بدأت تستوعب لحظات ما قبل الاصطدام.. لقد كان أحمد يقود السيارة ويتحدث عن مشروعهما المقبل المأخوذ عن مسرحية «ترويض الشرسة».. واستعداده لبطولة فيلم «دموع صاحبة الجلالة».. وفيلم «ذئاب المدينة» مع عاطف الطيب، إذًا تهنئته لها على الخطوبة، وذهابها معه لتناول الغداء، لم تكن سوى فواصل قصيرة لحديثه الحماسي المطول عن السينما.
قبل الحادثة.. «أحمد زكي تحت قيادة مخرج شاب متأثر بتكنيك السينما الأمريكية اسمه «طارق العريان»، يقدمان معًا حكاية الشقي «زينهم» الذي يصعد بقوة الصاروخ في عالم الإجرام، ويصبح امبراطورًا في عالم المخدرات، وفي النهاية يسقط غارقًا في بركة من الدماء».
يكمل زكي حديثه، نجلاء تنصت، فجأة تظهر أمامهما كومة من الرمال، تختل عجلة القيادة من يده، تنقلب السيارة -إذا صُور هذا المشهد في السينما، سوف تسود الشاشة تدريجيًا، وسرعان ما تعود للإنفراجة، هي لحظات بين الإغماء والاستفاقة- تخرج نجلاء فتحي من السيارة، تنادي على أحمد زكي، تجده ملقى على الرمال، يهرول الجميع لإسعافهما، يبذل مجهودًا في تكوين السؤال: «هيثم بخير؟».. ترد عليه: «هيثم بخير وكلنا بخير».
(2)
أحمد زكي في العناية المركزة.. المحاليل معلقة في ذراعه، أول شئ فعله عندما استعاد وعيه، اطمئن على وجهه – رأس ماله في التمثيل-، وأن عموده الفقري بخير، انزعج عندما شاهد سيارته بعد الحادث في شريط فيديو، لم يصدق أنه مازال حيًا، شعر أنه ولد من جديد، وقرر أداء العمرة، بعد انتهاء جلسات العلاج الطبيعي، ولن يذهب إلى قبرص، من أجل مشاهد فيلم «الإمبراطور».
يدخل غرفته مجموعة من الشباب الملتحي، ظن في البداية أنهم سوف يعاقبونه على الأعمال السينمائية التي قام ببطولتها، الإرهاب في حقبة التسعينيات على أشده، ورموز الفن والإبداع على قوائم الاغتيالات، لكن ما حكاه زكي بعد ذلك للصحافي محمود سعد، خرج عن التوقعات،لم يكونوا من المتطرفين، لقد قبلوا رأسه، وجلسوا حوله يقرأون القرأن، ويدعون له بالشفاء، سقطت دموعه، وشعر أنه حصل على أكبر جائزة تمثيل في العالم.. حب الجمهور.
شعر زكي بالراحة بعد أن اطمئن على هيثم، لكن عندما تيقن أن نجلاء سوف تواجه أسئلة النيابة، تعكر مزاجه؛ تاريخه مع صحافة الإثارة جعله يدرك أن العاصفة قادمة، شائعات الزواج من زميلاته لم تفارقه منذ سطوع نجمه، وتلك المرة الأمر مختلف ومعقد، لقد كانت نجلاء معه في الحادث، تخيل العناوين الرئيسية لعلاقة –لم تحدث- ينسجها صحفي في جريدة صفراء، في تلك اللحظة، قرر الريفي القادم من الشرقية أن يؤلف لأول مرة في حياته، ويحذف نجلاء فتحي من مشهد الحادثة.
(3)
اقتنصت صحافة الفضائح الفرصة الذهبية، كل يوم تزداد سخونة المانشيت الرئيسي عن علاقة النجم الأسمر بفتاة السينما المدللة، هي لم تجد غضاضة في ذكر التفاصيل، شعرت بالامتنان لبركة المصحف الذي كان معها وقت الحادث، لقد أهداه لها أحمد زكي عندما فازت بجائرة أحسن ممثلة في مهرجان طشقند عام 1988.
ترك الحادث أثرًا جانبيًا في حياتها الخاصة، بعد انتشار الخبر، تلقت مكالمات تليفونية من الأقارب والأصدقاء للاطمئنان عليها، من جميع أنحاء العالم، بينما خطيبها لم تسمح له مشغولياته في لندن، بأكثر من اتصال تليفوني واحد لأسرتها، قال في نهايته: «سلامتها».
بدأت تستوعب أن قرار سعادتها بالخطوبة، أنساها ابنتها ياسمين، التي سوف تتركها في مصر، لتعيش كزوجة في لندن، إلى جانب ابتعادها عن الفن في عز تألقها، أيقنت أنها تسرعت في الموافقة على مشروع الزواج، وقررت الانسحاب.
(4)
بعد عدة أشهر، يعود أحمد زكي لمشروعاته المؤجلة، لكن الحادث جعل مشروعه الفني مع نجلاء فتحي مؤجل إلى ما لانهاية، من الصعب أن تجمعهما شاشة السينما؛ حتى لا تزداد الشائعات حولهما، يعرض عليه بطولة الجزء الثاني لمسلسل «ألف ليلة وليلة»، بدلًا من حسين فهمي بطل الجزء الأول، فيقرر الاعتذار متحججًا ببطولة شهرات تلفزيونية تتناول السيرة الذاتية للرموز الوطنية.